18 ديسمبر، 2024 7:49 م

دليل اليعقوبي الهزيل وطهارة بول الحمير !

دليل اليعقوبي الهزيل وطهارة بول الحمير !

تطفل الشيخ اليعقوبي بغرور على مقام العلم والمرجعية ولم يرعَ هيبتها حين طرح نفسه كمجتهد وأعلم وولي للامة وصاحب الفتوحات الجديدة التي لم يأتِ بها من قبله أحد , وقد أعتمد على طريقين للتغرير بأصحاب العواطف وممن يتأثر بمجرد الدعوى دون البحث والفحص واعتماد الطرق الشرعية , اعتمد على طريق وحجة كما يتصورها  انه من طلاب السيد الشهيد الصدر وممن توقع له الاجتهاد ! والطريق الثاني طرحه لبحث القول الفصل على اعتبار دليل علمي دال على اجتهاده وفتح الجديد في عالم الفقه الذي لم يخض فيه ولم يحظ فيه أي فقيه من قبل حسب زعمه ! وعلى هذه الحيثية طبّل وزمر اليعقوبي لنفسه وطبل وزمر معه من غُرر به بحجة انه من طلبة السيد الشهيد الصدر وله بحث  فقهي  !! ومع  ان هذه الحجة مخرومة وغير تامة فبمجرد ان يكون طالباً للسيد الشهيد الصدر لا يمثل دليلاً ناجعاً ولا ناهضاً وبمجرد ان يطرح بحثاً لا يعني أنه بالملازمة أصبح مجتهداً مالم يكُ هذا البحث تاماً  وفق القواعد الأساسية الأولية الفقهية والاصولية والتي هي معيار فقاهة ونباهة وملكة مدعي الاجتهاد , وقد ثبت بالدليل الوجداني العلمي جهل وتخبط الشيخ اليعقوبي ومخالفته الصريحة لهذه القواعد والمباني الاساسية الفقهية والاصولية وظهر جلياً أن بحثه القول الفصل إستحسانياً وانتقائياً مخجلاً حقيقة لأنه كشف على ان الشيخ يجهل أبجديات مقدمات المرحلة الاولى في الدارسة الحوزوية , نقول ذلك بعد ان تنورنا فكراً واصولاً وفقهاً بفكر وعلم المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني الذي تناول بحث الشيخ اليعقوبي الفصل بالقول الفصل تقييماً ورداً باشكالات علمية رصينة اثبت من خلالها بطلان دعوى الشيخ بالاجتهاد والأعلمية والجديد المُدعى وانه لا يرقى لمستوى مقدمات الحوزة , ونقتبس هنا أحد الردود التي اوردها السيد الصرخي الحسني دام ظله في المورد الثامن في كتاب الفصل في القول الفصل , حيث اورد الشيخ اليعقوبي في كتابه القول الفصل رواية عن يونس عن بعض من رواه عن ابي عبد الله عليه السلام (اذا أصاب ثوبك خمر أو مسكر فاغسله ان عرفت موضعه ووان لم تعرف موضعه فاغسله كله وان صليت فيه فاعد الصلاة ) ..
يناقشها الشيخ كبرى وصغرى الى ان يصل الى قوله ..( الحديث المذكور وان كان ظاهراً في نجاسة الثوب خصوصاً في ذيله الذي فيه امر بإعادة الصلاة الا انه لا يأبى الحمل على الاستحباب ورفع الاشمئزاز الحاصل في النفس من اصابة الخمر للثوب…خصوصا وانه توجد رواية بنفس المضمون واردة التطهير من بول الحمير وهي طاهرة أكيداً ولكنها مما تعافه النفس ففي الكافي بسند صحيح عن محمد بن مسلم سألت ابا عبد الله عليه السلام عن أبوال الدواب والبغال والحمير قال اغسله فان لم تعلم مكانه فاغسل الثوب كله ) , وللتوضيح ان مبنى اليعقوبي ان رواية غسل الثوب من الخمر والمسكر  حكمها استحبابي وليس وجوبي ؟ لماذا وما هي العلة ؟ الشيخ يجيب بانه توجد رواية تخص بول الحمير حكمها بغسل الثوب كله اذا لم يعلم مكان بول الحمير , وبما ان بول الحمير طاهر فهذه قرينة على ان حكم الرواية استحبابي لرفع اشمئزاز النفس وهكذا الحكم بالنسبة للخمر والمسكر !! فيأتي الرد كالصاعقة على هذا الاستدلال الهزيل من السيد الصرخي الحسني دام ظله بقوله ( ان هذا قياس مع الفارق فان ابوال الحمير والبغال والدواب قد ورد دليل خاص بطهارتها ولولا هذا الدليل على الطهارة لما حُمل الأمر بغسل الثوب على الاستحباب بل يجمل على الوجوب ولما قيل بان أبوال الحمير والبغال والدواب طاهرة بل يتعين القول بنجاستها أي ان مسالة أبوال الدواب والحمير يوجد دليل خارجي يدل على طهارتها اما في المقام (رواية  الخمر والمسكر) فلا يوجد دليل خارجي على طهارتها ولذلك لا يمكن التصرف بظهورها….) ومن هذه الجزئية فقط يثبت جهل الشيخ اليعقوبي وعدم احاطته بأبسط القواعد الفقهية والاصولية الاساسية في الاستدلال ووحدة الموضوع التي هي من شرائط القياس المنطقي العلمي وقلة بضاعته في استعمال القرائن المتصلة والمنفصلة ودورها في صرف المعنى والمراد الحكمي في الروايات.. فكيف في 150 اشكالاً علمياً اورده السيد الصرخي الحسني في بحثه الفصل في القول الفصل رداً على بحث اليعقوبي الذي سماه بالقول الفصل وقف امامها عاجزاً لم ينبس ببنت شفة وهنا نتيقن ان مجرد التطبيل والترويج بعناوين رنانة طنانة ودغدغت مشاعر وعواطف كطالب عن السيد الشهيد الصدر وطرح عنوان بحث فقط لا يغني من الحق والعلم والاجتهاد شيئاً .