تمرُ علينا هذه الأيام الذكرى السادسة والتسعون لتأسيس الجيش العراقي بالتزامن مع تحقيقه انتصارات كبيرة في قواطع العمليات كافة وبصنوفه المتعددة، على صعيد تحرير الأرض من براثن تنظيم داعش الإرهابي من جهة، وإعادة بناء الثقة بين الشعب وهذه المؤسسة العتيدة من جهة أخرى والتي تعرض ولاؤها للسرقة من قبل حكومة الحزب الواحد، فضلاً عن محاولات بعض الجهات السياسية المتنفذة شراء ولاء الجيش لصالحها على حساب الوطن بعد 2003 .
إن أية قراءة متأنية لتاريخ هذا الجيش العقائدي ستظهر أن مواقفه كانت ومنذ تاريخ تأسيسه الى جانب الجهة التي تمثل طموحات الشعب مع استثناءات محددة كانقلاب بكر صدقي في العقد الرابع من القرن الماضي وسيطرة حكومة البعث عليه، وأيضاً في الحرب العراقية الإيرانية، كما كانت هناك محاولات من الحكومة السابقة لتحويل الجيش العراقي من جهاز حكومي يمثل العراق إلى مؤسسة فئوية تمثل توجهات محددة، لكنها فشلت ولم تنجح، عدا ذلك فأن الجيش العراقي كان دائماً يمثل إرادة الجماهير وتطلعاتها في بناء البلد وحماية أمنه والحفاظ على سيادة أرضه بعيداً عن الولاءات المذهبية والقومية.
وعلى الرغم من ضعف التدريب للكثير من قطعاته، وعدم حصوله على أسلحة متقدمة مقارنة بالجيوش الأخرى في المنطقة إلا أنه ضرب أروع الأمثلة في تحقيق الانتصارات وتلقين الارهابين الهزائم المتلاحقة، فضلاً عن حماية المدنيين والدفاع عنهم على الرغم من صعوبة الوضع كون أفراد داعش يتحصنون في المناطق السكنية مما يُعقّد الموقف على أبناء القوات المسلحة وهم يطاردون التنظيم في معاقله.
لقد قدم الجيش العراقي منذ سقوط النظام ولغاية اليوم تضحيات كبيرة على مستوى قادته ومقاتليه، وما زال يقدم الشهداء في مسيرة الدفاع عن سيادة الوطن وحماية أبنائه من أي اعتداء، لذا يستحق منا أن نحتفل بعيده عن طريق تقديم المعلومات التي تُسهم في الكشف عن تواجد الإرهابيين وتحركاتهم المشبوهة ومساندته على الاصعدة كافة.