23 ديسمبر، 2024 8:14 ص

دعوا الفتنة نائمة

دعوا الفتنة نائمة

لاتيقضوها من مخدعها، فتصحى لتأكل أخضركم ويابسكم، ولا ترحم صغيركم ولاكبيركم، فتبتلع البلاد والعباد.
نعم إنها الفتنة، نائمة لعن الله من أيقضها، ولعن الله من روج لها، ووقف خلفها.
لكل مجتمع سفهاء وجهلاء، يكونون سببا في تحريك الفتن وخلق الصراعات، ودئبوا على مخالفة الأعراف والقوانين، والمصلحين والخيرين، وكأنهم خلقوا لهذا الغرض.
تكثر في بلدنا العزيز هكذا جماعات، تسعى نحو مصالحها الشخصية والفؤية، غير مكترثين في المصلحة العليا والمبادئ، تسعى تلك الجماعات للوصول إلى تحقيق رغباتها بشتى الطرق، تطغى عليهم صفة الأنا والوحشية، لديهم رغبات جامحة، لاتفقه معنا للدين والقوانين والمبادئ والأعراف،
فتتخذ من الطرق الشيطانية شعارا لها، فتقتل وتزني
وتعيث في الأرض الفساد، وتخوض الحروب والصراعات، على أدنى خلاف مع أي جهة تقف أمامها،
والأعظم من ذلك، أنهم يحسبون أنفسهم يحسنون صنعا! وهم مصداق قولة تعالى
( قُلْ هَل نُنَبِّأُكُم بالأخسرين أعمالا ٱلذين ضَلّ سعيُهم في الحياه الدنيا وهم يحسبون أنّهم يُحسِنُون صُنعاً • اولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فَحَبِطَتِ اَعمالـُهم فَلا نُقيمُ لهم يومَ القيامةِ وَزنَاً )
مثل هكذا جماعات، يصعب التعامل معها، وجعلهم في خانة المفسدين، وإن كانوا مفسدون، فمن تلبس بلباس الخيرين والمتنسكين، يصعب علينا محاسبته بصفته مفسدا وداعيا إلى الفتنة، شحن المجتمع العراقي بالخلافات والصراعات والفتن، لكن هذا لايعني اننا نقف مكتوفي الأيدي، ولم نقدم النصيحة والأرشاد، والتثقيف المجتمعي المستمر، وعدم الانجرار وراء التوافه، وخلق منها أمورا تكون سببا في هلاك الأنفس البريئة.

نعم ليس بأستطاعتنا أن نوقف جميع الهجمات المعادية، لكننا أكيد سنستطيع أن نحجمها بوعينا وتثقيفنا، ولقد قال الإمام علي ( عليه السلام) ” ستمر عليكم الفتن كقطع اليل المضلم” والفتنة ابتلاء واختبار للمؤمنين.
لكن يبقى الشيء الأساس والأهم، هو اننا كيف نتعامل مع الاحداث والفتن؟ بل وكيف نحافظ على عدم تفعيل وتنشيط محركات الفتن؟ ونكون كما قال الإمام علي (عليه السلام )”كن في الفتنة كأبن اللبون لاضرع فيحلب ولاظهر فيركب ”
هناك فتن كبيرة وكثيرة عمياء، تقبع في زواية مظلمة، يحاول الجهلة والاعداء ايقاضها، بغية الوصول إلى اهدافهم المنشودة والقذرة، لكن الالتفاف حول اهل العلم والمراجع الدينية، هو صمام الأمان في وأد الفتن وإطفاءها.