22 ديسمبر، 2024 8:21 م

دراسة في سلسلة  التفجيرات الانتحارية التي تضرب مدن العراق وتركيا ..

دراسة في سلسلة  التفجيرات الانتحارية التي تضرب مدن العراق وتركيا ..

بالرغم من كل الاجراءات الأمنية ينشط تنظيم داعش في كل من العراق وتركيا لايصال رسالة الى العالم بانه مازال يحتفظ بالكثير من قوته وهو قادر على تسديد ضرباته في الوقت والمكان المناسب !
منطقيا ليس بالمعقول ان تعجز قوى الشرق والغرب لمقاتلة مجموعة ارهابية حتى لو كان تعدادها عشرات الآلاف ؟! فلابد ان تكون هنالك أسباب أخرى تقف وراء قوة هذا التنظيم وتتحكم بخيوط اللعبة ..
يعلم الجميع ان أهم أسباب قوة هذا التنظيم تكمن في الخطة الامريكية التي بدأت مبكرا بتجميع الارهابيين في افغانستان تحت مسمى المجاهدين لمقاتلة المحتل السوفيتي والذي أصبح بعد ذلك اليد الضاربة للسي آي أي في تنفيذ مخططاته المستقبلية ؟ ومن السذاجة ان نعتقد بوجود ربيع عربي ذاتي لا تحركه وتدعمه أيادي خارجية ؟ وان ما يحدث اليوم في العراق وتركيا جزء من هذا المخطط الامريكي الذي اكتملت خيوطه باحتلال الموصل والوصول الى توريط أردوغان الحالم بعودة الخلافة العثمانية بانه الحاكم السني الأكثر انسجاما وارتباطا بالمجاهدين والمقاتلين والتنظيم الدولي لحركة الأخوان المسلمين ؟ وبهذه الطريقة استغفلت تركيا بعد أن تعاظم اقتصادها و قوتها لتدخل في الدول العشرة الأقوى عالميا !! وهذا ما شكل خطرا مباشرا على العالم والاتحاد الاوربي الذي أراد التخلص والى الأبد من دخول تركيا المسلمة في مجموعته ! لذا جاء الدور على الربيع التركي الذي بدأ بالسماح لاردوغان بشن الحرب على سورية و غض الطرف عن في فتح ممراته الهوائية والارضية لاستقبال اعتى وحوش الارض بعد ايهام الامريكان والاوربين لاردوغان بانهم يشتركون معه في نفس الهدف ؟! وبالفعل بدأ السيناريو في تحريك الشارع السوري ليتحول من سلمية الى اسقاط النظام !! فجأة يتغير مسار اسقاط  النظام في سوريا الى اسقاط  نظام حزب العدالة والتنمية وزعيمه أردوغان في الانقلاب العسكري الفاشل الذي أعلن قادة الانقلاب في ساعاته الأولى بانهم سيغلقون الحدود مع سوريا ولن يسمحوا بعبور الارهابيين بعد نجاح الانقلاب !! هنا أدرك المغفل أردوغان انه بلع الطعم للخلاص منه في (لعبة الربيع التركي) لولا مساعدة الايرانيين والروس له ، وأخيرا استطاع اردوغان استيعاب اللعبة  ليعود الى رشده بعد ان أشرفت اللعبة على نهايتها وبعد خراب تركيا والعراق وسوريا ! ليعترف اليوم رئيس وزرائه علي يلديريم بانه سيزور العراق لتصفير الخلافات وان وجود الارهابيين في العراق وسوريا هو خطر مباشر على تركيا !
تولد شعور لدى البغدادي زعيم التنظيم الارهابي بانه هو الآخر في خطر وان تركيا تخلت عنه بعد اتفاق سابق بينهم يتلخص بضمان تسهيل تصدير نفط داعش عبر تركيا في مقابل حصة كبيرة يتنازل التنظيم عنها لتركيا اضافة الى اتفاق أمني غيرمعلن يتعهد فيه الطرفان بحماية الآخر وعدم تنفيذ عمليات ارهابية داخل تركيا ومساعدة الأتراك في السيطرة على الشريط الحدودي في مقاتلة الكرد وتهجيرهم من مدنهم وقراهم السورية لانشاء المنطقة الآمنة  وتسهيل عبور السلاح والارهابيين القادمين من كافة دول العالم عبر تركيا .. وبعد خراب المنطقة اتضح لاردوغان ان دولة الخلافة التي أسسها البغدادي بدأت تتعاظم واستطاع الأخير استقطاب عدد كبير من الشباب التركي على حساب حلم الأخير بعودة العثمانية ! وانقلب السحر على الساحر لتتذوق تركيا الخوف والرعب الذي تسببت فيه في كل من العراق وسوريا  !!
اذن هي حالة من الصحوة والانتقام لدى جميع الأطراف فمن جهة يشعر البغدادي بخسارة الموصل وانتهاء حلم دولة الخلافة ومن جهة أخرى تشعر تركيا بان حلف الناتو غدر بها واستغفلها وتركها وحيدة واخذ يساومها على الشريط الحدودي بعد ان وعدها بابتلاع حلب وضمها الى تركيا .. وهذا يعني خروج تركيا بعد 5 أعوام من الحرب بتراجع الاقتصاد التركي و انخفاض في سعر الليرة  وتدهور الاوضاع الامنية في البلاد وتراجع ثقة المستهلكين وهروب المستثمرين وتفاقم المشاكل مع الدول المجاورة لتركيا وانقلاب عسكري فاشل .. هذا ماجنته تركية من مغامراتها في سوريا والعراق  !!
وبالعودة الى الاسباب التي استطاع تنظيم داعش الارهابي القيام بسلسلة تفجيرات في العراق فهي تتلخص بقوة التنظيم في الخلايا النائمة التي مازالت متواجدة في المدن المحررة اضافة الى تسلل اعداد من الارهابيين مع النازحين والفارين من الحرب واما العامل الأهم يتمثل في بقايا النظام الصدامي المنخرطين والمتصدين في العملية السياسية والذي باتوا يعرفون بالجناح السياسي لداعش ..
 علينا أن نعلم ان الولايات المتحدة وحلفائها لا يمكنهم التخلي عن هؤلاء الارهابيين بسهولة فهم أداة طيعة لتنفيذ مشاريعهم في المنطقة ، ومن غير الممكن اطلاق يد العبادي في تحرير الموصل والمناطق الأخرى دون أن يكون هنالك ثمن مقابل ؟ وعليه لا نأمل كثيرا من سرعة التحرير ويبقى الامر مشروطا  بالمواقف السياسية  لحكومة العبادي  المتوافقة مع شروط المحتل ..