يبدو ان الدعاية الانتخابية للمجالس البلدية في غزة هاشم قد بدأت مبكراً ، مما جعل رؤساء البلديات الحاليين يستبقون الموسم لحجز المقاعد الأمامية في الترشح ، فراحوا يسردوا لنا القصص الرائعة عن انجازاتهم وإبداعاتهم الخرافية طوال سنوات الحصار وكيف أنهم كانوا في إدارتهم للازمات بارعين للحد الذي أدهش العالم بآسره !
ولا أدري وأظن حال المواطن مثلي في جهله بالأمر، عن أي انجازات يغردون ويطبلون و أي عالم يقصدون ، أم أننا نشاهد فصل مضحك آخر من فصول مسرحية شاهد ما شفش حاجه !
ربما هم على حق فقد استطاعت البلديات وبشكل تلقائي وناجح ان تترك مئات الآلاف من الحفر الطبيعية بشوارعنا لتمنح المواطن دروساً في التحكم بقدماه أثناء السير تماشياً مع مبدأ في التأني السلامة وفي العجلة الندامة ، أو ربما لأنهم استطاعوا تحقيق الربط الجهنمي بين خطوط مياه الآبار المالحة وخطوط المجاري لتصل بيوتنا ونحظى بخزانات ممتلئة بالأمراض رغم قصة توم وجيري التي لا تنتهي بينهم وبين شركة توزيع الكهرباء العملاقة !
هم مبدعون لحد لا يوصف فقد منحوا لمن يريد التراخيص اللازمة لبناء الأبراج السكنية المخالفة وكذلك محلات السوبر ماركت الكبيرة “المولات” وجعلوا الوقوف على أبوابها مصدر رزق للمتسولين ومتنزه مجاني لأبناء الجل لمضايقة نساءنا وبنات العباد ….
هم مبدعون لأنهم يمنحون تراخيص لإقامة ورش الحدادة وورش السيارات والنجارة داخل الاحياء السكنية ليوفروا لنا الخدمة القريبة !
هم مبدعون لا جدال في انجازاتهم إذا اعتبرنا بأن تراكم القمامة وتنوعها برائحتها العفنة بشوارعنا وأمام العيادات الطبية وبجوار أسوار المستشفيات أمر يدخل في سياق الإبداع ويستحقون عليه درجة الامتياز مع مرتبة القرف !
ولكن لما المبالغة في النقد ؟ فالحق يقال ان بفضل انجازات بلديات قطاع غزة بتنا نعيش عيشة رغيدة ورفاهية يحسدنا عليها القريب قبل البعيد ، باستثناء بعض الأفعال والمنغصات والتي ما ينسبونها عادة للتصرف الفردي من موظف هنا أو هناك من قبيل محاربة الباعة المتجولين على شواطئ البحر وقطع ارزاقهم …
ان انجازاتهم لا حصر لها ويجب الاعتراف ان ما يدعونه عبر منابرهم ما هو الا غيث من فيض وتشهد لهم في ذلك التراخيص الممنوحة لبناء ملاعب العشب الخضراء مدفوعة الأجر والتي يمتلكها أصحاب الأموال الخاصة والتي وفرت مكان يليق بأطفالنا لكي يلعبوا كرة القدم بينما تجاهلوا ان أولادنا أصلا حفاة وتلك الملاعب تحتاج لأحذية رياضية من نوع خاص !
ختاماً يمكننا القول …..كثيرة هي الشواهد الدالة على انجازات البلديات الموقرة بجمهورية غزه العظمى وأهمها النجاح في الصراخ والتبرير الدائم طوال فترة الانقسام الممتدة من سنوات وللان وتعليق كل فشل على شماعة الحصار…
ونحن هنا لا نلوم أحدا لأننا نعلم علم اليقين ان انجازات تلك البلديات خارج المألوف وبعيدة عن قدرات عقولنا للفهم أو عن الأساليب العلمية التي يقاس على أساسها النجاح أو الفشل المقررة عالمياً ، فهي طوشة عرب واقل ما يقال عنها اسمع جعجعة ولا أرى طحنا !
فليرشحوا أنفسهم من جديد وليكذبوا أكثر فأكثر كلما لاح لهم منبر وفرصة للصراخ والعويل والنفاق ولكن فليعلموا ان التكرار بزماننا لا يُنسي الشطار !