الحس الوطني يفرض علينا قول كلمة الحق حتى لو كانت ضد مصالحنا القومية والطائفية والحزبية … وشخصية صدام حسين ليست كلها شريرة .. صحيح إرتكب الجرائم والأخطاء مثل : حرمان الشعب من ثرواته وتبديد بعضها على العرب ، وقتل وإعدام الأبرياء ، وغض الطرف عن خطف النساء من قبل إبنه وحاشيته ، وخوض الحروب ضد الكويت وأميركا … لكن في المقابل الموضوعية تقتضي الإعتراف بحسناته وأفعاله التي خدمت الدولة العراقية مثلما إكتشفنا بعد إسقاط حكمه وصدق المثل الشعبي ( ما تعرف خيري .. إلا تجرب غيري ).
كانت الصيحة البارزة في عهد صدام حسين هي إضطهاده للشيعة ، وإبعادهم عن المراكز الوظيفية العليا الحساسة المدنية والعسكرية والأمنية .. وكان الناس يستخدمون المقولات الجاهزة مثل المطالبة : بالحرية ، والمساواة ، وتكافؤ الفرص ، وحقوق المواطنة … ولايدركون الخطر المتربص بالدولة العراقية من الشيعة رغم عدالة تلك المطالب ، لكن واقع الشيعة الحقيقي لايناسب مثل هذه المفردات ، إذ ليس كل مظلوم يستحق رفع الظلم عنه وهو غير مؤهل للتمتع بالحرية ويعوزه الشعور بالمسؤولية والحس الوطني مثلما يحدث الآن مع المهاجرين العرب والمسلمين في أوروبا وأميركا بعد رفع الظلم عنهم ومنحهم حقوق المواطنة نراهم هجموا على هذه الدول بالإحتيال والسرقات وممارسة النشاطات الإرهابية .. إذ لم يكونوا مؤهلين للحرية وممارسة حياتهم بمسؤولية متحضرة!
بخصوص العراق ثبت ان الأفكار المنطقية المجردة لا تصلح للواقع ، لقد أدرك صدام حسين مبكرا ان سياسة القبضة الحديدية والحزم والقسوة هي من يناسب الشعب في التعامل معه ، وليس تطبيق الأفكار المنطقية الجميلة كالحرية والديمقراطية وتكافؤ الفرص في تسلم وظائف الدولة ، وفي نباهة مبكرة وذكاء لافت ذكر احد رفاق صدام حسين انه كان يردد قبل إنقلاب 17 تموز ان العراق لايحكم إلا بالقوة .
وبناءا على الحاضر المأساوي للعراق نتيجة تسليم الأحزاب الشيعية البلد وثرواته الى إيران .. لنا ان نتخيل لو تساهل صدام حسين مع الشيعة عام 1979 عند مجيء الخميني وحركته الغوغائية التي نفذها أبناء الأرياف من الرعاع الهمج .. وبناءا على ممارسات الشيعة الحالية كان في حكم المؤكد سقوط الدولة العراقية في تلك الفترة بيد نظام الخميني وضياعه ، لكن حكمة صدام حسين وبعد نظره وإدراكه العميق جعله يستعمل الإسلوب المناسب مع الغوغاء والتنظيمات التخريبية الشيعية وأخر سقوط العراق بيد إيران مدة 24 عاما أي لغاية 2003 لحين تنحيته.
كنا نلقي باللوم على صدام حسين على غموضه بشأن ملف أسلحة الدمار الشامل ، ومراوغاته ، لكن بعد إسقاط نظامه صرح للمحققين انه كان يريد ردع الخطر الإيراني من خلال الغموض والتلويح بإمتلاك أسلحة الدمار الشامل ، وكان بلا شك قرارا صائبا للدفاع عن البلد وكيانه أمام عدو همجي مثل إيران .. والواجب الوطني يدعونا الى توجيه التحية الى أجهزة : الأمن والمخابرات والإستخبارات ، والقوات المسلحة التي تصدت للعدو الإيراني في زمن صدام حسين ببسالة وشجاعة نادرة وأنقذت كيان الدولة وليس نظام صدام فقط .
للتذكير خطر الشيعة على العراق لاينحصر من الإسلاميين فقط .. بل يتعداه الى العلمانيين أيضا على سبيل المثال : مصطفى الكاظمي شيعي علماني لاحظ كيف هو خائف أو متواطيء مع الإحتلال الإيراني دون ان يمارس واجبه في الدفاع عن البلد وثرواته ، أحمد الجلبي علماني إكتشفنا انه كان عميلا لإيران التي أسست له تجمع المؤتمر الوطني وزرعته لدى أميركا والمعارضة ، أياد علاوي شيعي بعثي عند إستلامه السلطة أول خطوة قام بها التآمر على ثروات العراق ورفع نسبة الكورد من الميزانية الى 17 % دون وجه حق ، عادل عبد المهدي شيعي بعثي وشيوعي إنتهازيته دفعته للإنخراط مع الإسلاميين وعندما تسلم السلط أشرف بنفسه على تسليم العراق وثرواته الى الميليشيات الإيرانية ، نوري المالكي شيعي عشائري ليس له علاقة بالدين إلا مجرد ديكور إجتماعي يتستر به ، دمر العراق وكان أحد الرؤوس التي فتحت الأبواب للإحتلال الإيراني … علما بالنسبة للشيعة الذين إنخرطوا بالحزب الشيوعي والتنظيمات القومية لا ينطبق عليهم وصف المناضلين الوطنيين .. فقد كانوا يعملون لخدمة موسكو ومصر وسوريا وليس لمصلحة العراق .
وتوجد واحدة من أكبر المشاكل للشيعة وهي المرجعية الإيرانية في النجف وكربلاء والكاظمية وحاشيته المنتشرة في المدن الأخرى .. لقد كانت المرجعية طوال التاريخ تعمل على تخريب الوعي الوطني لدى شيعة العراق وتمنع إندماجهم مع بقية أبناء شعبهم ، على سبيل المثال لاحظ كيف تتعمد المرجعية الإيرانية في مخالفة ( سنة العراق ) في تحديد مواعيد رمضان والأعياد منذ عشرات السنين من أجل إحداث شرخ وطني بين أبناء البلد الواحد ، ولابد للشيعة إذا أرادوا الحفاظ على وطنيتهم العراقية من التخلص وطرد المرجعية الإيرانية وحاشيتها من العراق ، إذ من المعيب ان تكون عراقيا عربيا ويقودك شخص عجمي إيراني !
أتمنى ان يُصار الى حملة دولية (( مكارثية )) كالتي جرت في أميركا ضد الشيوعية ، وان يتم تجريم الأحزاب الشيعية في العراق وخارجه في البلدان الأخرى بتهمة الإرهاب ويمنع التعامل معها ومع أية حكومة تشارك فيها ، وان تتم مطاردة المؤسسات الشيعية الدينية وغيرها في دول العالم بوصفها مكان لإنتاج الطائفية والكراهية الدينية ويُستغل بعضها وتستعمل أوكاراً للمخابرات الإيرانية تقوم بنشاطات إرهابية ضد السلم والأمن في العالم ، وأما شيعة العراق في الداخل فمن الضروري إستبعادهم عن السلطة وتسليم العراق الى سلطة حازمة وصارمة من ( سنة العراق ) تأخذ على عاتقها إنقاذ البلد من خطر الديمقراطية وكوارثها وتطبق ماهو مناسب للعراقيين من نظام سياسي دكتاتوري إيجابي بإشراف الولايات المتحدة الأميركية مثل مايحدث في مصر ودول الخليج العربي .
هامش : كاتب السطور شيعي كان معارضا لنظام صدام حسين.