قبل عامين,وبمناسبة مرور سبع سنوات على غزو العراق,نشرت بعض الصحف الامريكية استذكاراً لما حصل قبل الغزو وكيف واجهت واشنطن رفض تركيا لأحتلال بلد مسلم كالعراق!
وذكرت الصحف الامريكية ان الادارة في واشنطن قد ( تفاهمت )مع جميع الدول الاسلامية بشأن الغزو و ( أقنعت ) حتى الدول المعادية لها بالسكوت وعدم الاعتراض عليه. لكن تركيا وحدها ظلت مصره على رفضها وبررت ذلك بأن الشعب التركي المسلم لن يسامحها, وهي حكومة يقودها حزب اسلامي , على مشاركتها بالغزو أو تأييدها له في الاقل. ولما كانت أمريكا مهتمة بموافقة انقرة لأنها تشكل ثقلا اسلاميا كبيرا ومؤثرا ولأنها تحتفظ بالعديد من القواعد العسكرية الامريكية التي يمكن استغلالها لتوجيه ضربة جويه لصدام ونظامه. فقد بذلت واشنطن كل ما بأستطاعتها لأقناع انقرة غير ان ألاخيرة, اصرت على موقفها الرافض للغزو..
ومرت اسابيع وتركيا ماتزال متعنته, كما وصفت امريكا موفقها, الا انها تراجعت نسبيا بعد ان ابدت واشنطن عن استعداداها لقبول اية مقترحات تركية في هذا المجال. وعندها خففت انقرة من تزمتها العقائدي لتطرح قضية اخرى تهم امنها القومي وهي الخشية من قيام دوله كردية في شمالي العراق, مشترطة على واشنطن ان تتعهد لها بأنها لن تدعم قيام هذه الدوله ولاتحميها في حال تعرضت الى هجوم منها او من غيرها, وتقصد هنا ايران. ولم تجد الادارة الامريكية بداً من الموافقة على المطلب التركي. غير ان انقرة زادت في مطالبها بأن تتعهد واشنطن بالعمل على عدم ضم كركوك ذات الاغلبية السكانية التركمانيه الى اقليم كردستان في حال اقيمت دوله فيدرالية في العراق بعد أسقاط نظام صدام .
وافقت أمريكا على هذين الشرطين وأذنت انقرة لها بالغزومن دون مشاركة منها فيه. وقدمت امريكا وثيقة تعهد بأسم وزارة خارجيتها بمضمون المطالب التركية . وحدث الغزو بعد ذلك.
وقبل شهرين صرح رئيس مجلس الامن القومي التركي لوسائل الاعلام العالمية بأن بلاده ستشن حرباً على الدوله الكردية حتى وان اقيمت في الصومال! وهذا بحد ذاته تأكيد تركي أخر على رفض أقامة دولة كردية.
وقبل أيام صرح الشخصية السياسية الكردية المحترمة ( محمود عثمان ) منتقدا انفتاح حكومة اقليم كردستان على تركيا وبيعها نفطا دون موافقة الحكومة الاتحادية قائلا :ان تركيا تبغض الشعب الكردي وتحاربه بعنف داخل تركيا وتعتقل رموزه السياسية.. فكيف يؤمن جانبها من قبلنا , وأضاف الدكتور عثمان : ان تركيا تريد ان تزجنا في معركة مع بغداد لأضعافنا !
وبعد كل هذا ,هل بقيت اي جديه فيما طرحه السيد مسعود البارزاني في الاعتماد على تركيا في نزاعاته مع حكومة بغداد.. ودعو الرجل يقول ما مايريد.. لان قضية أستقلال كردستان ميئوس منها!!