18 ديسمبر، 2024 8:46 م

في كل يوم ٍيهطل اليسوع

فتعشب الجبال والصحاري والسهول

تمتلئ البحار والانهار والغدران سلسبيل

وتورق الاشجار … تزهر الغصون

يسمق النخيل

في كل يوم ينزف الصليب..

فيبعث الارواح في موتى بلا قبور

من عتاة .. من عصاة . من قساة

من وحوش ميتي ضمير

ويبعث الحياة في ذابلة الزهور

فيثمر الوجود

في كل يوم يبزغ اليسوع

فتنحني الاقمار والشموس والنجوم

تلثم كفه

فيهرب الظلام .

في كل يوم ..كل ساعة ..بل كل رمشة

وكل زفرة وشهقة

ونسمة … يؤوب

يطل يرعى الكون من عوالم

الحضور والغيوب

لكنه في كل عام يأتي مرتين

ما بين ميلادٍ وصلبٍ يأتي مرتين

ليجري جردة الحساب

ويحصي ما غيّرت الاحداث في النفوس

ما عبثت اصابع الشر

فلاثت الطباع وعطلت ناموس هذي الارض

أغضبت القدوس

أطل هذا العام واجماً..حزين

رأيته في روعة البهاء.. كان غاضباٍ حزين

قلت له مرتعشا مرتبكا : يا أبتي العظيم

الا ترى الافراح ؟.

الا ترى البهجة والاقواس والالوان والشموع

تزين المذبح والجدران والسقوف؟. .

اتسمع الترانيم التهاليل الزغاريد النواقيس

أتسمع الهديل والبغام والثغاء والصهيل

ممزوجة تضوع بالأريج والبخور

كنائس الايمان تغص بالكبار والصغار

باسمك يهتفون ؛ باسمك يلهجون ؟!.

فقال لي بهدئة وصوته ينساب عذبا دافئا

كأنه الهدير والخرير والحرير :

يا ايها ( القصير )

مبصرٌ انت ام بصير ؟ .

فكل ماتراه من حب وشوق

.بائس …رماد …..

حب كحب اهل الكوفه للحسين

شغفا به ذابوا ولكن بايعوا يزيد

وقطعوا الحسين ؛ حزوا عنقه من الوريد للوريد ..

داست على ضلوعه الخيول

ويعلمون انه حشاشة الرسول

لم ينج حتى طفله الرضيع في قماطه

الله يا مذبحة الطفوف ..

الله ياعباس يا مقطع الكفوف

الله ياحفيدة الرسول ..

أسيرةً مسبية يسوقك الاجلاف .

وبعدما انهى اليسوع نشيجه

كفكف دمعات كحب اللؤلؤ المكنون

وقال لي :

معي تعال ايها ( القصير )

هذي الحسينيات ..هذه المساجد الكبار

وهذه أضرحة الائمة الاطهار ..

وهذه المعابد الكثار

وكلها تضج بالصلاة والدعاء

ومثلها الكنائس المزدانه بالشموع

وبالاكاليل وبالورود

صلاتهم .. دعاؤهم … طقوسهم

بهرجة من التباهي والرياء

لقلقة اللسان …باهتةٌ كألماء

هباء في هباء

لا تعبر الجدران

لا تصل السماء

نفوسهم ملتاثةٌٌ بالحقد ؛بالبغضاء

أرواحهم دنسها الفساد والرياء

أهواؤهم خبثٌ وأطماعٌ وكبرياء

ثق ايها القصير :

لو انني اليوم نزلت للجموع

مستصحبا صليبي والرداء

وأمرتهم بالحق ..بالعدل ..بما تفرضه شريعة السماء

لانتفضوا واتهموني انني الدجال

فقد تمكن الشرير من ارواحهم

عشش في امشاجهم …

جذر في عروقهم ..

وسار في دمائهم ..

( برمجهم ) كما يشاء ..

(أدلجهم ) كما اراد

يسرحون .. يمرحون ..يثملون ..

يفسدون ..

يخربون ..يقتلون .. يعتدون .. يعبثون

أصابع الشرير – كألدمى – تديرهم

يا ايها القصير..ماجدوى حب ٍ ساذجٍ في ساعة الرخاء

من قبل ان يمحّص الانسان بالبلاء ؟!.

وقبل ان يعرج من جديد

لعالم الغيوب

اذ حيث يجثو عند عرش الرب في سكون

مرتقبا مشيئة الاله وساعة الخلاص

مسحتُ دمعي في ردائه المكّرم الطهور

لثمت اثار المسامير على كفيه والجبين

في قدميه .. وصدره المحرور

باركني ..ثم ارتقى تتبعه

ملائك الرحمن

في غيمة كثيفة البياض…

.وحلقت في جنبه

مشاعر الراجين للتوبة .. للخلاص

وعندها رأيت عرش الله يهتز

وروح القدس مسرعا ينفخ في الصور

يهيئ الساحة للقيامة ..للحساب … للقصاص .