مكبات القمامة، وإدارة النفايات، أمور يسعى إليها، صناع السياسة في أوربا هذه الأيام، بسبب ظاهرة الإحتباس الحراري، التي تهدد أجواء كوكبنا المسكين، فها هو الإتحاد الأوربي، يضع شرطاً عجيباً، لموافقتها على إنضمام جمهورية لاتفيا الروسية له، وهو مكب (جتليني) للقمامة، الذي تعيث فيه الفئران فساداً، ويمثل مصدراً للمخاطر الصحية، وبالفعل تم الإستعانة بغاز الميثان، المنبعث من النفايات، والمستخرج من الطاقة المتجددة اللازمة، لزراعة الطماطم الصفراء، بمساعدة النحل الطنان المستورد من بلجيكا، إذن دعونا نفكر فيما ينقصنا!
يعيش بلدنا اليوم، في دولة اللا حرية واللا قانون، والسبب الصراع المشتعل، حول تطبيق هذين المفهومين، لتحقيق النظام وبناء دولة المؤسسات، ولا يمكننا إلا قول الحقيقة، التي ليس لها تؤام مطلقاً، بل هي الكلمة بعينها، دون تسويف أو تسويق مزيفين، فلكيلا نشارك في زيادة معدلات ظاهرة الإحتباس الحراري، ولا نخرج من الإتحاد الآسيوي، يجب تقليل الخطابات الرنانة، والإعلانات التسقيطية، والمهاترات السياسية، والمناكفات الطائفية، والإهتمام بتنفيذ مطالبات المرجعية والشعبية، لأنها صمام الأمان للعراق والعراقيين على السواء!
يسعى الشعب العراقي، الى إمتلاك أبسط معايير العيش الكريم، والذي من المفترض، أن الدولة مسؤولة عن تهيئته، وضمان إستمرار الخدمات الضرورية لحياته، بعيداً عن التجاذبات السياسية، وألا نجعل تطورات العالم المتقدم أمراً مستحيلاً، فالضربات القوية تهشم الزجاج، لكنها تصقل الحديد كما يقال، وفي الأمر نفسه مرجعيتنا الحكيمة، طالبت بالضرب بيد من حديد، على الفاسدين والفاشلين، لذا يراد أن يكون ضربنا على نوعين: صقل حديدي لبناء الدولة، ويد حديدية، لتحطيم مَنْ حطم مؤسسات الدولة، مالياً وإدارياً!
المخزون السلمي للتظاهرات، لا يمكن السيطرة عليه، فقد يكون قيد الإنفجار، لأن العراقيين لا يطلبون المستحيل، بل عراق يستذوقون فيه كرامة العيش، دون اللجوء الى ما وراء الحدود، بحثاً عن الأمن والأمان، ولا نريد طوي عنق الحقيقة، وتشويه الواقع، فحمقى المناصب ما زالوا بعيدين عن شعبهم، لذا يمكن أن نستقبل السياسي العراقي، حسب ملابسه، ولكننا سنطرده حسب عقله، كما يقول المثل البلغاري، فالسياسي الصالح هو المواطن المصلح لبلده، وما تحتاج لإمتلاكه، يكمن في الضمير والنزاهة!
العراق بحاجة الى دولة، بدون نفايات سياسية، وخزعبلات وطنية مزيفة، لكي ينهض بدوره العربي، والإقليمي، والدولي، لأنه أبو الحضارات، وإن كان مكب قمامة في لاتفيا، يقودها الى الإنضمام للاتحاد الأوربي، فالعراق لا يحتاج إلا الجرأة والشجاعة، في إزالة هذه السياسات الوسخة، لان غازاتها مضرة جداً بالوضع السياسي القائم، ولا بد لنا من تقليل مخاطر الإحتباس العراقي، والقضاء على ظاهرة حلب الوزارات، لنكون بمستوى الأستجابة، لبناء العراق الجديد، على يد رجالات تتميز، بالعدالة والنزاهة أينما حلت؟!