18 ديسمبر، 2024 9:10 م

دماء الشهداء تطالب بإلغاء الإستفتاء

دماء الشهداء تطالب بإلغاء الإستفتاء

بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها أبنائنا الأعزاء، من قواتنا الباسلة بجميع أطيافهم، ومنهم التشكيلات المسلحة للأخوة الكورد، من أجل وحدة وسلامة الوطن وأراضيه، أيصحُ منا أن نُقطع أوصال جسد الوطن؟! أهذه المكأفئةُ التي نقدمها لتلك التضحيات الجليلة؟!

  الأستفتاء الكوردي المزمع إقامته في الشهر التاسع(أيلول_سبتمبر) من هذا العام، الذي دعى له رئيس الأقليم السيد(مسعود برزاني) من أجل إنفصال إقليم كوردستان(الكورد) عن الوطن الأم(العراق)، يعتبر رصاصة أُخرى في جسد الوطن، وهي ليست رصاصة رحمة بالتأكيد، بل رصاصة قسوة ونكران الجميل، يطلقها في صدور الشهداء…

  يُقال” أهل مكة أدرى بشعابها” ومن المؤكد أن الأخوة الكورد أدرى بمصلحتهم، لكن لنا أن نسألهم:

هل يعلم الأخوة أنهم بالرغم من حصتهم البالغة 17% من موزازنة الدولة العامة لم يستطيعوا سد حاجات الأقليم؟

هل يعلم الأخوة الكورد أن رواتب البيشمركَة تدفعها الحكومة الأتحادية في بغداد؟

هل سأل الأخوة أنفسهم عن سبب إنتشار البطالة بالرغم من أن مناطقهم آمنة؟

هل سأل الأخوة الكورد أنفسهم لماذا يتوزعون في جميع محافظات العراق ولا سيما بغداد من أجل الحصول على أرزاقهم؟

هل سأل الأخوة الكورد عن مصير إخوتهم الذي يسكنون المحافظات العراقية وبغداد؟ أين سيكونون بعد الأنفصال؟ وإن تم تسفيرهم وسحب الجنسية الوطنية منهم هل تستطيع حكومة الأقليم سد إحتياجاتهم؟

هل يصح لنا أن نهدم علاقات دامت لآلاف السنين من أجل حُلمٍ يستحيل تحقيقه؟ بسبب الصراعات الداخلية والخارجية؟

هل يضمن الكورد عدم عودة الحرب الأهلية بينهم(الطلبانيين والبرزانيين)؟ وحينها مَنْ سيتدخل لحل الأزمة؟

لماذا لا تعمل حكومة أربيل وفق الدستور الذي صادقت عليه بملئ إرادتها؟

لماذا يحاول السيد البرزاني زعزعة العلاقة بينهُ وبين البيت الشيعي(رفيق النضال الدائم)؟

لماذن التصادم مع عائلة السيد الحكيم؟ المدافع الأكبر والأوحد عن الأخوة الكورد، الذي قدم النصح والأرشاد والتنازلات من أجل الحفاظ على تلك العلاقة الرصينة؟

ما الذي جعل السيد البرزاني أن يتنبأ بإحتمالية حصول حرب تسيل فيها الدماء الكثيرة مع العرب؟ ومن المؤكد أن الجهة التي يقصدها إنما هي هيئة الحشدين(الشعبي والعشائري)، لأنها صاحبة التصريحات المضادة الأقوى لقرار الإستفتاء…

بقي شئ…

أتمنى من الأخوة الكورد أن يجيبوا أنفسهم عن هذه الأسئلة وغيرها، ليعلموا حقاً من يقف وراء الإستفتاء والإنفصال، ومَن المستفيد الحقيقي من حصول الإنفصال، وأعتقد أنهُ أوضح من الشمس في رابعة النهار…