18 ديسمبر، 2024 9:52 م

دعوة الكاظمي للأردن ومصر تنفيذا لمخطط إيران توزيع العراق

دعوة الكاظمي للأردن ومصر تنفيذا لمخطط إيران توزيع العراق

كان تصرفا غريبا خارج السياق دعوة مصطفى الكاظمي للمؤتمر القمة بحضور الأردن ومصر ، وكذلك إتصاله بملك السعودية .. وسبب الغرابة ان الكاظمي ليس لديه صلاحيات إتخاذ مثل هذه القرارات الكبيرة بالإنفتاح على دول المحور السعودي – الأميركي ، والتمرد على الاحزاب والميليشيات الشيعية التي هي من نصبته رئيسا للوزراء بموافقة مسبقة من إيران ، خصوصا كلنا يعرف ان الكاظمي مجرد رئيس وزراء شكلي بلا سلطة فعلية وهو لايحكم الدولة ، والعراق أصبح رهينة بيد الميليشيات ، والكاظمي مابين الخوف والتواطؤ مع المشروع الإيراني قبل على نفسه ان يكون الجسر الذي تمرر فوقه المخططات الإيرانية للسيطرة على العراق ونهب ثرواته !

السبب الحقيقي لدعوة الكاظمي لمؤتمر القمة هو تمهيدا لتنفيذ المشروع إيران الذي تكرر طرحه وخلاصته : ان إيران تقبل بمشاركة أميركا ومحورها في العراق ، وبما ان إيران تستعد لإجراء مفاوضات حاسمة مع أميركا ، فإنها جددت طرح مشروع تقاسم وتوزيع العراق بينها وبين المحور الأميركي بالإيعاز الى الكاظمي بالدعوة لمؤتمر القمة وإرسال رسائل طمأنة الى المحور الأميركي ، علما سبق لأميركا رفضت فكرة تقاسم العراق مع إيران وكذلك السعودية ترفض هذا المشروع ، ومؤكد ان إسرائيل أحد أهدافها جعل العراق دولة خالية من الوجود الإيراني ، ومن حُسن حظ العراق انه أصبح يمثل جزءا من الأمن القومي الإسرائيلي وبالتالي فإن إيران وميليشياتها تحت النظر والضربات الإسرائيلية الشجاعة .

وأيضا من بين أهدافها ستحاول إيران عن طريق العراق إختراق مصر والأردن والسعودية ، بحكم ان إيران ستظل تسيطر على الحكومات القادمة مادام الأكثرية الشيعية تابعين لها سياسيا .

لدى إيران الخطة ( ب ) في حالة فشل مخطط توزيع العراق ، وهو اللجوء الى إشعال الحرب الأهلية في العراق وتهديد دول الجوار وخصوصا السعودية .. ثم تتقدم إيران بعرض خدماتها بقدرتها على إطفاء الحرب مقابل حصولها على أطماعها في العراق والمنطقة !

مؤلم جدا لدرجة الفجيعة ان يُهان العراق على يد عملاء إيران ويصبح ألعوبة وورقة للمساومات .. ومهما كانت جرائم نظام صدام حسين في قتل الأبرياء وخطف النساء ، وحرمان الشعب من ثرواته وهي جرائم مدانة بشدة ، لكن للإنصاف في عهده كانت لدينا دولة محترمة في المنطقة إستطاعت تأديب إيران .. ولانخجل من القول : اننا نشعر بالحنين لقيادة صدام حسين البطولية معركته ضد العدو الإيراني والتنظيمات التخريبية الشيعية .. لقد كان صدام حسين السياسي الذي فهم الشعب العراقي جيدا وعرف ان العراق لايستقر ولايستقيم سلوك شعبه إلا بالصرامة والقوة والدكتاتورية وليس كارثة الديمقراطية !