لعلّ افضل وسيلة لتمضية الوقت اثناء قيادة السيارة والإنشغال السيكولوجي الزائف عن الأزدحامات المرورية وقتل عنصر الوقت وتمزيق اوصاله , وكذلك تغيير مقولة < الوقت من ذهب > وتحويلها واستبدالها الى < الوقتُ للهدر وحرقٌ للأعصاب > , بالإضافةِ الى تجاهل وإغفال مقولة الست الراحلة أم كلثوم ” < للصبر حدود > , فللتخلّصِ منْ هذه الأعباء الجسام هو ممارسة الفضول الصحفي وكذلك الإجتماعي , عبرَ التمعّن بصور وملصقات المرشحين للأنتخابات , حيث تحاصرنا تلكم الصور من ذات اليمين ومن ذات الشمال وتحجب عنّا الرؤيا لمناظرٍ اخرى قد تضحى اجمل منها , وقد تمسى أسوأ كذلك .!
لاحظنا أنّ عدداً او بعضاً من اولئك المرشحين يسبق أسمه بالحرف دال ” د ” او يكتبها نصّاً < الدكتور الفلاني > دونما توضيحٍ اذا ما كان يحمل لقب الدكتوراه او طبيب اسنان او بيطري او مجرّد طبيب , وهذا يشكّل نوعاً من التلاعب غير المباشر .!
ولاحظنا ورصدنا ايضاً أنّ بعض هؤلاء المرشحين يسبق ويسبغ ويضفي على إسمهِ الرباعي ” وبعضهم الخماسي ” , يسبقه بكلمة الشيخ , بينما العديد منهم لا علاقةَ لهم بالمشيخة ولا المشايخ ولا بشيوخ العرب , وربما لعلاقةٍ ما بالشيخوخة المبكّرة والسابقة لأوانها ولاسيّما من الناحية الفكرية او الدماغية .!
وفي جولتنا التمعّنية في استقراء واستطلاع اسماء وكتابات وشعارات السادة المرشحين الأفاضل , فلَم أرَ ولمْ اجد أيّاً من تلك الشعارات مّما لها منْ أثرٍ انعكاسيٍّ على المواطن او المُشاهد , فجميعها عبارات تخلو من القيمة اللغوية او مما لها من جاذبيةٍ ما لدى المتلقي , وكلها لا تعدو سوى عباراتٍ اقلّ من تقليدية , وبعضها الآخر ركيكة ودون مستوى الحدّ الأدنى مّما مطلوب .
النقطةُ الأخرى التي نبتغي التعرّضُ لها بالعَرضِ وبالطول , ودونما تعميمٍ على كافة السادة المرشحين الأفاضل , فالبعض الكثير منهم ” ولشدة السذاجة السياسية المفرطة ” لم يدركوا ولم ينتبهوا أنّ وضع صورهم بجانب صور بعض رؤساء القوائم والكتل التي ينتمون اليها , فأنّ صور اولئك الرؤساء تنعكس سلباً عليهم وتؤدي الى نفور الجمهور منهم بسبب ” الصورة الذهنية المقيتة ” التي اختزنت في رؤى الجمهور جرّاء الممارسات المنبوذة والمرفوضة لهؤلاء طوال ال 15 عاماً الماضية , وعلى كافة الصُعد الجماهيرية , بالرغم من أنّ بعض هؤلاء المرشحين يمتلكون مؤهلاتٍ علميةٍ معتبرة , وبالرغم ايضاً أنّ تلك المؤهلات العلمية والثقافية ليست بدليلٍ حاسم وجازم على النزاهةِ والنباهة .!
هذا , وعلى الرغم منْ أنّ بعض ملامح استقراءاتٍ افتراضية ممّا يترآى في الأفق السياسي , لا تبدو حاملةً لأيةٍ باقاتٍ من البشائر بعد طي صفحة الأنتخابات في اليوم المحدد لها , ونأمل أن لا يحدث ذلك , كما نتأمّل فيما اذا حدث مثل ذلك .!