23 ديسمبر، 2024 2:59 م

( دكاكين ) الاحزاب الاسلامية

( دكاكين ) الاحزاب الاسلامية

كان في الحي حيث كنت اسكن دكان كبير, وكتب بلوحة ضوئية كبيرة ( اسواق الامام الصادق ) كما وميز اسم ( الصادق ) باللون الاخضر ألحاد صاحب هذه الاسواق هو ( ابو علي ) والذي يطلق عليه اهالي المنطقة لقب ( الملا ) لانه كان يطيل لحيته ويضع ( العرقشين الاسود ) على رأسه وبيده مسبحة سوداء ودائمُ التمتمة , هكذا كنت ارآه ويراه أهالي الحي , لكن الشيء العجيب الذي يُذهلني دائماً هم الأهالي بالرغم من ان ( الملا )  كان يبيع معظم المواد الغذائية المنتهية الصلاحية بالإضافة السجائر ( المضروبة ) وهو على علم تام بذاك بالرغم من كل هذا فأهالي الحي يضفون عليه شيء من القداسة ويرونه انسان صالح و ( متدين ) ولم يكتف ( الملا ) بهذا المقدار اذ وضع بجانب دكانه منضدة لبيع الوجبات السريعة والغريب انه يقوم ( بقلي ) المأكولات ب(دهن ) منتهي الصلاحية اخفاه عن الاخرين اذ يقول انه قد سأل احد المشايخ فأجابه ” اذا لم يحصل ضرر جراء هذا فلا اشكال فيه ” غير اني اشك انه قد سأل احد , المهم كل هذه ( البطولات ) من ( ملا ابو علي ) وأهالي الحي يرونه انسان صالح , لا اعرف لماذا هل لأنه صاحب ( لحية طويلة ) ام لان المسبحة والتمتمة لا تفارق شفتيه ؟! ام ان هناك أشياء لا يمكن ان تُرى بعيني المجردة و ألأهالي وحدهم من يستطيعوا ان يروها المهم الفكرة او كما يقولون ( رباط السالفة ), هي ان هذا    ( الملا وأسواقه ) أشبه بمعظم الاحزاب الاسلامية المنتشرة في العراق خصوصاً والبلدان العربية عموماً فأنت تجد ان الكثير من الاحزاب الاسلامية تحت اسماء اسلامية كبيرة وشعارات براقة غير انها تدار بواسطة ( الملا وأمثاله ) وإن اعترض معترض على ما أسلفت , اقول اذا كان الاسلام دين التسامح والأخلاق الحميدة والتعايش السلمي , كما وينهي عن الغش والكذب والنفاق , كذلك يحرم  القتل بشدة , مع كل هذا نجد تلك الاحزاب تتعامل بكل ما لا يَمت للإنسانية بصلةٍ ولا يَمت حتى لِما ألزموا أنفُسهم بهِ, فتجد الاحتيال بكل تفرعاته بدعوى , أما الشعب فهو اشبه ( بالحي ), كثيراً ما ينظرون الى ( المظهر الخارجي ) ولا يهم في ذلك إن تَصرف خِلاف مظهره فهو شعب صاحب ( لحظة ) بمعنى إنهُ يهتم لما بيده الآن ولا يُفكر بغدٍ ما سيحدث , شعب إعتاد ان يعيش يومه فقط , أتصور انها الطيبة وموت الطموح التي عانى منها بسبب تعاقب الغزوات عليه وكثرة الحروب ورؤية طموحاته تتسامى أمام عينه كما تتسامى ابنائه كل يوم , كل هذا أحاله ان يكون شعب خامل يتمتع بفوران وقتي وبعدها يتضاءل كل شيء .
 ختاماً اقول ان من يعمل في حقل الطب او الهندسة او الدين والى آخره , فهو يرتدي البزة التي تتناسب وعمله ليوحي لمن يراه إنه متخصص في هذا المجال فتصبح لدى الناظر معرفة شكلية اولية بمن امامه او قد يعرفه من خلال كلامه فيُعَرف تخصصه , أما من يعمل بمجال (الاحتيال) فما سيرتدي معلوم لمن قرأ تلك الاسطر .