العراق البلد الاقل استقرار في المنطقة مرة بسبب الاحتلالات المتكررة واخرى بسبب التسلط والديكتاتورية والانفراد،تلك السمات رافقت العراق منذ نشوء الدولة العراقية الحديثة وقبلها،ولعل مرحلة تسلط البعث الصدامي على حكم الشعب العراقي كانت الاكثر مرارة في تاريخ العراق،حيث مورس كل انواع الانتهاك لمفردات حياة الفرد العراقي وذاق القتل والتشريد والعوق والتهجير،و المواجهات العسكرية المتكررة التي خاضها النظام السابق بلا مبرر سوى رغبته في الحرب واشغال الشعب عن ممارساته الاجرامية لذا لجأ الى هذ الاسلوب الارعن وتحت شعارات رنانة مازال صداها يقزز مسامع الشعب العراقي،التحرير والعروبة والقومية والكرامة وغيرها من المصطلحات التي لايؤمن بها هو نفسه،وكأن هذه المصطلحات والمسميات لاتتحقق الا بالحروب والدمار،وافواج الارامل والايتام والمعوقين وهي الوسيلة المثلى لتنال الشعوب انسانيتها،وبعد تخلص العراق من ذاك النظام تنفس الشعب العراقي الصعداء وغادر عقلية الحرب والقتال،وبدا يطمح في حياة الكرامة والحرية والعدالة الحقيقية التي يحققها السلم والسلام،لذا اصبح الشعب يطالب بالخدمات والانتعاش الاقتصادي والاعمار التي افتقدها بسبب المغامرات الطائشه في زمن نظام البعث الصدامي،ولعل ماحصل في الايام الماضية من تلويح بالقوة واستخدمها بين المركز واقليم كردستان شكل نكسة كبرى وخيبة امل لدى المواطن العراقي الذي كان يمني النفس بغير هذا،خاصة وان طرفي الصراع هما ابرز ضحايا فترة الديكتاتورية البغيضة وكلاهما يعدان اقلية في منطقة تسير الطائفية كل سياستها وتحكم علاقاتها ببعضها،وبين الشيعة والكورد اتفاقات وتحالفات منذ فترة طويلة عمدت بالدماء وهذه الاتفاقات هي التي اسست لبناء الدولة العراقية بعد التغيير،وقد يعيد البعض اسباب ذلك الى تعدد تجاوزات الجانب الكوردي ويعيده البعض الاخر الى نقض الاتفاقات المعقودة بين الجانبين في اتفاقية اربيل والتي نتج عنها تشكيل الحكومة الحالية وكان بعضها مخالف للدستور،وذهب البعض بعيدا الى ان الازمة برمتها هي مسرحية اراد منها الطرفين رفع رصيدهما الجماهيري الذي اخذ يتنازل بسبب فشلهما في تادية مسئوليتهما وانتشار الفساد الذي طال حتى افراد اسرهم،لذا اراد كل طرف ان يطرح نفسه كبطل قومي ليغطي على هذا الفشل،وبغض النظر عن حقيقة الازمة فان الشعب العراقي شعب متطلع الى مستقبل يسودة الامن والامان ويطغى عليه البناء والاعمارلاغير،وان طرفي النزاع يعرف ومنذ فترة طويلة مطالب الطرف الاخر،وان الدستور حدد الية معالجة هذه المطالب، هذا الدستور الذي كان الطرفين ممثلين في لجنة كتابته،لذا فالتصعيد ليس له مبرر ويرجح احتمال الاتفاق على اختلاق هذه الازمة،فالسيد المالكي عندما تصدى للحكم يعلم ان هناك مادة دستورية يجب ان تطبق وايضا يعرف طبيعة السيد البارزاني والطموحات التي تحكم سياسته،والمطلوب من السيد المالكي ان يعالج هذه الازمة بالحوار والتفاهم وان كانت له رؤية اخرى فكان عليه ان لايتصدى للحكم فالعراق يريد حكام يحققوا له كرامته وحريته سلميا،وباي طريقة الا استخدام السلام اوالتلويح به،والشعب العراقي يريد مسئولين ترفعت السنتهم من لغة القوة والتهديد بها مع الجوار فكيف مع الاخ،وهذا الاخ الحليف افتتح البعث تجبره وطغيانه عليه وبدأت دباباته رحلتها الى جبال كردستان تحت نفس مبررات السيد المالكي اليوم واستغفلت الشعب تحت نفس الشعارات العمالة والتأمر لتواصل سرفات نفس الدبابة تجوالها في كل مناطق العراق ومدنه وتحت نفس الشعار التأمر والخيانة حتى وصلت الى قبة الامام الحسين لتقصفها،وتطوق منزل امام الامة ومرجعها السيد الخوئي لتقتاده مكبلا الى بغداد،فماالذي يمنع المشهد من التكرار مرة اخرى واخرى سوى بقيادة السيد المالكي اوغيره،وعلى كل الساسه ان يفكروا بكل شي الا السلاح في حسم الخلافات بينهم مهما كبرت وكانت فالشعب شعاره الذي لن يتنازل عنه(دعوني اعيش) بكرامة وعز الحوار والتفاهم لاكرامة القتل والقتال والتدمير والدمار…