18 ديسمبر، 2024 8:06 م

لم تكن غريبة علينا التضحيات، فالمسيرة الطويلة لمناهضة الباطل، رافقتها دماء كريمة اريقت لتثبيت اركان الحق، فكان امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) أول شهيد للمحراب، قارع الظلم بصلابته المعهودة، فلم يبق له الحق صديقا، قتلته المؤامرة، في وقت لم يصمد أمامه أي بطل،
قطام التيمية، كان أمير المؤمنين (ع) قد قتل أباها الأخضر، وأخاها الأصبغ في النهروان، فشغف بها ابن ملجم، فخطبها فأجابته بمهر كبير هو قتل علي (ع)، فقال ابن ملجم: ويحك من يقدر على قتل علي، وهو فارس الفرسان، والسباق إلى الطعان، ومغالب الأقران؟ قالت: انتظر غفلته، فافتك به. فقبل ابن ملجم. وما غفل علي، لكن كان أمرا مقضيا.
وعرف التاريخ علماء كثيرين ومراجع كبار استشهدوا أثناء الصلاة او اثناء .ل الى وقود مسيرته الصاعدة نحو تحقيق الأمن والأستقلال والحرية في العراق.لان السيد الشهيد يمثل ضمانة وطنية عراقية وضمانة إسلامية كبرى قبل سقوط النظام وبعده،
وإنّ دمه الكريم صار نبراساً عصم العراق وشعبه المظلوم من الإنزلاق في مستنقع الفتنة.
ان الخطاب الوحدوي للشهيد الحكيم زلزل الأرض تحت اقدام الطغاة وكشف زيف ادعاءاتهم بتحرير العراق، ثم انزلقوا في الطائفية المقيتة ليصبحوا حطبا اجج نارا احرقت البلد.
وعندما رفض الشهيد الطائفية، ومن لمح لها، ورفض العنف ودعا إلى التسامح والتوجه الجاد المخلص لبناء العراق الموحد، لم يمهلونه طويلا، فكانت مفخخاتهم له بالمرصاد، محاولين اسكات صوته، لكنه ما قدروا على غير الجسد الشريف، والدم الطاهر.
لم يعلموا أنهم بفعلتهم إنما زرعوا بذور الفكر الحكيمي، في ضمائر العراقيين، كما قال الشاعر احمد شوقي في حق عمر المختار:
ركزوا فرانك في الرمال لواءا*** يستنهض الوادي صباح مساءا
فبقي الفكر الحكيمي خلاقا، مبدعا، يرعى حركة التطور، والتغيير الذي لا بد ان يغير من خارطة التهاني التي تديرها سياسات معروفة، منحرفة عن النهج الوطني.
فنم أيها المجاهد العظيم قرير العين فإنّ إخوانك العراقيين سيعملون على تحقيق المباديء السياسية التي نذرت حياتك من اجلها..