لا أدري ماهو لون ونوع الحديث الذي يدور بين السيد رئيس الوزراء أو أي مسؤول يلتقي بإعلاميين وصحفيين، ولا أعرف طبيعة ما يُدار من حوار في تلك المقابلة، ولماذا لايستغل الصحفي تلك الدقائق في الإستعانة بالمسؤول لإنقاذ مهنة الصحافة من الإندثار؟.
لماذا لايبادر الصحفيين إلى الطلب من رئيس الوزراء وهو المسؤول التنفيذي الأول تخصيص ميزانية ثابتة من الإيرادات في الموازنة العامة للبلد أو جزء من نثرية الرئاسات الثلاث الفاحشة التي لايدري المرء أين تذهب أو تستقر، أو حتى من ذلك المال المنهوب تحت مسمى سرقة القرن لإنعاش وتطوير الصحافة الورقية وإعادة إصدار الصحف التي اندثرت وأغلقت مكاتبها وأبوابها وتم تسريح العاملين فيها.
بعد مرور 150 عاماً على صدور أول صحيفة عراقية كانت تسمى (الزوراء) على يد مؤسسها الوالي مدحت باشا عام 1869 ليكون زوالها خاتمة حزينة ونهاية مؤسفة لعقد ذهبي من الإبداع والإنجاز.
أكبر جريمة إقترفتها الديمقراطية التي حطت على العراقيين بعد عام 2003 أنها قتلت الصحافة الورقية كان من المفترض أن تكون من أعمدة تلك الحرية المزعومة.
لا أدري لماذا لايبادر الصحفيين بإنقاذ مهنتهم من الضياع والإندثار بعد أن إزدادت جيوش الصحفيين العاطلين عن العمل، هل هو فعل مقصود لمن يريدون دوام سياسة التجهيل؟ ربما من يدري.
تخصيص جزء من الموارد المالية لتطوير قطاع الصحافة وإعادة إحياء الصحف ليست بالمهمة الصعبة على حكومة السوداني في خضم كل تلك الإيرادات التي تدخل البلد، على الأقل ليكون وجهاً من أوجه الإهتمام الحكومي بشريحة الصحفيين والإبتعاد بهم عن شبح البطالة الذي بات يطارد الكثير منهم.
ربما لايعلم رئيس الوزراء أن أغلب المؤسسات الصحفية والإعلامية التي تدار في الخارج هي بأيادٍ عراقية وكفاءات هاجرت من البلد بعد أن وجدت الطريق مسدوداً أمامها في وطنها.
هي دعوة للملمة شتات أولئك وجمعهم في الوطن لتكوين صحافة حرة ذات طابع مهني تأخذ على عاتقها بلورة العمل الصحفي الصحيح بعد أن أصبح مهنة لمن لا مهنة له أو باباً للإرتزاق والسفاهة ليس أكثر.
تاريخ حافل بالإنجازات صنعته الصحافة الورقية في العراق بتاريخه السياسي عندما كانت دائماً إلى جانب الوطن والشعب والإنتصار لهم.
دعوات صحفية نتمنى من رئيس الوزراء أن لايبخس حقها أو يتجاهلها على شريحة الصحفيين التي عانت ولازالت تعاني من صعوبة الحياة وشغفها وبحور البطالة التي تُغرق أعداد الصحفيين في قعورها، عسى أن تتحقق تلك الأمنيات الصحفية.