الدستورالحالي كتاب منزل من بريمر ويلتزم به كل من جاء معه , فهو قبلتهم وملاذهم وحلالهم وحرامهم , حين يتخاصمون يذهبون الى الدستور وحين يتصالحون يذهبون الى الدستور , وماهو بدستور ضامن للجميع بل هو زنزانة كبيرة صاروا فيها لايستطيعون مغادرتها ولايستطيعون العيش فيها ولكنهم متمسكين فيها. انه الدستور الناقص انه الدستور المبتور انه منبع مشاكلنا ومعاناتنا انه السكة التي تصل بنا الى طريق مسدود .فلماذا التمسك به ولماذا الدفاع عنه
يقولون اننا كتبنا الدستور ويقولون ايضا ان الدستور يجب ان يعدل . ولكنهم لايفعلون شيء فقط يتحدثون ويتحدثون وينتقدون وينتقدون مجرد كلام ولايوجد فعل يذكر , اذا كانت النوايا سليمة واذا كانوا صادقين فيما يقولون عليهم تعديل الدستور فهل هنالك مشكلة في عدم تعديله؟ ام هنالك صعوبة في امكانية اعادة كتابته بآيادي امينة وفكر وطني , الدستور من صنع الانسان ونحن اول من وضع الدستور في العالم واول من وضع القوانين فلماذا نقف عاجزين عن كتابة دستور سليم امين ضامن للجميع ليس فيه ثغرات ولا نعرات ولاهفوات , قبل اي خطوة علينا تعديل الدستور وكتابته ليضمن حقوق الجميع بدون تقاطع مع اي طائفة او قومية علينا كتابة دستور عراقي بحت يتلائم وتطلعات شعبنا ولا يتلائم مع احلام الغزات الطامعين بالوطن وخيراته والغاء الكثير من الفقرات اولها الفقرة التي تلائم البعض ولا تلائمنا الا وهي من حق ثلاث محافظات تشكيل اقليم !!! هذه الفقرة التي تعد من اكثر الفقرات دمارا للشعب والوطن التي جعلت البلد بحالة فوضى عارمة , الفقرة الاخرى تعديل قانون الانتخابات فهذه الفقرة هي من جعلت القوى الطائفية تصل للسلطة بدون منازع تثبيت فقرة مهمة اخرى وهي قانون الاحزاب ومن اين تمويلهم وباي مال حرام يخوضون الانتخابات ومصادرة جميع الاموال التي تخص الاحزاب والتي نهبت من المال العام وكذلك البحث عن المال العام ومن كان السبب وراء اهداره وضياعه
تظاهرات الانبارين لانها تحمل مطاليب مشروعة على الحكومة ان تلبي هذه المطاليب ولاتتحجج بالدستور فالدستور ليس مثل الارهاب الذي عجزت الحكومة بمعالجته والقضاء عليه , الدستور نحن قادرون على تعديله بتشكيل لجنة ذات كفائة وطنية وفكرية وتحسم الامور لان بقاء التظاهرات بدون تلبية مطالبها ستؤدي الى مشاكل جديدة وابرزها هو استغلال البعض ذو النفوس المريضة ( من كلا الطرفين اي المتظاهرين والحكومة) لخلق توتر يؤدي الى اقتتال بين الاخوة وهذا ما نخشى منه وقد ظهرت بوادرها اليوم في الفلوجة اذ استشهد عشرة اشخاص عراقيون من اهالي الفلوجة على يد الجيش وفي نفس الوقت قام المتظاهرون بحرق عربة تابعة للجيش , هذا بسبب التسويف للمطاليب وعدم اخذها بعين الجد , نحن امام مفترق طرق خطير وقريبين للهاوية , فمتى تؤخذ الامور بجدية وايجاد الحل لها لا بتأجيلها مثل الكثير من المشاكل التي لم تحل بل تم تأجيلها وتراكمت وصارت جدار كبير يصعب تجاوزه , اصبح من واجب كل وطني غيور على ارضه وشعبه ان يسعى لأطفاء النار المستعرة في الانبار, ولايمكن اطفائها بتجاهلها بل العكس تماما
الاخوة المصريون حين يريدون كشف المستور وقراءة البخت لكل شاب او شابة يذهبون الى العرافة التي نسميها نحن فتاحة الفال , وحين تبدء بعملها السحري تقول دستور يااسيادنا دستور ,والسيد نوري المالكي حين يسأل عن اسباب الاخفاق وماهي احتياجات المواطن يقول الدستور ياأخوانا الدستور ونحن نقول هل الدستور وضعه الجن ولانستطيع تغييره او تعديله؟