18 نوفمبر، 2024 12:51 ص
Search
Close this search box.

دعوة السيد مقتدى الصدر لبارزاني والمالكي

دعوة السيد مقتدى الصدر لبارزاني والمالكي

يشهد الوضع السياسي العراقي منعطفاً خطيراً من خلال التصعيد الإعلامي والسياسي والعسكري الذي وصل إلى درجة تنذر بخطر كبير يُغلف المشهد العام ومن الصعب التكهن بنتائجه على المستوى القريب والبعيد. خطورة المشهد تكمن في التلويح باستخدام القوة ولا اعلم هل يدرك الساسة ماذا يعني ذلك وبأي أتون سوف يرمون البلد وما هي الأجندات التي ستدخل على خط الأزمة ومن المستفيد من ذلك كله’ لا أحد ينكر حق الحكومة العراقية في فرض سيادتها على كامل التراب الوطني وهي ملزمة بذلك لحماية الوطن وبسط نفوذها وعدم السماح بتحول البلد ساحة للمخابرات الدولية التي وجدت لها أرضية مناسبة لتنفيذ مخططاتها التي تهدف إلى تمزيق العراق وعدم استقراره ليبقى  يعاني الوهن مما يتعذر عليه اخذ دوره الحقيقي في المنطقة’ ولكن هذا لا يعطيها الحق باستخدام الجيش في الصراعات السياسية’ ومع تنامي شدة الصراع والاتهامات المتبادلة بين دولة القانون وإقليم كردستان العراق, يقفز هنا سؤال منطقي وهو هل الصراع الآن والخلاف هو صراع حكومة مع الإقليم أم صراع حزب وكتلة سياسية مع الإقليم وهنا نحتاج إلى إجابة’ فإذا كان الصراع هو صراع حكومة مع الإقليم يجب الركون إلى الدستور وهو الفيصل في حسم كل القضايا الخلافية’ وبشرط أن لا تكون الانتقائية هي السائدة في تطبيق الدستور من عدمه’  وان لا يتعلق تطبيق الدستور بصراع الإرادات والمصالح الخاصة على حساب مصلحة العراق ’هذا من جانب ومن جانب آخر إذا كان الصراع حزبي فليس من حق أي جهة أن تستخدم القوات المسلحة التي يجب أن تكون قوات وطنية لحماية العراق من أي اعتداء خارجي ولايجوز زجها بصراعات حزبية فهذا الأمر مرفوض ولا يمكن السماح به تحت أي حجة’ وفي خضم هذه الظروف نحتاج إلى تغليب لغة الحوار على لغة التصعيد والعداء’ وتشجيع صوت العقل على صوت الرصاص’ وهنا يبرز من جديد صوت السيد مقتدى الصدر(أعزه الله) ليكون كما عهدناه القائد الوطني الذي يترفع عن كل صغائر الأمور من اجل العراق وشعبه. السيد مقتدى الصدر وجه رسالة إلى السيد البارزاني والسيد المالكي دعاهما فيها أن يتوجها إلى النجف الاشرف لمناقشة كل الأمور التي تتعلق بمصالح العراق وشعبه ورأب الصدع الحاصل في العملية السياسية. هذه الدعوة فيها دلالات عميقة وتأتي من حرصه واستشعاره لخطورة المرحلة وحساسية الوضع’ لذلك دعاهما إلى مدينة النجف مدينة الإمام الذي لم يجانب الحق وهو القائل (ما أبقى لي الحق من صديق) ’ وعلى السادة الذين وجهت لهم الدعوة أن يتعاملوا معها بروح المسؤولية ولا ينظروا لها من باب المكسب السياسي لأنهم يدركون جيداً إن السيد مقتدى الصدر لا يتعامل مع المواقف والأحداث من منظار الربح السياسي فهو اجل وأسمى من ذلك والذي يحرك السيد مقتدى الصدر تجاه قضايا الوطن هو شعوره بالمسؤولية الشرعية والأخلاقية والوطنية’ لذلك نتمنى أن تكون هذه الدعوة هي باب لإنفراج الأزمة وإيجاد حلول مرضية لكافة الأطراف’ ولا اعلم إلى متى يستمر انشغال القادة بالمشاكل السياسية والحزبية. الم يحن بعد موعد الاهتمام ببناء الوطن ورعاية الشعب؟

أحدث المقالات