23 ديسمبر، 2024 5:00 م

كثيرون ممن يحملون في اذهانهم شبق المهانة التي تأبى ان تفارقهم ، حتى وان حاصرتهم لحضه التوبة التي وهبها الله لعباده المخطئين على لسان خاتم انبيائه ومرسليه بهذا الهدي ( كُلُ ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون ) ولسان حالنا ينطبق على من جعلنا عنوان مقالتنا نموذجاًلهذا الفعل .
ارتدى قائد شرطة الانبار الذي نُصبَ بأمر من وليِ نعمته ، بزته العسكرية متبخترا بها امام نفسه المريضة وبعض افراد شرطته ممن بايعوه في العمالة والخيانة ، ليكون الثمن على حساب أبناء جلدتهم في انبار الفرسان ، هناك فرق بين من يرتدي ثوب الفقر زهداً في دنيا الفناء ، وبين من يرتدي ثوب الشجاعة وهو جبان ، ومن يرتدي ثوب العفة وهو مهان ، واليوم ومع اول ريح تعصف بسياسة الحكومة الخاطئة التي كان نتاجها ما حصل ويحصل في مناطق الانبار والفلوجة التي كشفت زور وبهتان المتشدقين بحبال أصحاب السلطة الضعيفة ، فتاتي الصاعقة على رأس الافعى الذي كان يتبختر بجهاز المناداة الذي يحمله بيده وهو يزف بشرى رفع الخيام التي نصبها الأنباريون الشرفاء الى اسياده الذين أشار عليهم ، هو وبعض من شاكلته ، بكذبهم وعمالتهم وزيفهم المعهود .
بداية الذل كانت على يد قائد عمليات الانبار رشيد فليح الذي صفعه امام قواته العسكرية وافراد قوات ” ارزيج ” الشرطوية، لتكون بداية النهاية لكل من سولت له نفسه ان يبيع اهله وقيمه ومبادئه بحفنة من الأموال المعفرة بالذلة والعار، والغريب بالأمر ان ” هادي ” كان يتوقع ان يتم مكافئته من قبل اسياده على حسن صنيعته ووشايته التي فاحت منها رائحة التآمر والخيانة لأهله وناسه من أصحاب النخوة والغيرة التي لازمتهم حتى وهم يزفون ابناؤهم النشامى الذين سيكتب التاريخ بدمائهم الزكية ملحمة جديدة من ملاحم البطولة التي استمدوها من جدهم الكريم ” الحسين ” عليه السلام ، فتعملوا منه كيف ينتصرون عندما يظلمون.
بعض أبنائنا الشجعان في قواتنا العسكرية الذين أبوا ان يرفعوا بنادقهم في صدور إخوانهم من أهالي الانبار ، ايماناً منهم بعدالة ومشروعية قضيتهم ، فَسلموا انفسهم ودخلوا مضايف أبناء عمومتهم معززين مكرمين ، فاحسنوا ضيافتهم بعد ان خلعوا عنهم بزاتهم العسكرية ، والبسوهم ثوب الحرية والأمان ” دشداشة الرمادي” كحماية لهم من أمثال قائد الشرطة المقال ، وكنوع من العرفان وذكرى الموقف ، هؤلاء الابطال سيذكرهم التاريخ في صفحاته البيضاء ، مثلما سيذكر من وضع على كتفه رتبة لواء بصفحات تاريخه السوداء ، التي كان اخر جزء فيها ان يضع أبناء الانبار على جسده ثوب الذلة والرذيلة ، لتعرف فيما بعد ” بدشداشة هادي “