23 ديسمبر، 2024 5:47 ص

امنيات وطنية وحكومات لا تعرف الوطنية

امنيات وطنية وحكومات لا تعرف الوطنية

ماذا سيحصل لو ان البرلمان قدم طلبا لحث الحكومة بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بخصوص انتهاك بلدين( اميركا وايران ) لحرمة اراضي العراق وذلك من خلال جعلها ساحة لتصفية حسابات الطرفين دون أن يعيرا اهتمام لسيادة العراق واحترام شعبه .فالولايات المتحدة التي تتواجد قواتها بموافقة الحكومة العراقية عليها ان تحترم سيادته وان لا تقوم باي عمل لا يحترم العراق ارضا وشعبا كما فعلت بالعمل المدان باغتيال قيادي عراقي وضيف اجنبي . وعلى ايران التي لم تحترم سيادة العراق والمواثيق الدولية وقواعد الجوار سيما وان شعبيهما يرتبطان بمشتركات كثيرة عند استهدافها قاعدة اميركية موجودة بموافقة الحكومة العراقية . وكان لزاما على البرلمان والحكومة الطلب الى مجلس الامن الدولي لإجبار الطرفين بالاعتذار وتقديم تعويضات عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بالعراق وشعبه .. عندها سيستعيد البرلمان جزء من مبررات وجوده وسيضع لنفسه هيبة مفقودة بسبب انخراطه في موبقات اضاعت الوطن وانغماس اعضاءه بالفساد الذي جعل من العراق دولة غير محترمة وعمله المدان في تكريس مكاسب اعضاءه وعلى حساب مصائب الشعب ، هذا اولا وثانيا توحيد الصف بصدق بعد ان بان كذب ادعاء الجميع من عبورهم للطائفية ، وكما بدا للعيان من انقسام مجتمعي في التصويت الذي جرى قبل أيام. هذا الانقسام الذي لاحت ملامح لفظه من قبل الشعب عبر الاحتجاحات الجماهيرية المتواصلة منذ ثلاثة اشهر. ومنها كذلك إعادة شيئا من الهيبة للعراق التي اضاعتها القوى السياسية المتصارعه على مطامع السلطه .. وايضا بوابة لإجبار الولايات المتحدة على الاعتذار لمقتل الشهيد المهندس لانه يحمل موقعا رسميا في الحكومة العراقية وتقديم التعويضات التي تتناسب وقوة الفعل .. ولا ننسى ان للبرلمان والحكومة مسؤولية في تقديم شكوى لمجلس الامن او عبر القنوات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة للاعتذار وتقديم التعويض المناسب الذي يقابل ما تتعامل به الولايات المتحدة عند مطالبتها الدول الاخرى من تعويضات لضحايا مواطنيها . جراء قصفها لموقع إحدى تشكيلات الحشد الشعبي في القائم واستشهاد وجرح عدد كبير من أبناءه الذين يرابطون في ارض عراقية تحت ظروف مناخية وجغرافية قاسية للدفاع عن ابناء شعبهم ضد اعتى قوة ارهاب عرفها التاريخ ولم يدر بخلدهم أن يكونوا ضحايا غدر من قوة حليفة . ومن المنطق ايضا أن يعتذر العراق للولايات المتحدة بسبب اقتحام السفارة لان ذلك يعد عملا منافيا للمواثيق الدولية وكان بالإمكان ضبط تلك التظاهرات لإظهار الاستنكار لمقتل أبناءه في القائم . كما أن الحنكه في إدارة الأزمات التي يفترض أن تتحلى بها السلطات العليا في اية دولة ..تتطلب أن يحوُل رجالات السلطه نقاط الخلاف مع الآخرين إلى مواقع قوة او التغطية على الضعف بالدبلوماسية دون إظهار نقاط الضعف التي يمكن ان يستغلها المقابل .. ومع الولايات المتحدة بالذات توفرت فرص كثيرة كان بالامكان استغلالها وفق الأسس التي ذكرناها آنفا لمصلحة الشعب العراقي.. مما يعني زيادة رصيد الحاكمين شعبيا ويوقف ازدراء الطرف الآخر عند اصطدامه بسلطه مدعومة من شعبها بقوة … عند ذلك ستكون هنالك مقبولية جماهيرية للبرلمان والحكومة .. قد يكفروا ولو بجزء يسير عن أفعالهم واساءتهم لشعبهم طيلة ستة عشر عاما