23 ديسمبر، 2024 6:43 ص

حين توقف إطلاق الرصاص الكثيف والمباغت وتعالى صراخ النسوة أسرع فارس بفتح الباب كان أول ما صادفه جاره أبو حسين ممددا على دكة الباب تملأ ظهره الثقوب الدامية أما أخيه أحمد فكان كما تركه قبل لحظات يجلس متكئا على الجدار ورأسه وصدره ينزفان بالدم وفي وسط الزقاق سقط أبو عمار وولده الشاب عمار وسط بركة دماء وقريبا من المنزل خلف عمود الكهرباء كان يقف الصغير حسين ذي الثمان سنوات مصطكا وجسده يرتعش وهو يمسك بالعمود بكلتا يديه وعيناه تحدقان برعب صوب جثة أبيه المقتول أمامه ..

بعد سنوات من تلك الحادثة يعود فارس بعد هجرته الإجبارية لم يسأل عن بيته الذي تحول إلى ركام سأل عن حسين وعرف الطريق إلى بيتهم كان الوقت مساءا ومن بعيد لمح الجسد النحيف يقف كعادته خلف عمود الكهرباء إقترب منه أكثر مازال كما هو بوجهه المصفر وعيونه المحدقة صوب مكان جثة أبيه وكفاه تمسكان بالعمود بقوة وخوف لكنه انتبه إلى أسراب من الفراشات الملونة كانت تحوم حول رأسه الصغير .