22 نوفمبر، 2024 6:30 م
Search
Close this search box.

درع الجواهري للابداع ..هدية إتحاد أدباء العراق

درع الجواهري للابداع ..هدية إتحاد أدباء العراق

للروائي والإعلامي الأستاذ أمجد توفيق

 

كرم الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الروائي والكاتب والإعلامي الأستاذ أمجد توفيق بدرع الجواهري للابداع ، تثمينا لدوره الابداعي الأدبي الكبير في إصدار روايته الأخيرة (الساخر العظيم)، التي عدت منجزا أدبيا وروائيا كبيرا ، شهد لها الأدباء والنقاد على انها أفضل عمل إبداعي روائي لعام 2018.

وقد إحتفى الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق بتلك المناسبة ظهر يوم الاربعاء التاسع والعشرين من آب 2018 ، في قاعة الجواهري ، بحضور جمع غفير من الادباء والمهتمين بشؤون الأدب الرواية والنقد في العراق ، الذين عبروا في كلمات بالمناسبة عن تقديرهم العالي للمبدع والروائي الكبير أمجد توفيق ، في عمله الابداعي الكبير (الساخر العظيم ) الذي حظي بثناء وتقدير كبار الادباء والنقاد في العراق.

وقد اشاد الاديب والناقد المعروف الاستاذ مؤيد البصام في بداية الاحتفال بالجهود الابداعية للروائي الاستاذ أمجد توفيق ، وبخاصة روايته الاخيرة (الساخر العظيم) وبالعلاقة الطويلة التي تربطه معه ، مشيرا الى ان الاحتفالية تتضمن جانبين : الاول الجانب النقدي والثاني هو الاحتفاء بالروائي الاستاذ أمجد توفيق ومن ثم تكريمه بدرع الابداع تثمينا لنشاطه الابداعي المستمر في مجال كتابة الرواية .

الأديب ناجح المعموري : الروائي أمجد توفيق يتمتع بذاكرة فريدة في تسجيل الأحداث والوقائع

وقد رحب الأستاذ ناجح المعموري في بداية الاحتفالية بالسادة الحضور، مثمنا دور الروائي والاديب والاعلامي القدير الأستاذ أمجد توفيق لعمله الادبي والابداعي الرصين ، مشيرا الى انه من المعجبين بنتاجات وابداعات هذا الرجل الذي قال عنه إنه هبط على الوسط الثقافي فجأة منذ اصداره مجموعته الادبية الاولى (الثلج الثلج) ومن بعدها (الجبل الابيض) اللتان تعدان زلزالا في عالم القصة كما وصفهما .

وقد أشاد الأستاذ ناجح المعموري في مقدمته كلمته بالذاكرة الفريدة التي يتمتع بها الروائي الأستاذ أمجد توفيق في تسجيل الأحداث والوقائع ، معبرا عن إعجابه بالرواية وبنائها النفسي وقيمها الجمالية وهي تبدو مميزة بين ما هو ابداعي وما هو تاريخي ، ومشيرا الى ان الروائي يرسم شخوص الرواية ويتفاعل معها وهو يحترم الرصانة الماهرة في الصياغة واستخدام الرموز وتحريكها بطريقة واقعية.

واشار الاستاذ ناجح المعموري الى أن الروائي أمجد توفيق أعاد انتاجه الادبي بسرد جديد تجاوز واقعه ، واظهرت روايته (الثلج الثلج) أنه يتمتع بطاقة مغايرة ومختلفة أطلق عليها وصف (الطاقة الدخولية الصاعدة) أعاد فيها كما قال صياغة الرسم السينمائي الدقيق للمرأة وطريقة التعامل معها ضمن السياق الرمزي وفق نظرية التحليل النفسي ، مقدما شبكة رموز ليس من السهل التعامل معها كونها طاقة ذكورية ، وكأن الثلج والصخر الاول سعيد بان يحتفي بالروائي حيث توابع الاله عشتار المشار اليه في ملحمة كلكامش .

وقد إستعرض الاستاذ ناجح المعموري حياة الاديب والكاتب والروائي الاستاذ امجد توفيق واعماله الروائية وادواره في الثقافة والادب وما تقلده من مناصب في مؤسسات ثقافية وصحفية كبيرة وقادها بنجاح وتألق كبيرين.

الأديب حميد الحريزي : أعمال أمجد توفيق نماذج لإقمار وطنية تنير سماء العراق

أما الناقد القدير الاستاذ حميد الحريزي فقد أشاد من جهته بالكاتب والاديب والروائي القدير الاستاذ أمجد توفيق وبمنجزه الروائي الكبير الساخر العظيم ، مشيرا الى انها نماذج لأقمار وطنية تنير سماء العراق العصي على الترويع ، حيث تبقى الروح العراقية متدفقة حاملة للسمو والرفعة، مشيدا بالاسلوب السردي الروائي حيث العبارة الرشيقة والكلمة المعبرة عن مضمونها حيث يمتلك الروائي أمجد توفيق طاقة بشرية فريدة في مجال السرد الروائي.

واستعرض الناقد حميد الحريزي كذلك ما تضمنته الرواية من احداث ونقل واقعي لما شهدته مدينة الموصل من احتلال غاشم لم يشهد له التاريخ مثيلا ، ودمارا أتى على اجزاء كبيرة منها وعاث فيها خرابا ودمارا سواء ما تمثل منه بالاحتلال الامريكي ومن ثم احتلال داعش وهيمنتها الغاشمة الاثيمة على مقدرات تلك المحافظة والتي ذاقت الأمرين من ممارساتها الهمجية البربرية.

كما اشار الناقد حميد الحريزي الى ان دور المرأة في الرواية بدا وكأنه شبه سلبي ، وقد تطرق الى ما تعرضت له اليزيديات من اغتصاب وسبي على يد الدواعش ، كما ان الرواية اهتمت بتصوير ماتعرض له الصحفيون من اعتداءات وانتهاك لحقوق الانسان في مضامينها الابداعية ، وما تعرض له المجتمع العراقي من تصدع أضر بقيمه واخلاقياته واصابها في الصميم.

الناقد علون سلمان : الرواية مجموعة من التداعيات بلغة عبقرية

أما الناقد علوان السلمان فقد اشار الى أن رواية ( الساخر العظيم) للأستاذ أمجد توفيق تتألف من 58 فصلا وهي روايتان سردية وميتا سردية ، وتعد ايقونة ورمزا للساخر العظيم الذي هو الزمن وهو الساخر الاكبر ، وتشكل الرواية مجموعة من التداعيات بلغة عبقرية وهي تنطلق من رحابها ، والروائي مبدع في رسم معالم شخصياته ، وقد اوصل الروائي مضامين روايته الى المتلقي باسلوبه البسيط واستطاعت ان تدخل القلوب وترتاح لها الضمائر لما احتوته من قيم ودلالات رمزية تؤكد قدرة الانسان على مجابهة التحديات في أصعب الظروف.

من جهته أشاد الناقد الاستاذ يوسف عبود برواية الساخر العظيم ، مستعرضا ابرز مضامينها واحداثها ودلالات ما تعبر عنه من مما تعرضت له نينوى من اسلوب تعامل وممارسات من قبل داعش واجرامها البغيض في نينوى وهول التدمير الذي طالها، حتى وكأنك تربط بين صفحات التاريخ قبل 14 قرنا وكانها تعيد بك الزمن الى الوراء ، وكانت الرواية بحق قد عبرت عن تلك المأساة ابلغ تعبير، كما قال.

من جانبه أشاد الصحفي والاعلامي السيد حسين الجاف بما أنجزه الروائي الاستاذ امجد توفيق من عمل ابداعي يستحق عليه الثناء والتقدير بإصدر تلك الرواية ، لكنه تساءل فيما اذا كان بمقدور القضاء العراقي ان يتابع ما ورد من أسماء وشخوص اقترفت جرائم اما انه سيكون من الصعوبة تقديمهم للعدالة، وقد اشار الاستاذ امجد توفيق في رده على تساؤل من هذا النوع انه ليس معنيا بمتابعة مثل تلك الامور ولا ارى ان القضاء سيكون بمقدوره ان يتابع مثل هذه المهمة والامر متروك للتاريخ وللمستقبل.

الأديب علي حسن الفواز : الروائي أمجد توفيق يستخرج لنا كنوزا ادبية قدمها للقاريء باسلوب سردي ممتع

أما الاديب علي حسن الفواز فقد اشار الى ان الروائي أمجد توفيق قدم لنا من خلال تلك الرواية الساخر العظيم وثيقة على ان السرد موازيا للتاريخ وللواقع وافترض ثنائية الواقع والسرد واستطاع ان يغوص عميقا في احداث الوقائع ويستخرج منها كنوزا أدبية قدمها للقاريء بإسلوب سردي ممتع ، وعرض لنا طريقة المقاومة العراقية في الموصل وكيف واجه شعبها أشرس عدون همجي بربري ، وقد ظهر واضحا ان الرواية قدمت نموذج الفحولة والذكورية مثما اثارها الناقد الكبير المرحوم جبرا ابراهيم جبرا في رواياته.

من جهته قال الصحفي والكاتب الاعلامي حامد شهاب ضمن كلمته عن رواية الاستاذ أمجد توفيق أن بإمكان الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق او اتحاد الادباء في نينوى أن يهتم بإصدار الطبعة الثانية من تلك الرواية باسلوب تصميمي وطباعي أكثر تميزا وإثارة ، مشيرا الى ان عنوان الرواية يستحق أن تكتب حروفه من الذهب ، لكونها تعد الرواية العراقية الاولى التي استعرضت مرحلة مهمة من تاريخ العراق وعاصرت إحتلالين في آن واحد وهما : الاحتلال الامريكي واحتلال داعش ، وعايشت احداثها ، وهي تستحق ان تدعم من كل الجهات الثقافية والنقابية ، كونها عملا ابداعيا فريدا من نوعه ، ولها دلالاتها التاريخية والادبية الكبيرة.

ثم قدم الروائي الأستاذ أمجد توفيق قبل ان يتم تكريمه بدرع الجواهري للابداع سردا لمضامين الرواية ، واهمية ظهور رواية الساخر العظيم ودلالاتها الرمزية ، مشيرا الى ان الروائي هو أشبه بفيضان داخلي لايعترف بالسدود وهو يمتلك حرية اكبر في الحركة لسرد احداث الرواية ووقائعها وهو لايهمه ان كان قد خرق حدودا او قوانين لانه ليس من حق أحد ان يضع حواجز أمام بحور الابداع وهو متدفق الجريان ولا يعرف التوقف في صيرورته في مواجهة تحديات الحياة.

وختم الاستاذ أمجد توفيق كلمته بالقول أن المبدع هو الاكثر حرية وحركية وهو يعد نفسه أحد الآلهة وهو له مملكته الخاصة التي يؤمن بها وهو غير معني بالالتزام بالقوانين وما يوضع امامه من عراقيل او سدود تعيق ابداعه العقلي والمعرفي.

إتحاد الادباء والكتاب يكرم الروائي أمجد توفيق بدرع الإبداع

وفي ختام الإحتفالية قدم الاستاذ ناجح المعموري رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق هدية الاتحاد للروائي الاستاذ أمجد توفيق ، وهي (درع الابداع) ، تكريما لما قدمه هذا الروائي من اعمال أدبية ابداعية نالت تقدير وثناء كل مثقفي العراق ونخبه، ثم أثنى الروائي الاستاذ أمجد توفيق على مبادرة الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق بتكريمه ، وقدم الشكر للجميع على حضورهم وما قدمه السادة النقاد والحضور من اراء سديدة ، عن المنجز الابداعي لرواية (الساخر العظيم) عبرت عن مواقف مشرفة تعد بالنسبة له شهادة كبيرة بأن الرجل يستحق كل التقدير والثناء على اعماله الابداعية وهي كثيرة.

أحدث المقالات