18 ديسمبر، 2024 9:04 م

دراسة نقدية ذرائعية في المجموعة القصصية سنوات العمر الهاربة

دراسة نقدية ذرائعية في المجموعة القصصية سنوات العمر الهاربة

الأدب عراب للمجتمع… فعندما نتمعن بتلك المفردات نجد انفسنا ملزمين بقنوانين أدبية خاصة ونحن نعيش وسط مجتمع يمتلك موروثا من العادات والتقاليد الى جانب الثيمة الأسلامية بشكلها العام التي تضمن للاخلاق و الامانة سلوكياتها بان تكون حارس لما يكتب او ينقل من حالات وظواهر سلبية كانت ام إيجابية واقع حال ام خيال… فلكل نص أدبي يحمل على اكتاف كاتبه موروثات قد تكون شاهدها او سمعها او عاصرها او خالطها في مسيرة حياته بكل تقلبتاها بحلوها ومرها بحزنها وفرحها… حتى تكاد تصبح خزينا و موروثا في ذاكرة ونفس الاديب، الأديب الذي يمتلك ملكة وموهبة صياغة كل الاحداث في مجتمعه التي عاصرها او تداخلت دون إرادته بشكل يكاد يكون زفير لرئة متخمة بالضيق، فخرجت على شكل سرد روائي او مجاميع قصصية او روايه او شعر… وحين تعرضت الى قراءة المجموعة القصصية للاديب عبد الرزاق الغالبي سنوات العمر الهاربة وقفت طويلا امام العنوان، و وقفت اطول في تخوفي من الكتابة عنها
اولا: لاني لست ناقدا بارعالكني قارء جيد في الغوص الى عمق النصوص الادبية وكشف الوجه او الوجوه التي ترتديها تلك التي طمسها احيانا او غمرها الكاتب بوجه مستعار او ثيمة معينة او ألبسها ثوب الاستهزاء او السخرية او جعلها محاكاة نفسية لكثير من الشخوص التي تلبسته وكانت مؤثرة في حياته التي مر بها منذ أن لبس المجتمع عبارة يختبيء بداخلها احداث لا يمكنه ان يغيرها حتى و إن استطاع إلا حين يسمح له و بحدود فكانت قصص عبد الرزاق الغالبي مثخنة بالأنسة والرمزية و التهكم والسخرية، فجاءت تحمل جمال و إنعكاس الموروث الثقافي و المعرفي لدى الغالبي.. فلو دخلنا الى البؤرة العامة: نصوص مجموعة سنوات العمر الهاربة التي تحتوي على ثيمة ثابتة تخص ملفيات احداث حياة الاديب إنطلاقا عما شاهده وسمعه وركب عناوينه فكانت عناوين قصصه بوابات لمدلولات كثيرة و متعددة في سرد معاناة الإنسان في ظل نظام نثر القيود بشكل وهم يتحرك بين العامة على انه حقيقة.
البؤرة الخاصة: كتب الغالبي معاناة و صور حياته الشخصية من خلال التماس و المواجهة في نقد سلبيات المجتمع سواء بسخرية ام بشكل مباشر منقدا حقيقة الانسان في مجتمع متناقض الظروف فحتى عناوينه القصصية بحد ذاتها قصة متكاملة فلو اخذنا كمثال نزيف الالوان او الجحيم الارضي او جروح لن تندمل نجدها صرخة في وجه الظلم و الاستبداد كأنها انعكاس عن معاناة ليس كاتب او شخص واحد بل هي اصوات عديدة فمن من اهل بيئته لم يحمل معاناة و وجع المعاناة او الجراح او الجحيم… أن موروتات البيئة والمجتمع الذي عاش فيه الكاتب جسده معارضا إياه من خلال قصصه القصيرة سواء من ويلا حروب او حصار او أو مرض.
الخلفية الاخلاقية:
جميع النصوص الادبية الرصينة عليها ان تتحلى بالاخلاق، على ان تتخذها خط مستقيم لا ميول فيه لأنها تعكس اخلاق بيئة او مجتمع… و لأن الاديب او القاص صورة ناقلة بشكل رفيع المستوى فكان لزاما ان يتخذ من الخط الاخلاقي خلفية لسرد ما يواجهه من آراء مجتمع تختلف اذواقه الى جانب رأي النقاد، كما ان الالتزام الاخلاقي يخضع لقوانين و مقومات، لأنها في رأيي هي المكيال في كفتي الميزان لمعنى الرقيب الحقيقي لما يكتبه القاص او الروائي او الشاعر وهذا ما سار عليه الغالبي في مجموعته سنوات العمر الهاربة…
المستوى البصري: إن موضوع إخراج نصوص أدبية تحت مسمى او عنوان يكون اصعب في بعض الاحيان من طرح العنوان على غلاف كتاب… لأن العنوان هو المحاكاة الخارجية الداخلية للرواية او المجموعة او حتى القصيدة الشعرية… فعنوان مجموعة الاديب الغالبي اجدها اشبة بمذكرات يومية او مشاهدات أو مشاركات عاصرها الكاتب وبقيت هاربة في مكنون خزين ذاكرته إلى ان أحاطها بوهج ينم عن اكتمال نضوجه الفكري والثقافي والادبي فسردها بشكل ينم عن جمالية الحروف التي صاغها والصور التي طبعها في ذهن القاريء اشبعها اي الصور ألما و وجع ضرب على اوتار حساسة كان هو اول من سمع آهاتها و نقدها ورفضا لواقع الحياة في مجتمع تخبطته الدكتاتورية او العنف السادي وجعل من ثيمة المجتمع الخوف من المجهول
العنوان:
سنوات العمر الهاربة.. هو دلالة واضحة على ما يشعر به الاديب سواء من ندم او حسرة او عدم قدرة على تغيير واقع مرير لم يكن لديه الحق في ابداء الرأي برموزه او عناوين السلطة او النظام الحاكم؟؟؟ فكانت كل سنوات حياته هاربة إما خوفا او تفاديا لشي يتربص بوجه عين او آذان مندسة تلتقط ما لا يعنيه ليكون سود لجلاد او نهاية تلك السنوات التي قضت ان تكون شاهد عيان هارب..
الغلاف:
كعتبة نصية كان مدروسا بعناية حين استخدم الرسم الإيحائي للغلاف على شكل شخص يسير نحو المجهول هاربا الى حيث لا يعلك و تلك الاشجار باللون الاسود التي عكست الحزن و الضياع الغير مثمر الى جانب خيال من يمكن ان تكون الهجيع الانثوي الذي يرغب ان يسكن إليه لكن سنواته الهاربة لا تمكنه بأن يستقر في كتابعة حياته بالشكل اطبيعي إن العنوان اخذ خطه الشكل المتوازي مع جميع النصوص التي كتبها الاديب الغالبي و سارا معا دون ان يتضاربان رغم أن كل منهما يفضح واقعا كان يعيشه بهستيريا الخوف و الرعب، تكاد ما إن كادت بالفعل تحمل ثييمة واحدة رغم ان تعدد الثيمات يعني تعدد النصوص و قد يكون النص يحمل اكثر من ثيمة واحدة لكن يبدو الغالبي له رأي آخر في مجموعته التي كانت سردا لا يمله القاريء، لأنها إنعكاس لمعناة مجتمع و أفراد خاضوا تلك السنوات الهاربة من أعمارهم عنوة دون إرادتهم فكان الغالبي بمجموعته ناقلا وشاهد عيان حقيقي لمعاناة بلد وشعب بأكمله، فجاءت مجموعة سنوات العمر الهاربة بإيحاء مدلول ذرائعي في حقبة زمنية واقعها حقيقي ومر.
الدلالة الذرائعية عند الغالبي..
كل الدلالات التي عكسها الغالبي في مجموعته كانت تعبيرا ذاتيا عن رفضه للواقع الذي يعيش بداخله وتجسده سلطة ونظام حاكم مستبد… فجل رموز شخصياته هي من الشريحة التي تعرضت للإضطها من قبل السلطة حتى المثقفة منها فكانت عناوين قصصه المدخل الذرائعي في نقده ظاهرة ما او حالة سلبية كما ذكرت مسبقا بسخرية او على لسان اشياء قام بأنسنتها وقالها عن لسانها ألبسها ثوب الرافض لواقع إنساني بشكل يخدم المراد من الدلالت التي أراد ان يوصلها الى المتلقي سواء كان لأن الدلالة توصلك الى المدلوك بإعتبارها الوعاء الذي ينقل المعلومة من العالم الخارجي الى العالم الداخلي او العكس كي يوصل المعنى، لقد امتاز الغالبي في رأيي بحرفة تفكيك المفردة ثم اعاد تركيبها بشكل يتوائم مع ما يريده مما اعطى جمالية للنص يتفرد عن النص الذي قبله او بعده وهنا لا اريد ان استشهد بجزء من نصوصه لأنها و هذه حقيقة تفردت بها سنوات العمر الهاربة أنها نصوص جرت على مجتمع في وطن بأكمله، إن التعرض لقراءة مجموعة سنوات العمر الهاربة يكشف حقيقة ما عاناه المؤلف الذي سرد سنواته بالعناوين قبل ان يروي مشاهداته او ممارساته الحياتة سواء حين دخل سلك التعليم او حين أدى الخدمة الالزامية او كل ما كان يشاهده ويسمعه يلتقطه بكاميرا ذاكرته التي لا تنضب في فتح صنبور رفضه للواقع رغم أنها كتبت بإرهاصات مؤلمة.
الجانب اللساني:
الواقع ولكثر ما زخرت به ثقافة الكاتب انعكست على الجمل التي صاغها في مجموعته، فحين يكتب يتجرد من شخصية الغالبي الحقيقية ويكتب لسان حال الشخصية التي يريد لها ان تعبر و تثور على الواقع مع العلم انهما وجهان لعملة واحدة لكن الهروب الى الحاكي او السارد هو انفلات من الوعي الى اللاوعي بإرادته… خوفا من محاسبة السلطة ودرءا للعقاب… فمن يجرؤ على نقد السلطة او الكتابة عن سلبياتها

الجنس الادبي:
اعتقد انه ينضوي تحت عنوان الميتا سرد ( وقد عرَّفهُ ويليام غاس بأنه «القص الذي يجذب الانتباه إلى نفسه، كونه صنعة ليطرح أسئلة عن العلاقة بين القص والواقع» وهذا فعلا ما تجسده قصص الغالبي منذ القصة الاولى حتى النهاية
الجمال:
إمتازت سنوات العمر الهاربة في جمالة الوصف من خلال انتقاء المفردات المدروسة حتى وإن كان بعضها كتب باللهجةالدارجة العراقية تمسلا وتعبيرا مدى تعلق الاديب في بيئته التي يعيش فيها بمفهوم حب الوطن و الانتماء لجذوره كما انه يستخدم عنصر المفاجأة في وضع حد لنهاية القصة التي يكتبها في بعضها جعل النهاية مفتوحة و قد أجاد في ذلك فالمعاناة والهروب من الواقع ديدن لا ينتهي ما دام هناك سلطة جائرة وحقوق مسلوبة و زنازين وافواه ملجمة عن الجهر و قول الحقيقة، إن من روعة الادب الواقعي ان المتلقي يتلمس حقيقة الاحاسيس والمشاعر و مصداقيته في نقل معاناة بلد و مجتمع كامل بمختلف اطيافه سواء الذين يقطنون بيوت الصفيح او الذي ظنوا انهم تدعوا جسر الاضطهاد من خلال انهم مثقفون فلا حصن من يد الجلاد… ان قصة جروح لا تندمل خير دليل على انها تركت الاثر الكبير على معاناة شعب كامل ويلات الحروب القتلى النعوش الجثامين…. كلها واقع شاهده الكاتب ولامسه عن قرب من بيئته رغم رفضه لكل السلبيات لكنه مجبر ان يسايرها و يزامنها..
السخرية :
لجأ الغالبي لأسلوب السخرية من الواقع بعرض المبكي الى مفرح هربا من شدة الضرب المبرح لواقع يعيشه… اعتبر ذلك مبادرة الهروب الى الداخل فكل انسان لديه عالم يهرب إليه سواء بالوحدة او الحزن السخرية فحينما لا نستطيع تغيير الواقع نسخر منه إشباع لنفس عاجزة ان تغير واقها وهذا الاسلوب مزجه الغالبي في العديد من قصصه في هذه المجموعة والتي اعتبره عنوان آخر يضيفه مادة لنقد و رفض المؤثرات التي انهرصت في قولبة شخصيته التي هو عليها اي الرافضة للإضطهاد المعلنة انه يرفض واقع اي جريمة تقوم بها السلطة ضد اي انسان … كما سخريته من الواقع قادته الى التهكم بشكل اضاف الى النص جمالية الإيحاء وبينت ذكاء الاديب ايضا في توزيع المدلولات بشكل يمكن للمتلقى ان يلامسها مثل واقع عاشه هو..
إن سنوات العمر الهاربة لا يمكن وضعها في زمكانية محددة حيث انها تمثل واقعا في اي بلد او مكان سواء اوربي او غربي او عربي… فالسلطة الجائرة توزع ادوار تعاملاتها القمعية بإسلوب متشابه فيما بينها و الاختلاف آلية التطبيق والاسلوب المبتكر في طريقة صنع فزاعة ينام عليها الفرد وهو مرتعد الفرائص إضافة الى جلادين تابعين لتلك السلطة… نجح الغلبي في عدم تحديد الزمكانية رغم انالحقبة التي طرح مشروعه القصصي عنها زالت لكن الاسلوب الذي استخدمه لا زالت يتطور مع كل حقبة زانية او مكانية ما دام هناك سلطة جائرة سواء في الحاضر او المستقبل.
الرمزية:
استخدم الاديب الغالبي في كتابة اغلب قصصه على الرمزية بشكل واع استفرد به حيث جعلها ماتعة سهلة القبول عند المتلقي و بسخرية رغم ألمها و شدة و جعها، و ذلك تعبيرا عن حالة شاهدها او سمع عنها او عايشها البعض منها اظهر التعاطف معها لانه تعني بيئته التي نهل منها كل موروثاته الفكرية والثقافية… انطلت بالنتيجة على سلوكياته في تشفير بعض المفردات او الجمل لانه لا يزال يشعر انه في سنوات عمره الهاربة شمل ذلك انواع الرموز الشائعة بالمجاز والاستعارة بالاضافة الى الرمز التقني حيث وظف السرد بإتجاه الظلم الذي شاع في حقبة سنوات عمره الهابة منه بإرادته و رغما عنه أيضا..

المعاناة عن عبد الرزاق الغالبي :
ظهرت جلية في اغلب قصصه التي كتبها بعناوين كما ذكرت هي بحد ذاته قصة اوجز من خلالها معاناة افراد مجتمع خالطه عن قرب ومورس عليه الطرق بمطرقة دون سندان فالغرض كان وضع عناوين خوف ترعب من تسول نفسه ان ينتقد السلطة او الواقع الذي يعيش فتجسدت معاناته بشكل مسلسل الجمسع يتابعه و غن لم يتابعه ذهب كي يشعد احداثه عن السارد بنفسه بواقعية الالم والجروح التي لم تندمل
تمرس الغالبي و هذا رأيي من خلال ما قرأئته أنه استحصل على براءة اختراع في مناجاة النفس البشرية من خلال طرح معاناته النفسية و الشخصية انعكاس لتجربة مجتمع شملته نفس المعاناة بتركيباتها التي يرفضونه لكنهم مجبرين على تقبله لأن عكس ذلك يعني الموت و الرقص على الجراح أفضل من الرقص على الموت… استطاع الغالبي ان يجسد حقبة عاشها بنفسه مرآة حقيقية لافراد مجتمع بمختلف شرائحة و طبقيته واضعا الضمير الذي يكتب من خلاله وازع حقيقي لواقعية الحدث الذي جسده في قصصه الاربع والثلاثين… و برأيي ايضا اجاد فتحة مجموعته بقصة الوهم ليعبد طريقه هربا من الواقع بذلك لاعنوان بعد ان اعتبر كل ما عاناه وهم عله يستفيق ليجده كذلك ليعود و يستقر بعد تلك السنوات من الهروب,,
ان الغالبي استطاع عصرنة السرد حيث جعله يسير متوازيا مع التقدم التكنلوجي و الانساني حيث استخدم علميته النقدية في ممارسة اسلوب كتابة تفرد فيه وهذا ما يجعلني اطرح سؤال هل يمكن ان يكون الاديب و الكاتب ناقدا ؟ ام هل يكون الناقد أديبا اي قاص وروائي؟ أظن ذلك يمكن إذا ما طرح الاديب بالات نفسه الى القدرة على الالمام بالنقد العلمي باسلوب الذرائعي واعتقد بذلك يتخطى عتبة النقد الانشائي الذي استحلبناه من الغرب.. إننا الان على ابواب جديدة متغيرة بتغير اللغة التكنلوجية تحاكي المستقبل بواقع من الماضي الى الحاضر فكل ما نقراه بصيغة الماض هو مستقبل حاصل في زمن النشأة الاولى و الخلق الاول…
المستوى النفسي:
حين يقرأ المتلقي هذه القصص القصيرة يجد ان سيكلوجية القص تسير وفق مستوى نفسي مدرك لما يكتبه غير مبتعد عن طرح رأيه بسخرية العلم بالحدث تاركا بصمته برفضه السلوكيات والممارسات التي تجسدها السلطة، ذلك الرفض هو ما عكسه بسرده بشكل لاذع و آخر بإستهزاء وسخرية كسلوك نفسي لشخصية متكررة لصورة في بيئة او مجتمع محيطه لا يتغير كونه احاطها اي نفسه باسوار شائكة، لكنه اخترق الخوف النفسي و الارهاب و طرح رايه و مشاهداته عناوين و قصص اجاد تلوينها رغم ان الالوان قد نزفت نتيجة ما عاصرته من تحديات… فباتت كل عناوين قصصة محفزات لرفض واقع جسدته الشخوص التي كتب شخصياتها بأبعادها السلوكية والنفسية.
الخلاصة:
إن مجموعة سنوات العمر الهاربة هي مجموعة قصصية واكب احداثها كل م قرأها فلابد و اكاد أجزم على ذلك ان هناك من شاهدا وعاشها كما صاغها الغالبي بقلمه… اعتبر هذه المجموعة سيرة ذاتية مر كاتبها على ابواب سنين عمره الذي طرق ابوابه بمراحل عمرية مختلفة سواء الطفولة او الصبا او الشباب حتى بعد ان ركب جواد تمكن من الامساك بلجام ادواته المعرفية والثقافية وراح يضرب بمهماز قلمه تلك المشاهدات التي فرك انفسها بإرادته و رغما عنه كي يجعلها تعطس نفحة جديدة للحياة… إنها موروث لحقبة صعبة و مرة على الكثير موثقة دون زمكانية وإن تلمس القارئ عناوين تلك الفترة او الحقبة بمعايشته لاحداث مشابهة لها…لا يمكنني وضعها في مكان القص وحده او الحكايا او السرد… فسنوات العمر الهاربة كلها تشترك في تلك العناوين بشكل او بلآخر … حملت رسائل موثقة بشاهد عيان اطلق لنفسه الهروب ليعيش سناوته هاربا الى الداخل و لا انسى ان قصصه تميزت بالتكثيف والاختزال كما انها تبين مهارة الكاتب في تلخيص تلك السنوات …
القاص والكاتب/ عبد الجبار الحمدي