وضعت الاوراق بين يديها طالعتهما كلمة كلمة و سطرا سطرا وراحت اصابعها تضرب على مفاتيح الحاسوب امامها لتحقق انجاز العمل بأقصى سرعة وافضل وجه .
عيناها تطالعان الساعة بين الفينة والفينة وتحسب ان الوقت لهذا اليوم طويل ..اجل طويل جدا .
ايقظها صوت زميلتها ام جنات. وتتابعت نبرات الصوت تطرق مسمعها توضحت العبارة: عيني ام سجودي خير ان شاء الله …؟
آه هي تعاني وقد حاولت ان تخفي انفعالاتها فدفنت وجهها في مربع شاشة الحاسوب وتمتمت …لا شيء ليس الا الخير..
واضافت وهي تشرق بريقها اشعر ان الوقت لا يمضي…..وفي طريقة دبلوماسية انتقلت من الجواب الى سؤال قائلة:
اخشى ان ساعة الحاسوب غير مضبوطة ممكن اعرف الوقت…؟
جاءتها اجابة مزدوجة من قبل الست منتهى والاستاذ احمد الساعة الان الحادية عشرة وعشرون دقيقة.(11,20) .
اه …اذن الساعة مضبوطة وعادت الى الحاسوب لتنهمك في العمل …فهي تعمل قانونية في احدى دوائر الدولة وليس من مهام عملها ان تكتب تقاريرها على آلة الحاسوب بنفسها اذ يمكنها ان تكتبها على الاوراق وتدفع بها الى موظف الطابعة ولكنها تؤثر الاسراع في انهاء عملها واتقانه على اكمل وجه من خلال القيام بكتابة التقارير بنفسها على الة الحاسوب. هذا ديدنها اتقان العمل فهي مثال رائع للموظف المخلص واطرقت قليلا حين عادت الصورة الى ذهنها فهاج بها انفعال دفع بدموع حارة الى عينيها حاولن ان تخفي اثرهما فلم تفلح اذ سار الدمع الساخن على صفحة وجهها لامعا فتهدجت اصوات الزملاء والزميلات ..يااااااه ..ما هذا خيرا ان شاء الله ..لقد اوقفت قلوبنا خير … خير ان شاء الله …
شرقت بدموعها ولم تستطع ان تجيب مما اثار مشاعر الخوف والهلع في نفوس زملاء العمل .
فقط ام جنات قالت بصوت واواثق انه خير فهي قد ذهبت بسجودي اليوم الى الحضانة وهذا هو سر انفعالاتها …
سجودي (سجاد) الطفل الرائع الذي بلغ من العمر عامين وشهرين دخل الحضانة هذا اليوم لأول مرة وأثار هذه الانفعالات المقدسة في نفس والدته الحنون وسبب لها ان تذرف دموعا غالية.
سلاما للأمهات في كل زمان ومكان وهل الام الا ينبوع حنان ودفء وأمان .
امي وما اقدس هذه الكلمة .