على كل عراقي يؤمن بالعدالة ان يشعر بالعار بسبب ما تعرض له ابناء شعبنا يهود العراق من إعتداء همجمي لأسباب دينية غوغائية عنصرية ، لقد إعتدى الحقراء السفلة من جموع الرعاع على أطفال ونساء اليهود والرجال ، ونهبوا وسرقوا ممتلكاتهم وإنتهكوا حرماتهم بأبشع الصور ، وأسقطت الحكومة الجنسية عنهم !
بينما يعود تاريخ يهود العراق أكثر من 2500 عاما حسب إعتراف القرآن بالسبي البابلي الذي جرى قبل هذا التاريخ ، وكان أبناء شعبنا اليهود طوال تاريخهم هم الجماعة الأكثر تنظيما ونجاحا وإخلاصا في أعمالهم ومختلف نشاطاتهم ، فقدوا برزوا مبكرا في التجارة والتعليم والطب والمحاماة .. وأدخلوا الى العراق مظاهر الثقافة حيث أسسوا فنون الغناء والموسيقى والسينما ، ولم يبخلوا بشيء على وطنهم وتحملوا عنصرية المتخلفين من المسلمين لدرجة ان الطفل اليهود عندما يخرج من بيته الى المدرسة يتعرض الى وابل من الحجارة والضرب من أولاد المسلمين امام انظار ابناء المجتمع المسلم ولاتتحرك في داخلهم قيم العدالة والمواطنة لحمايته !
لقد جرى بعد تغيير نظام صدام تعويض الإيرانيين المسفرين من العراق بتعويضات مجزية ولانعرف مدى دقة ارقام خسائرهم التي قدموها ، والتعويض جرى لأسباب طائفية وليس إيمانا بالعدالة ، والسؤال : لماذا لايتم تعويض يهود العراق عن أموالهم وممتلكاتهم والأذى النفسي الذي أصابهم … المسفرون الإيرانيون اجانب مع هذا منحوا التعويض ، بينما اليهود هم مواطنون عراقيون أصلاء ومن حقهم الحصول على الإعتذار الرسمي وتقديم التعويضات لهم أو من ينوب عنهم من الأولاد والأحفاد وفق ترتيبات خاصة ثنائية مع إسرائيل أو عن طريق الأمم المتحدة ، وإذا كانت المشكلة مالية بإمكان العراق تقديم النفط الى احدى الشركات العالمية وهي تدفع الأموال الى اليهود .
من الضروري لتاريخ العراق السياسي محو هذا العار عن صفحاته .. من أجل أنفسنا كعراقيين كي نكون منسجمين مع ذواتنا حينما نتحدث مستقبلا عن المواطنة والحق والعدل … ومن أجل تطييب جزء بسيط من جراح أبناء شعبنا يهود العراق.