اربعة اعوام انقطت, منذ ان دخلت داعش الى العراق, وسيطرت على الجانب الغربي للبلاد, حيث لا يخفى على الجميع ما قامت به هذه العصابة القذرة, التي تدعي انتمائها للإسلام, من قتل, وتعذيب, وتهجير, وتدمير للمباني, والمعالم الحضارية, والتراثية, حيث رسم الدواعش ابشع صور الوحشية خلال هذه السنوات التي مضت.
ولان العراق مصنع للشهامة, والبطولة, ولأنه بلد الرجال الغيارى, ابت فرسانه الشجعان ان يؤخذ شبر من ارضهم المقدسة, حتى هبو جميعهم من كل المدن, والأرجاء, ومن كل بقاع البلد العظيم, ومن مختلف الاعمار, والمذاهب, دون أي تمييز عنصري, او عرقي, او مذهبي, لانهم ابناء بلد واحد, اجتمعوا من اجل القضاء على مجموعة ارادت للعراق الخراب, والدمار, وارادت ان تزرع الطائفية, والفتنة, بين ابناء الشعب الواحد.
الحشد الشعبي بكل فروعه واصنافه, والقوات الامنية تزف لنا اليوم بشرى سقوط دولة الوهم المخفية, التي نجست بلدنا الحبيب, وها هي تطهر الارض بدماء شهدائها, الذين سطروا اروع صور البطولة, والتضحية, وخطوا خارطة الامل, والسعادة, لكل الاجيال القادمة, وكتبوا عليها تحذير, لكل من يريد المساس بكرامة العراق وارضه الطاهرة, وقد بينت هذه المعركة, صلابة العراقيين, وتكاتفهم, ووحدتهم, بوجه الارهاب الحاقد.
معركة الموصل اوصلت رسالة الى كل العالم, عن الملاحم البطولية, التي ابداها رجال هذا البلد الشامخ, واعادت الهيبة الى الاسلام, بعد ان دنسوا, وشوهوا, صورته من كان يزعمون بانهم يطبقون قواعد الاسلام, وينتمون له, واوضحت أيضاً مدى قدرة العراقيين على تحمل الصعاب, وتكاتفهم في كل الاوقات, وفي كل الظروف, ضد أي عدوان يفرق بينهم, ويشعث شملهم, وبهذا الانتصار خطت الشمس في افقها, حياة شعب انتهى به المطاف في وادي الفرح, والعزة, والاباء.