كتبت مقالة قبل أيام كانت بعنوان (مديرية التسجيل العقاري العامة في الميزان … السيد عقيل فاهم أنموذجاً ) وهي شرح عن حالة مررت بها عند ذهابي إلى الدائرة أعلاه وكيف شعرت أن هذه الدائرة عنوان يختلف عن باقي العناوين والتي من حق القراء الكرام أن يشعروا بحالة غريبة ويعتقدون إني اروج لهذه الدائرة علما اني لم ازرها إلا مرة واحدة في حياتي وهي الزيارة الاخيرة حسب ما أعتقد لأني بعيد بعملي عن عمل هذه الدائرة والسبب الذي جعلني اكتب عنها لأني رأيت احترام الزمن داخل أروقة هذه الدائرة يختلف عن باقي دوائر العراق وهذه منقبة تسجل بحق الدائرة بموظفيها ومديرها وكل كادرها وبنفس الوقت رأيت الاجمل من احترام الوقت ألا وهو المعاملة اللطيفة من الدخول إلى باب الخروج وهنا أيضا وجدت الاختلاف ما بين باقي دوائرنا وكيف يعاملون المواطن وكأنه عبدا ذليلا فنادرا ما تجد جواب من لسان أحد الموظفين والكل يسأل ولا موظف يجيب وإن تفضل علينا وأجاب فهو يتكلم بصوت خافت وبكلمة موجزة فيها النظرة الاستعلائية واضحة المعالم وكأننا عبيد وهو السيد ، فرحت عندما شعرت ان هذه الدائرة تختلف عن باقي الدوائر وبنفس الوقت شعرت بالحزن لأني كنت اتمنى أن تكون كل دوائرنا مثل هذه الدائرة فنحن أهل الحضارة وأهل العلم والقانون فيجب علينا أن نكون كما كان أجدادنا والمفروض أن يكون الاسلاف أكثر تحضرا من القدماء ولكن للأسف بعد أن كنا مثالا للعالم يقتدى به أصبحنا مثالا للفوضى يضرب به الامثال ، كتبت هذه المقالة الثانية لإفهام القراء إني لست مروجا ولا مادحا ولا مدافعا عن دائرة أو عن شخص معين أو مجموعة أشخاص ولكن عندما نجد حالة ممتازة علينا أن نثني عليها ونمدحها والعكس صحيح ولهذا كانت مقالتي الاولى والثانية هي ذكر حالة جيدة في هذا الزمن وهذه الفوضى التي تعم هذا البلد ولكن ما دام هنالك من الموظفين المخلصين يعملون في بعض دوائرنا فالخير قادم لا محالة والشر زائل بكل تأكيد ولكن علينا بالصبر والمثابرة .
