26 نوفمبر، 2024 10:20 ص
Search
Close this search box.

دور الأعلام الوطني في الخارج …

دور الأعلام الوطني في الخارج …

قبل اسبوع تقريبا , عقدت في لندن ندوة حوارية تحت عنوان ” الأعلام الوطني بين الأنقسام الداخلي والأجندات الخارجية ” , كانت رمية حجر في بركة راكدة , لتهتز حتى يستيقظ الذين استحسنوا الركود عقوداً , علينا ان نواصل رمي الحجر لأكمال مبادرة الأساتذة , حتى نصل نقطة وعي الحالة الأعلامية غير السارة , ونجري تحسيناً جريئاً على ادواتها واساليب عملها , لنكون على قدر المسؤولية في مواجهة هجمة التشويه الشرسة التي تتعرض لها التجربة العراقية في اعادة بناء الدولة والمجتمع, عبر تطوير الممارسات الديمقراطية وترسيخ تقاليد العملية الأنتخابية .
اشارت المبادرة الى دور الأعلام العراقي في الخارج في المواجهة التي نرى فيها العراق , مستهدفاً اعزلاً مظلوماً امام الأعلام المأجور , ثم اعادة توحيد الأعلام الوطني داخل تيار اعلامي يملأ الفراغ الحاصل ويقلب معادلة المواجهة  .
الأعلام الحكومي ( الموظف ) , قد يتغير تبعاً للمتغيرات السياسية التي تطرأ على المؤسسة الحكومية سلباً ام ايجاباً , وقد ينقلب على نفسه اذا ما حدث تغيير سلبي كبير في الوظائف الرئيسية من داخل الحكومة , هنا لا يمكن الحديث عن اصلاح اعلام حكومي مسلكي من خارج واقع التحولات والمتغيرات , بعكسه الأعلام المستقل ـــ غير الحكومي ـــ , دائماً محصن بأستقلاليته وحريتة في مواصلة روح الأبداع والمهنية والقدرة على تجاوز الأنتكاسات , نموذجاً وطنياً يرمي مزيداً من حجر التحديث والنهضة , اذا ما عادت البركة الأعلامية الى ركودها .
هناك اعلام ضار , يتراكم من داخل المؤسسات الطائفية العرقية , يتحجر كسلاً ونفعية وثرثرة مديح مملة , من غير الممكن اختراقه بسهولة, بعكسه عندما يكون الأعلام وطنياً مستقلاً ملتزماً , سيمتص التجارب الناجعة ويتفاعل معها كي يتميز في تجربة عراقية , لها شخصيتها وخصوصيتها , تؤثر ايجاباً على الأعلام الحكومي من خارجه , تنقل له الأنضج من التجارب العالمية .
مثقف الخارج , يخشى السباحة في عمق بركة المؤسسات الأعلامية المنغلقة في الداخل , عبثاً يحاول , فهي لا تستسيغه اصلاً , وفي روتين بليد , تغلف نفسها بقشرة مؤسساتية عصية على الأختراق , لهذا نرى ضرورة عقد ندوات حوارية في الخارج ثم الداخل لتستخلص نموذجها الوطني المشترك , عليها ايضاً تفكيك النشاط الأعلامي المأجور, لوبيات تجندها وتستعملها قوى خارجية وداخلية  .
توجد في الخارج ثلاثة لوبيات , تمارس نشاطاً مدمراً , لا يحرجها الحاق الأذى بوطن وشعب يفترض انتمائها اليهما , معباءة بشعور شاذ , وقناعات ملوثة ويمكن تقسيم تلك اللوبيات الى :
1 ـــ اللوبي البعثي .
2 ـــ اللوبي الكوردي :
3 ـــ اللوبي اليساري :  
العراقيون في الخارج , يعرفون جيداً مهام وارتباطات تلك اللوبيات , فقط اكتفي باشارات شديدة التلخيص .
1 ــــ اللوبي البعثي : كان يمكن الأكتفاء بأشارة ( بدون تعليق ) , زمر من الحثالات سافلة ضالة , لوبي عريق بالتلون والخداع والغدر , وصاحب خبرات ومهنية في قلب الحقائق وتشوية الوقائع , يمتلك شبكة علاقات معقدة مع اهم المؤسسات الأعلامية العربية والأقليمية والعالمية , وخيوط مائلة خطيرة داخل اغلب اطراف العملية السياسية الراهنة , ودعم مادي ومعنوي غير محدود, يقف الآن ـــ ككل البعث ـــ في نقطة شراسة النفس الأخير , اما قاتل او مقتولاً .
2  ـــ اللوبي الكوردي : يتصرف كمكون لا علاقة له في جسد الأمة العراقية مستهلكاً عافيتها , مشحوناً بالأحقاد والكراهية تجاه العراق وشعبه , نفسياً واخلاقياً يبرر ابشع الخيانات , كمهام واهداف قومية , يشتم العراق في وقت تتعرض قراه الى قصف تركي , لديه قناعة , ان مستقبله القومي , يبدأ من حيث خراب الأمة العراقية وتقاسمها, لا يوجد ما يمنعه عن الأستعمال المتبادل مع  شياطين دولية اقليمية , ياكل من سفرة العراق ويقرأ الفاتحة على ارواح مجرمي داعش والبعث .
3  ـــ اللوبي اليساري : لا اعني بالتحديد ـــ الحزب الشيوعي العراقي ـــ مع انه ليس بعيداً عن المرمى , المقصود حصراً اسراب اليسار التي اجترتها وبصقطتها التحالفات والجبهات والأنحرافات والخيانات , جسوراً لمرور الخطوط المائلة , قيحاً اسوداً في تاريخ الحركة الوطنية العراقية , مستهلكات لم تغادر بزارات العرض والطلب وانتاج القطعة , نشهد لها قدرتها على نسج وفصال الأكاذيب والأشاعات وتطوير فبركة التسقيط .
بين تلك اللوبيات الثلاث لون رمادي , يجمع البعثي مع الكوردي , يتوسطهم اللوبي اليساري , ثلاثي معاناة الوطن وتاريخ اوجاعه , انها اخطر موجة قراد تعرضت له عافية العراق , المواجهة هنا مهمة ليست سهلة ـــ بذات الوقت ـــ من المعيب ان نبق بلا مهمات او نعتمد سلبية الترقب  .
الأعلام الوطني في الخارج , من حيث الكوادر والخبرة والمهنية والمخزون المعرفي , يشكل نسبة عالية بين الجاليات العراقية , لكنه مع الأسف مشتت محبط متردد ضعيف المبادرة يفتقر الى ابسط الروابط التنظيمية , محاصر بين ضغط اختراقات واغراءات اللوبيات الثلاثة , وبين الرفض غير المنطقي من قبل مؤسسات الدولة العراقية , او خشيتها من الأندماج مع اعلام الخارج في كيانات ـــ لوبيات ـــ اعلامية وطنية من داخل وخارج العراق .
التضحية بكوادر الخارج امر مؤسف, وهي اقرب الى التطوع الوطني في عرض طاقاتها ومبادراتها وخدماتها تحت تصرف العراق , على المؤسسات الأعلامية الحكومية ان تخلع ثوب الأنانية والخطوط العقائدية, لتفتح صدرها في لقاءات وندوات وحوارات ومبادرات مشتركة , تتصدرها خطة عمل وتنسيق بين كوادر الداخل والخارج , الحكومة ـــ ومن اجل الوطن والناس ـــ عليها ان تتحلى بالرؤيا الوطنية, تحترم حرية المبادرات ومرونة الأبداع ووطنية المنجز , فبدون حرية واستقلالية العمل المحكوم بالضوابط والثوابت الوطنية , لا يمكن الحصول على ما هو ايجابي ومثمر في التصدي لهجمة اللوبيات اللاوطنية .
ندوة لندن , نقطة تحول في وعي مثقفي الخارج , حالة تغيير جذري  احدثها عنف ارتجاج الوجدان الوطني على اثر انتكاسة 10 / 06 / 2014 الموجعة .
تلك المبادرة , يجب ان تجد صداها استجابة اعلامية وطنية واعية في عواصم مهاجر العراقيين الأخرى , ندوات حوارات حالات تنسيق متواصلة , تتبلون عنها حالة عراقية تعبر عن نفسها لوبي وطني يتنفس برئة المصالح العليا للشعب والوطن , الفعل لم يكن مستحيلاً , فقط اذا حاولانا ان نتحسس ارضية البداية التي تستوعب جهدنا المشترك , تتسع لمبادراتنا بعيداً عن جاذبية الأحتواء الرسمي وغير الرسمي , استقلالية واعية , فعل وطني ناضج , تماسك تنظيمي حر , تجربة يجب ان نخوضها مهما كانت الحصارات والصدمات التي ستواجهها من عنف اللوبيات الفاسدة .
ندعو الخيرين من داخل الدولة والمجتمع والحكومة بشل خاص , ان تقترب من مياه الجاليات العراقية في الخارج , انها الآن لم تعد راكدة , لتساعد نفسها وتساعدهم على بلورة لوبي وطني يدافع عن الحقيقة العراقية .
الأنتكاسة ابتدأت بهزيمة اعلامية , وعلينا ان نغير المعادلة بنصر اعلامي , لنجرب مرة , سنجد العراق مترجماً الى الضمير العالمي .

أحدث المقالات