18 ديسمبر، 2024 7:03 م

( دفعة لندن ) والغضب العراقي

( دفعة لندن ) والغضب العراقي

( دفعة لندن ) والغضب العراقي .. كيف يمكن تشخيص الإساءة في الأعمال الفنية .. والمسلسل يعرض حالياً في قناة MBC عراق والكل ساكت من مرجعات الدين ومن العمائم السود والبيض والعكل الملونة والمسؤولين العراقيين بدون استثناء احد !؟
أصبح الجدل الملازم للأعمال الدرامية والفنية التي تظهر خلال كل شهر رمضان ، حدثًا متكررًا كل عام ، ولم يقتصر على المستوى المحلي ، بل تعداه إلى المستوى العربي ، ليس ابتداءً بمسلسل ( فلوجة ) التونسي المثير للجدل منذ أولى حلقاته ، ولا انتهاءً بمسلسل ( دفعة لندن ) سئ الصيت الذي يعد صاحب الوقع الأكبر وحديث الشارع العراقي والخليجي , وأثار مسلسل
( دفعة لندن ) جدلاً بين رواد منصات التواصل الاجتماعي في الخليج والعراق ، وذلك بعد عرض الحلقات الأولى منه ، إذ اعتبر مدونون عراقيون وانا اولهم أن مؤلفة المسلسل الكويتية هبة مشاري حمادة تتعمد الإساءة المباشرة للعراقية ضمن أحداث غير حقيقية وتزوير للواقع وتسبب المسلسل في أزمة بين ( العراق – الكويت ) من جديد وصلت أصداؤها إلى البرلمان العراقي ، بعد أن اتهمه عراقيون بـ « محاولة تشويه بلدهم » ولم أجد سبباً وجيهاً واحداً أو مقنعاً لتعامل سلطات البعض من ( الحكومات العربية ) مع العراقيين المهاجرين إلى أراضي الدول العربية المجاورة بعد أن ضاقت عليهم أرض الرافدين فتركوا ديارهم العامرة وخيراتهم الوافرة ليفروا بحياتهم جراء ما أحدثه الاحتلال من خرابٍ ودمارٍ وفتنةٍ في مدنهم الحزينة … والغريب في الأمر أن العراقيين في بعض هذه الدول اقل عدداً من العراقيين في وبعض ( الدول الغربية ) الأخرى ودول العالم التي تضع شروطاً قاسية للإقامة في بلدانها لكنها تقديراً للظروف التي يمر بها العراق فتحت أبوابها لهم في حين تتسابق المطارات والموانئ والمعابر لتلك الدول على التنكيل وإهانة العراقيين الوافدين وابتكار أنواع المضايقات لهم في الوقت الذي لا يبحث فيه هؤلاء عن عملٍ أو كسبٍ أو منافسةٍ لأحد بل الاستقرار في منطقةٍ آمنة حسبوها شقيقةً مع الأسف وصدقوا المقولة القديمة بأن ( أرض العرب ) حاضنة لاشقاءهم العراقيين وهذه المسألة ليست جديدة يرحبون ويصفقون ويرقصون فرحاً لكل من يحمل ( العملة الصعبة ) كي ينثرها في شوارع عواصمهم وبعض مدنهم السياحية الجديدة والحمد لله أصبحت من عجائب الدنيا للمغتربين الأجانب الذين ينثرون المال في هذا الدنيا سواء كان إسرائيلياً أو أوربياً أو إفريقياً أو حتى من المريخ … لكنهم يتفننون في جرح كرامة العراقيين في هذا اليوم العصيب الذي يتطلب مد يد العون من أشقائهم … أما ما سمعناه عن بعض الحكومات والتي مع الأسف ( عربية إسلامية ) حاضنة العروبة فهي أكذوبة نشرها عدد من الكتاب والصحافيين المرتزقة كاذبين تشجيعاً للسياحة في بلدانهم ليس إلا !
ونحن في العراق لا ننسى أحداً ، من أساء لنا ومن أحسن إلينا ، نحن في العراق فتحنا قلوبنا قبل حدودنا لعدد كبير من أبناء الشعب العربي في جميع محافظات القطر , وفي جميع جامعات العراق ملأوا أرض الرافدين من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق ، لا تجد شارعاً إلا ويتمشى فيه إخوة عرب ، أصبحوا جيراناً للعراقيين في بيوتهم وعملوا في مصانعهم ومعاملهم ومنشآتهم العسكرية والحساسة في حين لم يسمح لكثير من العراقيين في الدخول لهذه المواقع ، تزوجوا من العراقيين وتزوج العراقيون منهم ، وحصل الآلاف منهم على الجنسية العراقية بدون أي عناء ، وأصبحوا مواطنين من الدرجة الأولى … وبدأ العراق برفع شعارات ( إياك أن تعتدي على عربي ) فالعقوبة السجن و( العربي ثم العربي … العراقي ) وآلاف الحكايات والوجوه والذكريات التي مازال بعض العرب من كافة جنسيات الدول العربية والاسلامية يعيش بين أشقائه العراقيين حتى هذه الساعة ، ولاننسى أبداً تعامل الدولة معهم في أيام الحصار حين منحتهم حقوق العراقيين نفسها واستلام البطاقة التمونية حالهم حال كل عراقي وغيرها من الأمور التي يخجل الإنسان من ذكرها وبخاصة اذا كانت بين الأشقاء … العرب يتمسكون عندما تطرح هذه الأمورمعهم بأنهم أتوا للأعمار وهذه خرافة أخرى لاأريد أن أشغل القارئ بها لأن الحقائق أظهرت طيلة عقود طويلة العكس تماماً ، ولحد الآن تطالب بعض الحكومات العربية وبأسلوب رخيص ببعض الأموال التي مازالت في ذمة الحكومات العراقية السابقة !
بينما قامت عشرات الدول الكبرى والصغرى بمسح وإلغاء ديون العراق وهي بالمليارات تقديراً منها لما يمر به الشعب العراقي في محنته الكبيرة نقول لما تبقى من أخوةٍ بيننا وبين الشرفاء في هذة الدول ، الشرفاء الأشقاء من أبناء الشعب العربي والأحزاب المعارضة والمنظمات الإنسانية ، إن ماتقوم به حكوماتكم وأقزام وأزلام رجال شرطتكم ولصوص الرشوة والمحسوبية سيطلق رصاصة الرحمة على علاقةٍ أبدية بين الشعب العراقي وبعض الدول العربية التي لا زالت تسيء للعراقين تربطهما علاقات الدين والدم ولمصير، والمؤسف أكثر أننا لم نجد أو نسمع صوتاً واحداً أو قلماً شريفاً يندد لما يتعرض له العراقيون من تضييق الخناق عليهم ومحاولات طردهم وحجزهم في المطارات بحجج كان من المفروض أن تطبق على آلاف اليهود والأوربيين المنتشرين في شوارع بعض الدول العربية وهم يعبثون بهذة الارض الاسلامية العربية وينشرون المرض والفساد فوق ربوعها ونحن العراقييون اليوم نتوجه بالسؤال الى بعض من حكام هذة الدول وما تقوم به سلطاتهم من المخابرات بمنع دخول العراقيين سواء من العامة او الوافدين الى ارض العرب من خلال الدعوات الرسمية والمشاركات في المهرجانات الرياضية والفنية والثقافية والادبية وقد نسى شعب العربي ( نفط العراق المجاني ) الذي كان يذهب لهم بدون عناء اكراما لوحدة المصير ورابطة الدم ورابطة الدين عسى ان يكون المانع خيرا , ومن الله التوفيق , ولله – الآمر.