لم تجد القوى السياسية والاحزاب الموجودة معها اي حل او بصيص امل لتجاوز مشاكل العراق الحالية بل على العكس تسببت في تعقيد المشهد حتى الاجتماعي منه واوصلت البلد من خلال تصرفاتها الرعناء وتصريحات قادتها الى حافة الانهيار والتجزئة والتقسيم ودقت اسفين الخراب في جسد العراق العليل ,وقبل يومين وانا اطالع الاخبار لفتت انتباهي وبشدة دعوة الشيخ محمد اليعقوبي الصريحة الى تولي ابناء الشعب بنفسهم حل مشاكلهم المستعصية من خلال عقلاء القوم وحكماؤه ورؤساء العشائر الذين يعتبرون ادوات المجتمع باكمله ,طبعا لم تكن دعوة الشيخ اليعقوبي وليدة اليوم فهو دعا منذ فترة ليست بالقصيرة الى تبني مشروع اللقاء الاجتماعي وتولي الناس امورها بانفسها بعيدا عن المشهد السياسي وادواته لانه يؤمن بان هذه النماذج المذكورة في دعوته هي التي من الممكن لها ان تسير بالناس الى طريق التعايش الاجتماعي السليم والصحيح المبني على اسس الاحترام والتقارب والمصاهرة وحتى المصالح الاقتصادية المشتركة بعيدا عن اجواء المصالح الشخصية الضيقة والمطامع المرتبطة بخارج البلد ,اذن هنا وضعت اليد على الجرح فالخلاف نتيجة لتصرفات القسم الاكبر من السياسيين الهوجاء غير المنضبطة اصبح اجتماعيا بامتياز وحله ايضا يكون من هذا الباب ,فالتعايش السلمي لايمكن ان يكون بعيدا عن هذه العناوين المحركة له وهي التي تستطيع ايقاف النزاعات والاحتراب الاجتماعي ووحدها ايضا تستطيع تاجيج الموقف الى مالايحسد عقباه ,فتبني هكذا طروحات اليوم مهم جدا بالنسبة لشعب اكلته التمزقات الطائفية والعرقية والمذهبية ,فجلوس الجميع مع بعض وتبني المشروع الوطني الخالص هو السبيل الوحيد لاعادة تماسك الناس واللحمة الوطنية التي تبعثرت بفعل سياسيي الغفلة وبعض المحسوبين على الاتجاه الديني والذين لم يتركوا مجالا الا واندسوا به ليزيدوا الفرقة والتناحر بين ابناء الشعب لا لشيء الا لمصالح وامور تخدم المعادين والمتربصين بالعراق منذ زمن طويل.
اذن هنا ومع هذه الدعوة الكريمة لابد لعقلاء القوم وحكماؤه ورؤساء العشائر الكريمة الموجودة من تبني هذه الدعوة بصورة صادقة وعدم تاخير فعلهم لان الوقت ليس بصالح العراق فكل يوم تزداد خسارة العراق من موارده البشرية والاقتصادية وتزيد معرقلات التقدم ولانستطيع مع مرور الوقت مجاراة حتى اضعف دول المنطقة والعالم نتيجة التبديد الحاصل في الثروات اعلاه ,وتنفيذ هذه الدعوة بالشكل الذي يحفظ كرامة الجميع هو السبيل الامثل والوحيد لتجاوز كل الازمات بشكل حضاري يرضي الله تعالى والناس اجمعين .
تحية لكل جهد خلاق ولكل وطني مخلص ولكل مصلح يريد ان يرى العراق مع مستقبل زاهر وتقدم كبير ونماء وشعب تسوده علاقة المحبة والالفة الحقيقية كما عاس اسلافنا الصالحين به ,وتحية لمطلق هذه الدعوة الكريمة التي تثبت عمق انتماءه الى الوطن والى دين الله الحنيف .