23 ديسمبر، 2024 6:07 ص

دواؤنا الرجوع إلى الله والتسامح والإخاء

دواؤنا الرجوع إلى الله والتسامح والإخاء

بلا شك أهم رسالة حملتها زيارة قداسة بابا الفاتيكان فرنسيس إلى العراق تمثلت بالاعتراف من أعلى سلطة روحية بمحورية العراق ومركزيته, البابا هو مرشد روحي لجميع المسيحيين في العالم، ورئيس دولة بالتالي زيارته ليست رمزية بل مهمة جداً لاسيما أنه تحدث في كل مكان زاره بمواضيع سياسية من خلال إضافة طابع الإنسانية للمشكلات التي يمر بها العالم والمنطقة, زيارة البابا وحدها غير كافية على حلحلة جميع مشكلات البلاد، بل يجب أن تستثمر الزيارة لانفتاح العراق على العالم”.
نعيش دوما نظرية المؤامرة وفقدان الثقة بالشريك!! وكل ما مرّ بنا من محن أو ما تعصف بنا اليوم من تغييرات على مستويات عدة قد يكون الجواب الموحد الذي يتفق عليه الكثيرون هو كلمة “مؤامرة” أو “مخطط”!!وأصبحت سمة العقل السياسي الإيمان بنظرية المؤامرة التي تريح العقل من عناء البحث عن الأسباب، وتغني المراقب عن نقد الذات، وتغذي الشعور بأننا ضحايا لأعداء متآمرين، لولاهم لكان وضعنا أفضل بكثير.
يقول آرثر سالزبورجر(أعطِ أي إنسان معلومات صحيحة ثم اتركه وشأنه. ربما تجعله مُعَرَّضاً للخطأ في رأيه لبعض الوقت ولكن فرصة الصواب سوف تظل في يده إلى الأبد. لكن أن تحجب المعلومات الصحيحة عن أي إنسان أو تقدمها إليه مشوهة أو ناقصة أو محشوة بالدعاية والزيف فإنها تدمر كل جهاز تفكيره وتنزل به إلى ما دون مستوى الإنسان)
كثيرا مانقرأ ونسمع عن تصريحات ومناكفات سياسية بين شخصيات سياسية وبرلمانية لاتعكس الواقع المــر الذي يعيشه شعبنا وطبقته المتوسطة والفقيرة،، ان تلك التصريحات تخلق فوضى عارمة، واصطفافاً طائفياً، وعلينا ان لانخلق التوقعات والافعال ، ولكن حمى الاتتخابات المبكرة ومحاولة تسقيط الاخرين ، وعشق المناصب والكراسي هي مرتكزات أخطائنا السياسية، وتمزقنا الفكري والديني والطائفي، وانتشار ثقافة رفض الآخر، وتكفيره، وغيرها من الأمراض الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، تؤدي دوراً أكبر بكثير من قدرة أية قوة خارجية على إحداث ضرر مماثل في بلداننا. إن التحدي الأكبر في مقاربة أي مرض أو حل أي مشكلة هو دقة التشخيص، فإن تمكنّا من فعل هذا بناء على تفكير صحي يستند إلى رؤية الواقع ومعطياته دون اللجوء إلى نظريات الأقبية المظلمة، حينها ستصبح إمكانية الحل أقرب إلى أيدينا من السابق.
زيارة البابا أوصلت رسائل عديدة أبرزها كانت موجهة إلى الأيادي الفاسدة العابثة بأمننا واقتصادنا، وكأن لسان حاله يقول:حاولوا أن تنظروا إلى العراق كبيت سياسي واحد وليس أجزاء منفصلة بعضها عن بعض.كفاكم تضييع الوقت في مطاردة مساعيكم.في كل شيء، كانت زيارة جيدة في التحضير والاستقبال، أظهرت للعالم كم هي جميلة بلادي وإنْ عاث بها المخربون.فالذي يجب أن نعيشه اليوم، هو الاستمتاع بثمار الجهود.وأولا وأخيرًا، فالسياسي الذي نظر إلى هذه الزيارة نظرة ازدراء، سيخرج خالي الوفاض من عالم السياسة، كما دخله أول مرة.
بلدنا يشهد مرحلة حساسة ومهمة في تاريخه وان الشعب العراقي يتطلع الان الى مرحلة جديدة يبني فيها بلده ويعوض الخسائر وينسى فيها المه، يتطلع الى مستقبل مفرح ينعم ابناؤه فيه بالرفاه والامان، كم نحن بحاجة إلى معين من السلام الداخلي الذي غاب عنا منذ سنوات طوال. وهنا مسؤولية الجميع وندعو الجميع الى فتح صفحة جديدة تتناسب والمرحلة المقبلة اليوم حيث جاءت فرصة الانتخابات بانت نياتهم ومدى عشقهم للسياسة الدنيوية وكراسيها، ونحن لســنا مرضى ولا نشكو من داء وما يوجعنا ويؤلمنا اخطاؤنا وذنوبنا، ودواؤنا الرجوع الى الله والتسامح والإخاء-