23 ديسمبر، 2024 7:40 ص

دراسة في رحاب الأئمة الأطهار

دراسة في رحاب الأئمة الأطهار

ونحن نعيش في رحاب الأئمة الأطهار عليهم‌السلام أروع معالم الخلق الإلهي ، نتعطر باريج الشهادة وعبق الحرية وعنفوان الرجولة وأسمى آيات الوفاء ، وندرس سيرة من المواقف التي تحمل في ثناياها كل ضرورات الخلود ، فهم نبراس طريق ، ومنارات تقى ، وآيات مجد فإذا ما وقفنا عند عتبة تلك الأدوات نتطلع الى النظر العميق موفدين الضمائر والعقول للبحث في ثناياها
فأحياء شعائر أهل البيت عليهم السلام واستذكارها لم تكن وليد صدفة او رغبة من جهة او شخص أنما هي وليدة التراكمات العبثية التي استخدمت ضدهم من قبل ماكثة الأعلام المضلل و السلطات الجائرة ومحاولة سلب وطمس حقوقهم الدينية والشرعية وتشويه معالمهم ,وردت فعل و ثورة غوغائية, فبعد ان شعر الحكام الجائرين بالخوف من وجود ال البيت الذي شكل خطر يهدد زوال كرسي السلطة خصوصا” بعد التفاف الكثير من المسلمين حول لوائهم رغم عدم توليهم أدارة شؤون المسلمين منذ تنازل الأمام الحسن(ع) عن الخلافة لمعاوية ضمن اتفاق وحقنا لدماء المسلمين, واستمر امر عدم تسلم الخلافة إلى الأمام الحجة(عج) لكن أدراك عامة المسلمين أنهم أئمة واجب طاعتهم وهم الأحق في الحكم وخلفاء على قلوب المسلمين (وقد ذكرها الأمام الكاظم (ع) في المحاورة مع هارون الرشيد في الحج عندما قال هارون للأمام الكاظم بلغني بأنه تجمع لك الأموال ويبايعك البعض,فرد الإمام انا خليفة قلوب المسلمين وانت خليفة أجسادهم ) او كما قالوها البعض للإمام الحسين(ع) (قلوبنا معك وسيوفنا عليك) ’ أذن أحياء هذه الشعائر لها مدلولاتها الزمانية والمكانية والنفسية ولها عمق تاريخي بعيدا عن المكانية والزمانية فعندها ينعدم الوقت و يكون “صفر” ويختزل الزمان بأحياء الشعيرة “حزن او فرح” فبها يتجلى الزمن وكأنه وليد اللحظة وتعيش الناس أجوائها وتجلياتها بكل تفصيلها , ويزداد وينظم الاحتفاء بها عام بعد عام , فقد دخلت عالم السينما والمسرح وأصبحت افلام تعرض في دول غير أسلامية تحكي عمق وأهداف المعاناة التي واجهة الوريث الحقيقي للرسالة السماوية والتي جسدت تفاصيل كل معاناة الأئمة بثورة الحسين التي اغترفت من معينها ثورات العالم الإسلامي والغير أسلامي وذكرها الكثير من الشخصيات الثورية والأدبية أمثال غاندي وجيفارا وهوشي منا وجورج جرداغ وانطوان بارا المفكران المسيحيان واخرون هذا الاستذكار والاستئثار ,يكون منظومة فكرية وتاريخية يستمد منها تنظيم الحياة والعمل بسلوك الأئمة الأطهار المستمدة من اشراقة وهيبة وعلوم سماوية وسمو وعلو الأخلاق وإدارة المرحلة سياسيا واجتماعيا” فالزهد والورع ورد الإساءة بالإحسان ومساعدة الفقراء والمحتاجين بالطعام والأموال وإرشادهم وحقن الدماء ومحاربة الطغاة ونشر العلوم منهجهم الذي مارسوه خلال حياتهم إضافة الى انتمائهم الطاهر الى خاتم الأنبياء محمد (ص),ثورة الحسين التي اختزل فيها معاناة 124الف نبي والأئمة الأطهار سيطرت على الطغيان الرمزي الماضي والحاضر والمستقبل وليس طغيان يزيد وهي (ثورة) اكبر من استيعاب الكثير الذين اعتمدا على التاريخ الذي كتب على مزاج السلاطين والحكام فأنتج ثقافة يعمل بها من ينتقد هذا الانتماء بل تجاوز حدود النقد الى إلغائهم وتكفيرهم وطمس هويتهم الإسلامية والعربية والإفتاء بقتلهم, لكن إيمانهم وتمسكهم بعقيدتهم زادهم قوة فلم تثنيهم السلوكيات المنحرفة من بعض السلطات والجماعات الأخرى بل زادتهم تمسك بمبادئهم ومعتقداتهم فكلما ازداد الضغط عليهم ازداد تمسكهم ولنا في ممارسة خلفاء بني أمية وبني العباس والنظام السابق خير دليل على ذلك لكن دون جدوى, واليوم ونحن نعيش أجواء ونفحات إيمانية يسودها الحزن والأسى,ونحن نكتب البحث حدث استهداف للزائرين مرقد الأمام الكاظم في ذكرى استشهاده من قبل الإرهابيين لكن الحدث زاد من إصرار وعزيمة الزائرين وارتفاع شعاراتهم ضد الإرهاب,المهم هذه اللاءات الحمراء والترهيب لم تثني الزائرين ولا تغير منهجهم ومنهجنا في تعميق ودراسة النواحي الفلسفية عن حقيقة يراد تغيب شمسها بغربال تبادل الأدوار والتأثير وثبات الهدف المتابع لمسيرة أهل البيت يجد ان هناك سياسات متباينة تخضع للظروف انية ينتهجها أئمة أهل البيت مع المجتمع و السلطة الحاكمة فالإمام الحسن هادن والحسين قاتل والسجاد صبر والباقر والصادق احيوا العلوم والرضا شارك في الحكم وهكذا نجد تبادل وتباين الأدوار مع ثبات الهدف وهو السير على خطى رسالة جدهم المصطفى, وهذه المتغيرات تخضع لظروف البيئية وطبيعة النظام السياسي والاجتماعي عند مرحلة كل أمام, كذلك لهم وجهة نظر مبنية على معرفة مدى تأثر أتباعهم بالسلطة وإمكانية توجيههم فجد الأمام موسى الكاظم منع “صفوان الجمال” من التعاون مع الحكم العباسي في حين أعطى الضوء الأخضر” لعلي ابن يقطين” المشاركة في رحم السلطة وهذا الأمر يسري مع جميع الأئمة الأطهار,كذلك لهم من الهيبة والوقار والكياسة ودماثة الخلق التي تعلو عن الإمكانية البشرية بحيث لهم تأثير في تغير مسار وتوجه الكثير من الناس فما حدث مع “الحر الرياحي “”وجون ” في واقعة الطف في كربلاء مع الإمام الحسين ومع بشر الحافي”مع الأمام موسى الكاظم وإحداث كثيرة تثبت حقيقة هذه الاشراقة والفيض السماوي للائمة الأطهار,(وهنا لابد من الإشارة من وجود تراكمات عند هؤلاء البشر”الحر وجون وبشر وغيرهم” تؤهلهم للإيمان من عدم وجودها و ومدى قدرة عنصر الخير والشر و حسن الاختيار عندهم , اعتقد بان هناك استعداد نفسي مسبق فيما لو توفر السبب وبتوفر السبب حدث الموقف الصح من هؤلاء النخبة الخيرة) أذن علينا الاستفادة من هذه المناسبات في تحضير أنفسنا و تعليم الاجيال للعمل في نفس المنهج وانتهاج السلوك الصحيح.