اليوم وبعد الانتخابات المحلية.. ماذا قال الشعب للاحزاب السياسية .. أننا لازلنا الاكثرية وأنتم الاقلية وبأمكاننا أن نقلب الطاولات على رؤسكم , أذا ما كررتم نسيان أو تناسي هذا الشعب بحجة أو بغيرها.. اليوم وبعد عشر سنين, الشعب قال أن العملية السياسية في طريقها الى الزوال بعد أن فشلت الشراكة التي أعتمدت مبدأ ( هذا ألك وهذا أللي) أو ما يسمى بالمحاصصة التي كفرت الشعب وخلقت الطائفية السياسية.. مع عدم وجود معارضة وطنية فعلية داخل مجلس النواب أو خارجه , تنبه الاحزاب السلطوية بأن عليها مراجعة نفسها في أتخاذ قرارات فاشلة لا تخدم الشعب.. بعد هذه النسبة الضعيفة في التصويت, لا بد للاحزاب التي شجعها الرفيق بريمر أن تبتعد عن مبدأ التوافق السياسي الذي أضر بشكل أو بأخر بالمجتمع الذي ما زال متمسكا بالوطنية التي أريد لها أن تحذف من القاموس العراقي لولا وجود بعض الفئات المثقفة والواعية في المجتمع العراقي والتي تحاول جاهدة سيما بعد الانتخابات المحلية , أن تسترجع ولو بشكل تدريجي الوحدة الوطنية للعراقيين وأن تقضي بخطوات منهجية على الطائفية التي أوجدها السياسيون عند بناء مجلس الحكم الفئوي .
اليوم, صار لزاما على الاحزاب التي تقود العراق بتصحيح الاعوجاج لمسيرة العشر سنين الماضية من خلال كتابة دستور عراقي جديد, تبعد عنه التدخلات الجانبية للاحزاب الحاكمة ومن خلال لجنة عراقية بالقانون الدولي وكتابة الدساتير, لمرحلة مقبلة , لا تكون فيها الاحزاب السياسية طرفا , وأن يستفتى الشعب عليه في يوم يتفق بشأنه.. كما يمكن كتابة نظاما داخليا لمجلسي الوزراء والنواب بنفس الطريقة التي يكتب فيها الدستور العراقي, مع التأكيد بعدم وضع ثغرات أو جمل قابلة للتأويل والتفسير.. واليوم وبعد الانتخابات المحلية , أصبح من الضروري بناء قضاء عراقي مستقل غير خاضع لجهة أو حزب ما يسخره لمصالحه..وعند تأسيس القضاء العادل والشفاف والبعيد أيضا عن المحاصصة, نكون قد عزمنا العدة لبناء دولة فيها المؤسسات وأن تكون الكفاءة والمهنية أساسا لعملها التي تخدم الوطن والمواطن.
العشر سنوات الماضية كنا بحاجة الى الجيش والشرطة للسيطرة على الاوضاع ,حتى بلغت أكثر من مليون ونصف المليون, في حين ما زال العنف والاختراق السمة التي تضرب بالبلد من كل جانب..وهذا يرجع مرة أخرى الى الطائفية والمحاصصة التي أوجدت عناصر غير كفؤة أن تتقلد مناصب مهمة في قيادة أجهزة الجيش والشرطة..واليوم, نحن نطالب الحكومة العراقية بوضع حجر الاساس لبناء جيش وشرطة, يكون ولاؤها للوطن, ويعتمد الاساليب العلمية الحديثة وأن يكون الجهد الاستخباري المدروس هو القوة الضاربة.. فليس بالكثرة العددية سقط نظام صدام حسين وبن علي ومبارك والقذافي.. وأن نؤسس معاهد وكليات أمنية ترفد وزارتي الدفاع والداخلية بالكفاءة والخبرة العلمية والاعتماد على التكنلوجيا الحديثة التي من خلالها لا نحتاج الى مليون ونصف المليون جندي وشرطي..
أننا نعلم تماما أن تحسن الاوضاع وبناء المؤسسات يحتاج الى وقت, ولكن متى ما بدأنا بخطوة صحيحة سيكون بناء الوطن سليما.. علينا اليوم بناء دولة عراقية تؤمن بالوطن والمواطن, وأن نحتكم للدستور الجديد في حل قضايانا بعيدا عن التدخلات الخارجية وأن يكون القضاء النزيه هو الفيصل في أدارة العدالة الاجتماعية التي غابت عن مجتمعنا العراقي لسنين طوال.. الاحزاب السياسية التي فازت بالانتخابات المحلية لديها برامج عمل أقنعت جمهورها حتى لو بالحد الادنى , لو تألفت وتشابكت مع وجود ثقة متبادلة ونية صادقة فيما بينها , لتمكنا من تحقيق دولة عراقية ديمقراطية.. هل يمكن تحقيق ذلك يا نوري المالكي ويا عمار الحكيم ويا مقتدى الصدر ويا علاوي..أم أننا نحلم بذلك وما زالت السبعة شهور المتبقية قريبة..أنتم ترونها بعيدة والشعب يراها قريبة..
وما خفي كان أعظم