18 ديسمبر، 2024 9:46 م

دعوة للمحبة في زمن الارهاب

دعوة للمحبة في زمن الارهاب

كلنا يعرف ما مرّ به الشعب العراقي من ظروف ومآسٍ ..من منا لم يكن له شهيد او مفقود او غيره ؟؟ ومن منا لم يتعرض للتهجير سواء كان في زمن الطاغية ام في الزمن الحالي .. وغيرها من الحالات المختلفة كالاختطاف والقتل على الهوية وغيرها كثير لامجال لحصرها … كلنا تعرضنا لا حدى تلك الازمات !! ومن لم يتعرض لها كان له اخ او صديق اوجار او غيره ، هذه حال العراقي في السابق والحاضر ,, سابقا كان يهجّر من بلده وارضه تحت شعار التبعية والان تحت شعار الطائفية ، فما الذي تغير ؟؟ وما نراه اليوم من تغير ليس الا تغيرا للصورة والشخوص والمسميات فقط ، اما اذا اردنا ان نبحث في التغير بشكل دقيق وان نجهد انفسنا بالبحث لا نجد ما نبحث عنه فعلا ولا نتمكن من العثورعلى ضالتنا !! ذلك ان الفحوى واحد ، لكن الاناء فقط ما تم تغيره ..
وما تخلف عن ذلك كله اختلافات في الآراء ، ذاك مع النظام السابق وانه خير مما نحن عليه الان اذ كانت القوة رمزا للمسيرة وتحقيق النظام والخوف هو المصدر الاساسي لكي يسير كل شيء كما مخطط له .
وذاك الذي مع التغير الحالي الذي عبثا نسميه تغيرا اذ ان له رأيه الذي يعتز به فيقول اننا لم نكن نجرأ على ان نؤدي مراسيمنا وشعائرنا الدينية ولم نكن نجرأ على ان نخرج كتابا للزيارات ونقرأ به  كما يحلو لنا ، ولم و لم ولم … الخ
اذ اصبح الخلاف على هذا وذاك وتتصارع وتحتدم النقاشات في هذا الموضوع ، مع من انت ؟ وان هذا الوقت افضل من ذاك ؟ والى اخر هذه الاختلافات في الرأي .
اروي لكم حادثةً دارت عن هذا الموضوع بين مدرِّستين بإحدى المدارس .. فقد دار نقاش بسيط كاد ان يحتدم بين المدرِّستين وهنَّ على مستوى من الثقافة ، اذ يمارسنَّ مهنة التدريس وتعليم الجيل الجديد ما يمكّنه من النهوض بالمستقبل القادم ،، وهذه مسؤولية كبرى تقع على عاتق المدرّس فكيف به وقد كان لا يقوى على ممارسة النقاش الحضاري (المتحضر) بطريقة متطورة دون سجال وخلاف ؟؟.. فقد كاد يشحن جو النقاش لحد قد تصعب السيطرة عليه ,,
 تلك تقول لها ان هذا زمن بؤس وشقاء والرشوة والفساد مستشرِ لدرجة وان هناك من الخريجين من لم يجدوا فرصة للتعيين ، وانهم شبه مشردون يبحثون عن ما يسد  حاجتهم ، وان الانفجارات قد اخذت مأخذها من الناس واخذت أعزّائهم واحبّائهم ما ذنبهم  ؟
وتلك تقول لها انه قد طغى وانه ليس له حسنة واحدة فعليه اللعنة الى يوم الدين (( هذا القول على رئيس النظام السابق )) فتجيبها الاخرى:- انه قد فرض سياسة الخوف والقوة لتسيِّر الامور وتُجيبها الاخرى انه قد إتبع سياسة ( نفذ ثم ناقش ) وتردّ عليها فقد كنا بأمان ولا نشعر بالخوف كاليوم !! وهكذا يستمر النقاش الى ان تدخلتُ بينهما بقولي : ـ ما بالكم ؟؟ تتناقشون على شيء مقدّرٌ لنا سواء كان الحالي او الماضي كله قدر بما شاء الله وليس هذا الاّ جدال عقيم ليس وراءه الاّ الفتنة والبغضاء وان كل شيء مضى وانتهى الامر ولا فائدة ترجى من هذا النقاش اذ لا يجلب لنا الاّ التباغض والحقد في وقت نحن احوج فيه الى الوحدة والتكاتف وان يجيب بعضنا الاخر بـ (( عفى الله عما سلف )) كي تسير الحياة بشكلها الجميل حينما نطبق قانونها في المحبة والاخاء .. فهل ان ممارسة العقيدة تغير من سوء الاوضاع وتدهورها انها مسألة مبدأ .. وليس لها علاقة بالواقع وان ممارستها من عدمها لا يغير من الامر شيئا .
من المهم ان نتعاون على البرّ والإخاء هذا ما اكدَته كل الاديان والرسالات السماوية بما  فيها الدين الاسلامي .. فقد حث على المحبة ونبذ الضغينة  فليس الدين لقلقة لسان وانما ممارسة وتطبيق للقواعد والاساسيات ..
نعود لموضعنا ونقول انه قدرنا .. ونعود ونسأل انفسنا فندخل بموضوع جديد وهو ان الانسان يجازى على افعاله مهما يكن ، لِمَّ لا نقول انَّ ما بنا من معاناة هي من صنع انفسنا ستقولون كيف ؟؟ اقول لكم الجواب بنَص الآية الشريفة ( انّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
 وما بكم من ايديكم اسأل سؤالا .. من منا لا يتعرض للظلم في اي مكان سواء في البيت او الشارع او الدائرة او … الخ
على مستوى البيت هذه الدولة المصغرة الا نجد بها ظلما وعدوانا ؟؟ نعم موجود الارهاب والعنف والظلم والألم فهناك زوج يظلم  زوجته وهناك الأخ  يظلم اخته باي شيء بتأخير زواجها او بالتحكم بها وكأنها عبد مملوك وغيرها  وهناك الأب الظالم لبناته واولاده .
والأبن العاق لوالديه او أحدهما .. اليس هذا بظلم الاّ نستحق عليه عقابا ؟ ألا نستحق أن يجازى كل أمرئ بما عملت يداه  ؟؟؟
هذا ومثله كثير نستحق عليه سوء العذاب وسوء المصير . اذن لمَّ لا نقول انَّ كل ما مرّ بنا وعلينا من ظلم واستبداد للحكام هو جزاء على ما عملت ايدينا
فلله الحمد على كل شيء اذ يجب ان ننتبه لإمرنا  وكل اعمالنا وان نحب بعضنا البعض ، بالمحبة يسود الامان ويجزينا الله خير جزاء العاملين .. هي دعوة للمحبة ونبذ للعنف بكل اشكاله ، ونبذ التسلط والطغيان وترك كل ما من شأنه إثارة الفتن وإشعالها والعمل الدؤوب للخير دائما على كل المستويات ،، ونعمل بمبدأ حب أخيك في الله يسعدك الله وتنعم بمحبة الناس  والخير الجزيل .