18 ديسمبر، 2024 9:59 م

دعوة الكاظمي الى يوم وطني للتسامح

دعوة الكاظمي الى يوم وطني للتسامح

“قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى”
دعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الى يوم وطني للتسامح والتعايش السلمي، بتغريدة على حسابه في تويتر، بمناسبة لقاء السيستاني والبابا فرنسيس.. في السادس من آذار الجاري.

تنص حكمة الامام الحسن بن علي بن ابي طالب.. عليه السلام: “حري بالرجل قائلا فاعلا” والكاظمي يعلن عن التسامح والوحدة الوطنية إبتهجا بزيارة البابا، مبتدئاً بنفسه، وعلى الشعب أن يتبع الدعوةى وليس شخص مطلقها تحديدا؛ ويترك للتاريخ تدوين الحق.

الحديث عن التسامح وإستحداث يومٍ للسلم الاهلي بين الاديان، يمنح المرحلة فرصة للعبور فوق الضغائن والاحقاد والغيظ، وبهذا تبدأ الدعوة من الإنسان، إذا تصالح مع نفسه ضمن العالم، عطفا على الحديث النبوي الشريف: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”.

فإذا كل منا راعٍ من موقعه، إذن كلنا شركاء في وطن بحاجة لتوحيد الموقف بنوايا صادقة مع الذات والآخر، بدءاً بمن حولنا في العراق.. هنا والآن.. إسهاما في التنمية الوطنية..

فلننسِ قضايا عابرة مرت وإنتفت، ونتوقف عند القضايا الجوهرية التي من شأنها الارتقاء بالعراق.. والارتقاء بالعراق يحتاج نية صادقة لأن الفعل جاهز.. ثروات في مكامنها داخل طبقات الارض.. زراعة وصناعة ومعادن ومياه وتنوع بيئي من قمم الجبال الى اهوار السهول.. سياحة بأنواعها طبيعة ومقدسات تشمل الديانات كافة.. المنزلة والوضعية، وعقول أكاديمية منهجية ميدانية وأيد عاملة تبحث عن فرصة كي تدك الارض فينبجس الذهب.

وإمتثالا لهدي الحديث النبوي الشريف؛ أنا داعم للحكومة.. من موقعي مهما ضاقت مساحته وتحددت سلطته؛ لأن الانسان الوطني لا يتخطى مصلحة وطنه.. سواء تماهى مع الحكومة أم إنفصل عنها؛ فالوطنية جزء من كرامة الحكومة.. وافقناها ام عارضناها.. تبدأ من الإلتزام بإشارات المرور وتمر بالحفاظ على أمن وإقتصاد العراق والإمتثال للقوانين والعمل بنزاهة تنبذ الفساد وتحاصرة الجواسيس والمفدسين؛ لأن كل حكومة سواء إختلفت معها شخصيا او وافقتها، بالنتيجة هي خلاصة إرادة الشعب إنتخابيا.. جسر العبور فوق أزمات المرحلة وممثلة للعراق.. محليا وخارجيا، ما يوجب تحييد الرأي الشخصي والتأمل في ما توجه به والاستجابة له من منظور وطني؛ لذا أجد في دعوة الكاظمي للتسامح كلمة رتيس حكومة، وبالنتيجة الكلام عن التسامح والسلم الاهلي، لا يختلف فيه إثنان، سواء صدر عن رئيس وزراء ام من عابر سبيل في سوق شعبي؛ لأن كلاهما يقول ما يحتاجه العراق في هذه المرحلة وعلينا الإنحناء إجلالا في حضرة العراق.

واي عراقي يجب ان يحب ويكره، إيمانا بالله وولاءً للوطن وخدمة للشعب، متبعا أولي الأمر عندما يصلحون مساعدا في تنفيذ كلام الحق من حيث ما صدر، وعليه.. أجدني ملزما بالوقوف مع الوطن، أدعمه بالامتثال لدعوة السلم الاهلي، مع أنني لا أرجو من الحكومة الا ما يرجوه أي عراقي.. رفاه عيش كريم والتمتع بالثروات ووفرة الخدمات بالحد الممكن “قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى”.. الاية 23 سورة الشورى.

وإنها لمناسبة مثلى أن نطلق تاريخ زيارة البابا العراق، يوما للسلم المجتمعي والتعايش الاهلي والتسامح الوطني؛ بدعوة شعبية رديفة للكاظمي توازيها إلتزاما، فالخير من حيث ما يأتي علينا مؤازرته.