23 ديسمبر، 2024 1:56 م

دم في صناديق الاقتراع

دم في صناديق الاقتراع

اذا كانت الايام الماضية تنتظر فجراً جديداً بوسعه تبديد غيوم سوداء غطت سماء العراق ، فأن الصبح قد شاح بوجهه ورفض المجيئ لازاحة ظلمة الليل الطويل ، حتى تمددت اذرع الخوف وبدأت مرحلة اكثر سواداً اجهزت بكل اسلحتها على شعب تعلقت اماله بذلك الفجر الذي ابى ان ينبلج .
لم يعد لمواسم القطاف في بلدي موعداً محدداً بل انها الغيت عنوة لان الاشجار قد ودعت غرسها ، وحاصر الجدب والعطش جذورها عندما استبدلت الماء بالدم ، انها سنوات من الصراع الدامي فشلت جميع اطرافه في تحقيق اي من اهدافه ، و لا تكاد جذوة السعير تخبو حتى يتجدد اشتعالها ، ولكن على شكل حرائق هائلة هذه المرة .
عادت الطائفية اليوم من البوابات السياسية وكأنها كانت في الماضي القريب تمر بمرحلة حضانة وتسريع النمو وتعظيم الجسد لتصبح هوة كبيرة تبتلع البلد وطموحات الشعب عبر صياغة اتجاهات سياسية طائفية مأساوية تسير نحو تأجيج العنف الطائفي كمغامرة جديدة في العودة الى ماض مرير اردنا نسيانه او تجاوزه .
تسارعت شدة التعقيد في الوضع السياسي العراقي وتشابكت الخيوط بما يوحي بصعوبة عزلها او فك تداخلها ما دامت الطائفية تغذي التطرف الذي يظهر بقوة في المجتمعات عندما تصل الى مرحلة الاضمحلال .
عصفت السنوات المنصرمة بارواح العراقيين واختلط الدم العراقي في خضم تفجيرات ارهابية تستهدف المواطنين دون تمييز او عزل او استثناء ، ولكن يبدو ان تطور الاحداث وتسارعها بشكل كبير اعاد من جديد ورقة الطائفية البغيضة التي لم يجد البعض من التلويح بها او تكريسها سوى تحقيق مكسب انتخابي تحركه الجذور الطائفية وليس البرامج الانتخابية التي تحاول دغدغة مشاعر المواطن وتجبره على التفكير في عملية الاختيار .
لقد بات واضحا وهذا ما اثبتته الوقائع والتصريحات الطائفية بأن نتائج الاقتراع المقبل في الثلاثين من نيسان 2014 ستكون قد حكمت على المتبارين فيها بالفشل مسبقاً اذا ما لجأت الى الطائفية في تحقيق اهدافها .