17 نوفمبر، 2024 11:27 م
Search
Close this search box.

دور ألولايات ألامريكية ألمتحدة في نشأة ألتطرف ألإسلامي-5- ألجهاز ألسري للإخوان ألمسلمين

دور ألولايات ألامريكية ألمتحدة في نشأة ألتطرف ألإسلامي-5- ألجهاز ألسري للإخوان ألمسلمين

” أنشأ ألإخوان ألمسلمون خلال ألحرب ألعالمية ألثانية جهاز ألتحريات ألخاص بهم ووحدة سرية متمرسة في ألأرهاب تسمّى (ألجهاز ألسري). وقال محلل في ألخمسينات:

إنّ ألمخابرات كانت تجمع ألمعلومات من ألمنشأت ألعسكرية وألسفارات ألأجنبية وألمكاتب ألحكومية.

هذه ألخدمة هي ألتي أعطت للإخوان ألمسلمين شهرتهم وسمعتهم بألميل إلى ألعنف.

ستقوم ألوحدة ألتي تأسست في عام 1942 وقضى عليها ناصر فيما بعد بإغتيال ألقضاة وضباط ألشرطة ومسئولين في ألحكومة وتحرق مشاريع أليهود في مصر وتشارك في هجمات خاطفة على ألنقابات ألعمالية وألشيوعيين.

وخلال تلك ألفترة كان ألإخوان ألمسلمون يعملون بألتحالف مع ألملك في ألأساس ويستغلون قواتهم شبه ألعسكرية نيابة عنه وضد خصومه ألسياسيين، وعندما بدأ ألملك يفقد ألسيطرة أبتعدت ألجماعة عن ألملك فاروق مع ألحفاظ على علاقات واهية مع ألجيش ووكالات ألمخابرات ألأجنبية وعارضت أليسار بإستمرار.

كان تنظيم ألجماعة يقوم على تقسيم أفرادها إلى خلايا ومجموعات عائلية من 5-7 أعضاء كانت تتلقى في بعض ألأحيان تدريبا عسكريا منظما مطولا في شتى فروع حروب ألعصابات لتتأهل كجماعة فعّالة.

وعندما ينتهي ألتدريب يتم ضم ألاعضاء رسميا في ألجماعة وينضمون إلى تنظيم آخر فعّال في مجال ألدين أو ألنشاط ألرياضي .

 

كان ألبريطانيون يعلمون قوة ألتشدد ألإسلامي بإعتبار أنّهم قضوا قرنين من ألزمان يتغلغلون في ألسياسات ألدينية ألقبلية، ولاحظ ضابط مخابراتي بريطاني له علاقة بألملك بقوة عودة ألتشدد ألإسلامي في نهاية ألحرب ألعالمية ألثانية.

كان هذا ألضابط هو ديفيد أرشي بويل من ألمخابرات وكان ضابط ألإتصال مع أبن حسنين باشا كبير ياوران ألملك، وهو من أهم ضباط ألمخابرات ألبريطانية.

شعر بويل بقوة ما أعتبره صحوة إسلامية بدأت عام 1946 على ما نحو ما جرى في عام 1919، وأنّها بدأت تؤثر في دول ألشرق ألأوسط ككل.

غير أنّ ألجديد هذه ألمرة أنّ هذه ألصحوة كان يصاحبها سباق من أجل ألنفط وكان للسفارة ألبريطانية أتصالات منتظمة مع ألإخوان ألمسلمين، ويليها في ذلك ألسفارة ألأمريكية.

وبعد ألحرب ألعالمية ألثانية أطلق نظام فاروق ألمترنح حملة ضد أليسار، وكانت ألحرب ألباردة في بداياتها، وموّل إسماعيل صدقي رئيس وزراء مصر ألإخوان ألمسلمين مباشرة ووفر لهم معسكرات ألتدريب لإستيعاب قوتهم ألضاربة، بعد تعيينه بتأييد من ألبنا، وأيد ألإخوان ألمسلمون ألحملة ألعارمة ضد أليسار.

 

كان أنور ألسادات، ألذي سيصبح رئيسا لمصر، عضوا في ألإخوان ألمسلمين في ألاربعينات. وخلال ألحرب ألعالمية ألثانية أرتبط ألسادات بألحركة ألتي أفتقدت ألإستقرار ألتي أسسها ناصر في عام 1949 رسميا وسميت (ألضباط ألأحرار) وألتي ستقيل فيما بعد ألملك في عام 1952.

 

ألبنا وألمفتي:

أدت ألحرب ألعربية ألإسرائيلية إلى تعزيز قوة ألإخوان ألمسلمين بشدة. كانت أللحظة فوضوية في ألشرق ألأوسط حيث عززت ألدولة أليهودية وجودها داخل فلسطين ألخاضعة للإحتلال ألبريطاني. وقد غيرت ألحرب وإنتصار ألمليشيات أليهودية على ألقوات ألعربية ألنظامية وإنشاء إسرائيل، ألأمر ألذي تكرّس فيما بعد من ديناميكية ألسياسات في ألشرق ألأوسط وعزز ذلك من إنطلاق ألإسلام ألسياسي بطرق مختلفة.

فمن ناحية كونّت جماعة ألإخوان ألمسلمين وحدات شبه عسكرية بنفسها خلال ألحرب وهي قوات حظيت بتأييد ألدول ألعربية ومثلها مثل ألجهاد ألأفغاني في ألثمانينات، كونّت ألجماعة فيالق من قدامى ألحرب ألإسلاميين ألذين تدربوا على ألمعارك.

كما عززت ألحرب ألعلاقات بين ألإخوان وناشط إسلامي آخر أيده ألبريطانيون هو مفتي ألقدس ألحاج أمين ألحسيني.

وترجع ألعلاقات بين ألإخوان وألحسيني إلى عقد مضى حيث يرجع أول لقاء بينه وبين ألإخوان في عام 1935 عندما قابل عبدألرحمن ألبنا ألذي ساعد أخاه في تأسيس ألجماعة ورأس ألجهاز ألسري لها.

ولعب ألشيخ أمين دورا هاما، مثل ألبنا في تأسيس ألحركة ألسياسية ألإسلامية ألمتشددة في ألقرن ألعشرين.

 

وأدّى إنشاء دولة إسرائيل إلى ماهو أكثر من ألتشدد ألإسلامي بألطبع فقد وفّر أسباب للقوميين ألعرب مثل ناصر ألذي سعى إلى تخليص ألعالم ألعربي من ألملكيات.

وبألنسبة للقوميين كانت إسرائيل رمزا للضعف ألعربي وألخضوع للإحتلال ألذي كرسه ألملوك ألتابعين لبريطانيا في مصر وألأردن وألعراق وألسعودية.

لكنّ ألبنا وألإخوان راحوا يؤكدون على أنّ ألقوميين ألعرب كانوا على خطأ وأنّه ليس هناك حلول في ألقومية ألعلمانية وبناء ألأمة وبألطبع ليس ألحل في ألتغريب، وألوسيلة ألوحيدة لإستعادة مجد ألعالم ألإسلامي ألسابق هو ألعودة إلى ألإسلام ألسلفي.

في عام 1946 نظّم ألمفتي وألإخوان ألمسلمين قوة شبه عسكرية في فلسطين تسمّى (ألمنقذون) وتتالف من 10 آلاف مقاتل تحت ألسلاح لكن ألسلطات ألبريطانية تغاضت عن فرقة (ألمنقذون) أو تجاهلتها.

وأنشأ ألمفتي وألبنا في مصر علاقات عمل وتعاون، وتمّ وضع إحدى ألوحدات شبه ألعسكرية ألتابعة للإخوان في فلسطين، ألمتمركزة في غزّة، تحت قيادة مساعد سوداني للمفتي، وفي ألقاهرة زكّى حسن ألبنا ألحاج أمين ألمفتي ليكون رئيسا لحكومة فلسطينية جديدة.

وربما تكون أهم محطة في حياة ألمفتي ألعملية هي عودته منتصرا من غزّة في سبتمبر 1947 حيث أعلن دولة فلسطين ونصب نفسه رئيسا لها.

غير أنّ دولة ألحاج أمين ألفتية لم يكتب لها ألوجود بهزيمة ألعرب أمام ألقوات أليهودية، لكن ألحاج أمين سوف يلقى ويزدهر ويعود إلى ألمعركة في ألخمسينات.

أنتهت حياة ألبنا فجأة بإغتياله أمام مسجد ألشبان ألمسلمين في ألقاهرة على يد قوات ألأمن ألمصرية فيما يبدو وخلّفه حسن إسماعيل ألهضيبي في موقع ألمرشد ألأعلى للجماعة.

 

برغم ألإنقسامات بين ألفصائل كان من الواضح أنّ جماعة ألإخوان ألمسلمين ستتجاوز أغتيال ألبنا.

وبفضل سعيد رمضان مدد ألإخوان نفوذهم في أنحاء ألعالم وظلوا قوة لا يستهان بها في مصر بما لهم مئات ألآلاف من ألأتباع.

وساعد ألتمويل ألمالي من ألسعودية في ألإبقاء على ألحركة فيما أنقلبت عليها ألحكومات ألعربية وخاصة ألمصرية.

وبفعل ألحرب ألباردة سوف يستمد ألإخوان ألمسلمون ألطاقة من الحملة العالمية ضد الشيوعية.

وساهم ألجمع بين سياسات ألنخبة ألداخلية وأعمال ألعنف ألمسلح ألسري في ألبداية ألحقيقية لما نسميه (ألإسلام ألسياسي) وكانت ألأنظمة ألإسلامية ألتي تولت ألحكم في باكستان وإيران وألسودان في أواخر ألسبعينات هي نتاج مباشر للعمل ألذي قام به ألبنا وسعيد رمضان وحلفاؤهم.

ووسط أوزار ألحرب ألعالمية ألثانية سوف تقوم أمريكا بأولى خطواتها نحو ألشرق ألأوسط. ومن ألمقدر أن تصبح ألمنطقة ألشاسعة بين أليونان وتركيا عبر باكستان وألهند مسرحا للمعارك خلال ألحرب ألباردة.

وسوف تتجه أمريكا إلى أليمين ألإسلامي لكي تتمكن من هزيمة ألقوميين وبناء تكتل من مجمومة من ألدول تتفق وتتآلف على ألعداء ضد ألأتحاد ألسوفيتي، وكان ألإخوان ألمسلمين قابعين منتظرين ما سيحدث.

المصادر:

لعبة ألشيطان – دور ألولايات ألامريكية ألمتحدة في نشأة ألتطرف ألإسلامي- ألمؤلف: روبرت دريفوس – 2005

ألناشر: مركز دراسات ألإسلام – تقديم ومراجعة: مصطفى عبدألرزاق – ترجمة: أشرف رفيق- ألطبعة ألأولى – سبتمبر 2010.

أحدث المقالات