والدنبكجي هو الذي يقرع على الدنبك( الطبلة الكبيرة)، وزهور حسين هي المطربة العراقية المشهورة، وقد اشتهرت بقراءة المقامات بشكل مختلف، وهذا القول قد قاله احد المسؤولين العراقيين الكبار بعهد ماقبل البعث، حين استدعي لتكريمه من قبل صدام بعد البيعة الكبرى في تسعينيات القرن المنصرم، وشاءت الصدف ان يجلس المسؤول بجنب احد المطربين العراقيين، فسأله: بماذا كرموك؟ فرد المطرب: كرمني السيد الرئيس بسيارة بيجو، فقال المسؤول ولماذا؟ فقال الفنان الكبير: الا تعرفني، فرد المسؤول: ولا زغرا بيك، فقال: انا فلان الفلاني، انا الذي انشدت للقائد ( صلوات اعلا النبي)، فقال : لا اعرفك للاسف، فجاء دور المطرب العراقي وسأل المسؤول العراقي القديم: بماذا كرموك؟ فقال: اعطاني الرئيس سيارة مرسيدس، فقال الفنان: لماذا؟ فقال المسؤول: الا تعرفني؟ فرد الفنان: ولازغرا بيك، فرد المسؤول: ( انا الدنبكجي مال زهور حسين).
من ينظر الآن باتجاه ارض الواقع، وبشكل عميق، سيرى ان العراقيين صاروا دنبكجية، اميركا تقاتل نيابة عنهم، وفرنسا والاردن والسعودية، وايران، وهذا القتال ليس امام دولة او جيش نظامي، وانما امام عصابات حتى الآن يجهل العراقيون من يديم زخم المعركة لديها، الاناشيد التي تتغنى بانجازات قاسم سليماني انست العراقيين بطولة هادي العامري مثلا، والتغني بالسيد الكبير علي خامنئي انست العراقيين صبر وجهاد وانسانية الحبر الاعظم السيد السيستاني، صمام امان الوحدة العراقية، وانا اخشى ان الطرف الآخر ونكاية بالطرف الاول سيتغنى بامجاد ملك السعودية مثلا، او امير قطر او ملك البحرين.
انا امام مشهد كأنني اعرف نهايته، وكل مايجري هو مقبلات ماقبل العشاء الاخير، العشاء الاخير الذي سيلقي بالموصل في احضان كردستان، وهذا مايطالب به شيوخ العشائر في نينوى، اما الدولة السومرية والتي اثبت حدودها البعض فهي من سامراء الى الفاو، لسنا ضد ان تقوم ايران او تركيا في مساعدة العراق على تجاوز محنة داعش الكبيرة، لكننا نخاف من النتائج التي ربما ستقصم ظهر العراق وتبعثر شعبه وتقسمه بدون موافقة اهله.
اننا متأكدون ان الحشد الشعبي قادر على تحرير الاراضي العراقية، وانتزاعها من يد داعش، اذا ما حسمت اميركا امرها ووقفت ضد داعش بالفعل، وكذلك اذا سحبت
السعودية يدها من الامر وتركت الازهر وفتاواه ورشوته باتجاه تجريم الحشد الشعبي، الذي لقي الترحيب والود من ابناء المناطق المنكوبة، فهؤلاء هم اخواننا الحقيقيون، يجمعنا معهم كل شيء، ولايفرقنا سوى الحقد التاريخي الملوث بلوثة العقل الخارجي الاستعماري.
لقد قاتلنا معا تحت رايات مختلفة، وكنا جنبا الى جنب يحمي بعضنا بعضا، ومافعله صدام او غيره لم يكن سوى نقطة زيت في بحر كبير، نستطيع تداركه والتنظير باتجاه وحدة حقيقية، ونستطيع كذلك ان نقف بوجه مايفعله السياسيون الآن من محاولات مشبوهة نحو تجزئة الوطن وقتل مفاهيم الوحدة بين ابنائه، اما الشعراء والفيلق السابع ، فيلق الفنانين والشعراء المداحين، فهؤلاء نستطيع توجيههم باتجاه هدف اسمى من سليماني وغيره، انه العراق وكفا، ولاوجود للضيوف بشكل دائم على ارضه، على البعض الذي يتغنى بامجاد وهمية ان يزجر نفسه وينهاها، لانه بهذا يلغي العراق، ويجعل من العراقيين دنبكجيه لزهور حسين او لمطرب آخر يتسلم بيجو او سوبر، كما قال المرحوم المسؤول العراقي الرفيع.