لا أحد يعرف كيف ولماذا حدث هذا ؟ من المسؤول عن هذه الكارثة الوطنية .؟
آلاف من أهالي الرمادي تنزح نحو بغداد ، تعبر على طريقة اللاجئين المشردين جسر بزيبز ..!؟
أطفال ، نساء ، شيوخ ، وشباب يتجاوزون النهر ويتوقفوا عند مداخل بغداد بحثا ً عن كفيل يدخلهم الى اطراف بغداد ليقيموا فيها بدل العراء .
كانت الدموع والكلمات الواهنة تنهال من عيون النازحين لتشكل نهر من الشكوى الى الله ، شكوى تتصاعد فوق الجسر ..؟ لايسمعها إلا من حاز على بقايا ضمير ..!
الأنبار محافظة أخضعها الساسة وشيوخ العشائر من المقامرين والمتاجرين والسماسرة الى الموت والبيع بالجملة ، حرضوا الناس على التظاهر ، والدعوة لإسقاط النظام والدولة ، أدخلوا الشعب في بورصة الأصوات والإنتخابات المزيفة ، هتفوا وسط الناس بحراسة حماياتهم ، لاحقوا بعضهم بالأحذية والرصاص ، أوهموا الجمهور الأعزل بأن الجهاد ورفع السيف وإستقبال ” داعش ” ، هو الحل …!؟
كان القتلة يتسللون الى الساحات تحت أنظار الشيوخ والتجار وسماسرة الدم .
وجاءت “داعش ” تحقق لهم ما أرادوا، تجمعوا من شتات الإرض ، شذاذ الآفاق وأسافل البشر ، ارتفعت أعلامهم السوداء ، وغطوّا الأجواء بالسواد والممنوع والغلق والتجهيل ، اضطهدوا الناس احتلوا مدنهم اغتصبوا النساء ذبحوا الرجال ، فجروا الجسور وحطموا المدن والآثار …أماتوا الحياة وحطموا كل شي ….!
تقاسم المجرمون الأموال الواردة من دول الخليج ومصانع الإرهاب والموت والعهر و……..الخ .
وسرعان ماهرب تجار البشر وسماسرة الشعارات والسياسيين المدجنيين على السرقة والعمالة والسفالة والفساد ، وضعوا الحشود في أتون النار ، طووّا لافتاتهم وهربوا نحو عواصم الجوار تسبقهم ملايين الدولارات ، تبخر الشيوخ و” ثوار” العشائر ، تلاشت عمائم رجال الدين بطبعتهم الوهابية وضاعت اصواتهم في همسات الخوف والدعاء لداعش والخليفة .
ضاعت المدن… ضاع الناس ، ندموا على تلك الساحات والساعات الضائعة والأوهام والصراخ … ،هرب كل من دعى لإستقبال ” داعش ” ، كل من هتف للسيف وصرخ ، قادمون يابغداد ….!
هربوا وتركوا الناس تلتجأ الى بغداد بحثا ً عن الأمان والسلام في مدينة السلام .
آلاف من الناس المعدمين والفقراء والمعوزين تعاني الأمرين جراء منعهم من دخول بغداد ، كأنهم قادمون من باكستان أو جزر الواق واق ..!؟؟؟
هل تكفي الدموع لتمسح أحزان نحو مائة الف لاجئ أو نازح عراقي ، نحو عاصمة العراق ..؟
هل يكفي ان نشتم السياسيين والتجار ونلعن داعش والوهابية ؟؟
مايحدث اليوم لأهالي الرمادي من إذلال وعزل والبحث عن كفيل…!؟ ماهو إلا تعبير عن جحود الوطن ونكران حق المواطنة واحترام الإنسان ؟
تلك جريمة يتشارك فيها من صنعها وقبض ثمنها وتفرج عليها …ومن صار يعلق روحه على سطوح الشماتة .!؟؟
صرخ مظفر النواب قبل أربعين سنة متسائلا ً ؛
هذا وطن أم مبغى
هذا وطن أم وكر ذئاب …!؟