18 ديسمبر، 2024 8:00 م

درس مدرسي يومي على أنغام الباعة الجوالين

درس مدرسي يومي على أنغام الباعة الجوالين

تحت تأثيرات الأغاني التطريبية التي أطلقها بائع المرطبات الجوال (هاي الموطا الموطا ، برد برد، هاي الموطا أم الالوان..الخ )؛ أصيب التلاميذ بالشرود الذهني مما جعلهم يسبحون في عالم الأطفال الجميل دون اكتراث للمعلم الذي انتظر حتى تمر العاصفة. هكذا هو حال اغلب المدارس، ولاسيما في المناطق الشعبية حيث يعاني اغلب المعلمين والمدرسين من الضوضاء التي يحدثها بائعو الغاز والفواكه والخضروات وماء RO والعتيق وشعربنات والمرطبات، وعلى الملاكات التعليمية تحدي هذا الإزعاج اليومي، والتكيف معه، والتغلب عليه ان استطاعوا لذلك سبيلا.
المشكلة أن هؤلاء المزعجين لا يحلو لهم ممارسة رفع أصواتهم، وإعلان عن بضاعتهم ألا عندما يكون المعلم في ذرة الاندماج التعليمي،ومحاولين تبديد صفو هذا الحماس التدريسي الذي أما عليه أن يستمر تحت وطئة المنافسة الصوتية أو التوقف والانتظار حتى يرحل هؤلاء لمدة من زمن. وهناك طامة كبرى وهي أن سلسلة الباعة لا تنقطع، فما أن يعلن احدهم عن بضاعته حتى يصاب الآخر بالعدوى لدرجة أن بعضهم يصاب بهستريا تزاحم الأصوات، واستخدام المكبرات عندما يلقي منافسان من نفس الصنف حيث يبادر كل واحد منهم إلى عرض بضاعته وصفاتها الكثير، وربما تشتعل حرب الأصوات عندما يدخل احدهم منطقة نفوذ أخرى حيث يكثر الصراخ والوعيد، وقد يتطور الأمر إلى الاشتباك بالأيدي. كل هذه المنغصات اليومية بعض من الشريط اليومي الذي على الأسرة التربوي التعامل معها،والتكيف عليها، والعمل قدر الإمكان على تقليل بعض آثارها الواضحة على الطلبة وتشويش أذهانهم والسرح بهم في عوالم أخرى خارج نطاق غرفة الصف ،وأحياناً يتفاعل بعض الطلبة مع أنغام الباعة دون إرادة وشعور .
في الوقت الحالي لا يمكن تجاوز هذه المشكلة التي تأرق الملاكات التدريسية، لان اغلب المدارس تقع ضمن المناطق السكنية، وغير بعيدة بالمسافة كافية عن شارع الإزعاج، وعلى هذه الملاكات التأقلم مع المشكلة بنوع من الواقعية حتى يحدث الله لهم مخرجا من هذا الدخيل الذي لا يمكن غلق الباب بوجه، ومنع فضوله من دخول الصفوف الدراسية.