دنيا التناقضات

وأنا أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفيس بوك. أجد وجه العالم المتناقض قد استفحل في هذه الصفحات.
تناقضات وتضاربات ومستويات أحياناً تدعو إلى التأمل والتفكير العميق. صور ومشاهد من الحياة العامة لشرائح مختلفة تتفاوت فيما بينها، بل لا تمد إلى بعضها البعض بصلة. مناظر متنافرة يعرضها أصحابها وكأن كل مجموعة في وادي آخر وعلى كوكب غير كوكب الأرض.
العالم في أحوال مختلفة والناس على مختلف أشكالهم في شأن مغاير عن بعضهم البعض.
صور متضاربة تثير الاستغراب والدهشة. حيث تجد أحدهم ينشر صور تنزهه في أجمل المناطق والمرافق السياحية في العالم. أناس يقضون الصيف على ضفاف الأنهر والسواحل بين الحوريات وهم يرتدون السراويل القصيرة ممتلئين بالنشئة والسعادة، إلى جانب ذلك تظهر أمامك صور لأناس يعانون المرض ويقضون نهارهم على أسرة الموت وأكف ذويهم مرفوعة تطالب بتدخل السماء.
أناس يلتقطون صوراً ليظهروا سياراتهم الفارهة والتي تعادل ثمنها عشرات ألاف من الدولارات، ومنشورات لنساء تروج لتبيع قدراً من الدولمة أو عددا من الكبة وامرأة تعلن إنها تخبز الخبز لتسد رمق عيالها بما تحصل عليه من ثمن بخس.
أناس ينشرون صور المطاعم الفخمة التي يقضون فيها مع عوائلهم أوقاتاً حالمة ممتعة وهم يفرشون موائدهم بالتكة والكباب واللحوم وبما لذ وطاب من الطعام مقروناً بمشاهدتك لصور أطفال بملابس رثة لا يجدون ما يأكلون.
شباب يبحثون عن بصيص أمل في عمل يؤمن لهم مستقبلهم ويحفظهم من الإنجرار إلى مسالك الهاوية، وشباب صغار يتنعمون بخيرات لا تحصى ولا تعد، حيث سياراتهم وصحبتهم وتنزهاتهم التي لا يمكن الحصول عليها من قبل الآخرين.
أناس تتنفس الصعداء وأناس لا تجد القناني والاسطوانات للحصول على شيء من الأوكسجين لإدخال الهواء إلى الرئتين.
أناس يبحثون عن شراء عقارات بمليارات الدنانير، وعوائل تسكن الهياكل والمخيمات.
شباب يعملون طوال النهار بأجر عشرة ألاف دينار يومياً إن حصلوا عليه، وشباب يتقاضون أكثر من راتب دون أداء أية وظيفة وهم غير راضين بل متذمرين.
الكثير من الصور التي تدل على غياب الوعي وعدم علم أحدهم بالآخر. مواضيع تدعو إلى التفكير فعلا وإلى الانبهار لأشكال وأصناف من البشر رغم أنهم يعيشون على سطح نفس الأرض إلا أنهم لا علاقة بينهم أبداً في هذه الدنيا غير المنصفة.
صور تجسد المقولة التي تقول: أنا ومن بعدي الطوفان.
فعلاً شي ما يشبه شي وناس تاكل دجاج وناس تتلقى العجاج. والحديث يطول في هذا المجال..
23/8/2021