شارع المتنبي (رئة بغداد الثقافية ومحطة استراحة المثقف العراقي وملاذه الامن) يشهد هذه الايام حضور بعض السياسيون(البعض مرحب بهم واخرين غير مرحب بهم ولكن المحصلة هي الدعاية الانتخابية) كون البلاد على أعتاب العدد التنازلي للانتخابات البرلمانية التي ستجري في نهاية نيسان لعام 2014 التي تحدد معالم الخارطة السياسية للبلاد خلال السنوات الأربعة القادمة والتي تحضا بميزانيات يسال لها اللعاب السياسي , كذلك يحضا الشارع حضور مواطنين بسطاء كسبه يبحثون عن رزقهم في يوم الجمعة,هؤلاء البسطاء يبحثون عن بصيص امل من أي جهة كانت تنقذهم وتخفف عنهم وطئت سياط الأوجاع والفقر, يحتشدون حول المسئول لعلهم يجدون فيه “قوة البطل المنقذ”, استغلوا مناسبة زيارة المسئول ليبينوا له معاناتهم المعلقة منذ سنوات لعلهم يجدون في هذه الزيارة حلا ً( تفك جبستهم),السيد المسئول حفظه الله ورعاة والذي لا يعرف الكثير من المثقفين اختلطت عليه الأوراق , , بدأت أسئلة البسطاء عن فرص العمل وتدهور الخدمات وعن قطعة ارض كونهم غرباء في وطنهم وعن مرتب الرعاية الاجتماعية والبطاقة التمونية…الخ من أسئلة الفقراء(من حمد الله صارت مثل المحفوظه) المسئول شك من خلال هذه الأسئلة وهمس باذن المستشار ,هل انت متأكد هولاء المثقفين اشك في الامر؟,رد علية نعم فان المثقفين اغلبهم فقراء ومهمشين(نسى بأن فقراء المثقفين متعففين مترفعين من الاستجداء من اي مسئول كائن من يكون) ونصحه(ورطه) بالاستمرار بالكلام وذكر رموز ثقافية فهولاء من فحول المثقفين, وبداء يشرح لهم أسباب وتداعيات الإخفاق السياسي, واستلم اقرب غريم له ليبدءا بتسقيطة وتحميله أسباب هذا الإخفاق والفساد(ما شاء الله كلمن عدوه اكبال عينه),طلب منهم الهدوء ليبين لهم الأدوات والقوانين وما آلت إليه الاجتماعات البرلمانية ويستعرض بطولاته,وقال” إخواني سألتموني عن طالباتكم ,سوف تنحل جميعها بعد الانتخابات “أقسم بشرفي السياسي” ومن واجبي التوضيح لما قدمته خلال الفترة لئبرء ذمتي أمام الله والشعب وبداء باستعراض “له بداية وليس له نهاية” وصاح عبوسي ابو الشاي يعيش فلان يا يعيش وردو البسطاء يعيش “حي الله بيهم” (بسكون وراهم شئ)
الخطبة الثقافية: حسب نصيحة المستشار
تطرق للافكار المادية وقال هي من الأفكار التي نشرها غاندي الألماني ليتودد من بعض الجهات السياسية, ثم قال انا من محبي الشعر الجاهلي وخصوصاً قصيدة طاغور (مطر,مطر,مطر) و كذلك الأدب فأروع ما كتب طه حسين اللبناني مسرحية (شاهد مشافشي حاجه) وتحدث عن ارسطوا وقال هو من أصول هندية ومات بحادث تصادم قطارين, وقال بأنه من هواة الرسم التجريدي ويحب رسومات سامي عبد الحميد ويوسف العاني ونزار قباني, وقراء شعر عمودي للبصير وقال هذه “لمظفر النواب” والمدافع عن حقوق المرأة والطفل و داعم لمنظمات المجتمع المدني والحراك الشعبي أكثر من “هيومن رايس ووش”, ويحب المسرح خصوصا ادوار الممثلة “هناء ادور”و وبدر شاكر السياب وقال بأنه ينحدر من عائلة المتنبي وكان في صباه يتردد على مقهى الشابندر وتحدث عن تاريخ القشله وقال لقد بناها الروم في زمن نبوخذ نصر” وهو من كتشف قانون سانت ليجو و هودنك,رأى الابتسامة الساخرة من بعض من سمع كلامه,ثم جاء احد سليطي اللسان بالحق ومن الذين لا يجاملون الطارئين على الثقافة, يبدو انه لا يزال يشعر بنشوة المساء وصاح بأعلى صوته من هذا المتحدث ا”لفلته” الذي يتكلم واخترق الجموع وعترضته الحمايات وصاح بوجه المسئول السياسي كل كلامك خطاء في خطاء وانت فاشل في السياسة وفاشل في الثقافة والتفت الى الحاضرين البسطاء وقال “على الرغم من بقاء المشروب في رئسي لحد الان الا انه لا احد يرزقكم غير الله”,وقال( لك عبيس ايس) شعر البسطاء بالخجل وتصرفوا الى عملهم (كي لا تذهب عليهم فرصة العمل في الجمعة) ونفض الجميع بعد ان عرفوا بان لا شيء ينفعهم,وعرف المسئول من مستشاره بانه (كان يخيط ويخربط) وان الحضور ليس من المثقفين وبقى وحيًدا فريداً الا من حمايته ثم عاد بخفي حنين الى سيارته المصفحة,وأظن والله اعلم بأنه سيقول لمستشاره بعد توبيخه (لك ورطتني من الله لا ينطيك , لك المثقفين مفتحين باللبن احنا نكدر عليهم)