27 ديسمبر، 2024 10:24 م

دعوة المرجعية الدينية الى التغيير /التوقيت والتنفيذ

دعوة المرجعية الدينية الى التغيير /التوقيت والتنفيذ

دعت المرجعية الدينية في النجف الاشرف مؤخرا الناس الى الذهاب وبقوة الى الانتخابات البرلمانية القادمة واحداث تغيير في مسار العملية السياسية برمتها من خلال انتخاب اناس اصحاب فكر ومهنيين ووطنيين يملكون من الكفاءة اكثر من التركيبة الحالية ليؤمنوا للعراق مسارا صحيحا وسط امواج من الخطر تتقاذف العالم هنا وهناك ,وتاتي هذه الدعوة وسط قناعة تامة لدى المرجعية بفشل هذه التركيبة السياسية بمهامها الملقاة على عاتقها خلال هذه المرحلة .
ولنحاور الدعوة الكريمة ونسجل مالها وماعليها ,ان هذه الدعوة تمتلك اطارين مهمين يحسبان لها وهما التوقيت الزماني حيث ان الدورة الحالية على وشك الانتهاء لذا وجب تنبيه الناخب الى ضرورة مراجعة ماجرى وتقييم اداء الدورة الحالية وبالتالي البحث عن اعضاء مجلس نواب جدد يمتلكون بالاساس روحا وطنية عالية لاتفرق بين مكون واخر بالفعل لا بالاقوال وتعمل على اقرار قوانين جديدة من شانها الرقي بالمجتمع الى مكانته الطبيعية لا افتعال الازمات وجر البلد الى هاوية سحيقة من الخراب ,ولانه لايزال هناك وقت جيد للناخب عليه العمل بجدية في البحث والتدقيق عن المواصفات اعلاه ,من ثم ياتي في المرحلة الثانية من الاهمية هو وجود العراق وسط منطقة صراعات ملتهبة اثرت بشكل سيء وسلبي على اوضاع العراق الامنية والاقتصادية والمجتمعية وتسببت مع الاسف في انقياد عدد من المحسوبين على العملية السياسية ليكونوا جزء من صراعات المنطقة وبالتالي القوا بظلالهم على الوضع العراقي ,الكل يعلم احوال منطقة الشرق الاوساط وصراع الاقطاب الاقليمي والدولي عليها حيث وجود دول في المنطقة تحاول ان تلعب دور الشرطي القذر فيها والتحكم بمقدرات شعوبها وهي تتبع مخططات غربية فاسدة تريد غياب شعوب المنطقة عن مواجهة الاخطار واحداث شرخ واسع لايندمل في الامد المنظور وبالتالي تبقى المنطقة لفترة طويلة تعاني وتعاني وعمليات النهب والسلب مستمرة لمواردها الاقتصادية والبشرية والعسكرية والجغرافية ,لذلك كله وجهت المرجعية دعوتها لخلق مجلس نواب قادر على قيادة العراق على مواجهة هذه الاخطار الجسام لان التركيبة الحالية اذا لم تغير او ياتي اناس ضعاف فاننا لانستطيع مواجهة الة الدمار العالمي المتمثل بالارهاب وحواضنه الذين يمتلكون ادوات متقدمة لتدمير العالم من ماكنة اعلامية وعسكرية واقتصادية ودول داعمة بلا انقطاع ولاسباب متعددة للارهاب ,اذن التغيير مطلوب لحماية العراق ولتفعيل دور العراق الاقليمي والدولي والانساني على مستوى العالم باجمعه .
ان هذه الدعوة المباركة اثبتت ان المرجعية الدينية بوعيها السياسي ضمن وعيها العام هي ادرى واحرص من هؤلاء المتنفذين بمصلحة العراق وشعبه وهي مخلصة في دعواها وهي جادة في مواجهة الفاسدين الذين لم يستفيدوا من فترة وجودهم في السلطة لاسعاد الناس وتغيير الوضع ,لذا يجب مساندة هذه الدعوة والعمل بها من قبل الناخب والسياسي القادم لانها درس مخلص مجاني على الجميع الاستفادة منه والعمل به .