23 ديسمبر، 2024 5:26 ص

دبلوماسيّة البرلمان العراقي .. والتمخّض !

دبلوماسيّة البرلمان العراقي .. والتمخّض !

المخاض المتمخّض هنا لا علاقة له بمقولة < تمخّضَ الجبلُ فوَلدَ فأراً > ! , وحيث هذه المقولة او المَثَل ليست سوى تعبير مجازيّ , فالمعضلة انها اضخم واعقد من ذلك , فأنها واقعية تقعُ على ارض الواقع , كما أنَّ هذه القضية لا تأتي منْ عضوٍ < عادي > من اعضاء مجلس النواب < العاديين > ! إنّما يُفجّرُها ” منْ قبلِ أنْ تتفجّر علينا ” النائب الأول لرئيس مجلس النوّاب , وكان يُشغِل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان , وهو الشيخ ” همام حمّودي ” , فماذا خطرَ على بال الشيّخ .! وفي هذا الوقت بالذات والذي تستعر اوزار المعارك مع الدواعش .!لقد طالبَ سماحة الشيخ أنْ تدفع اسرائيل تعويضاتٍ الى العراق عن قصفها وضربها للمفاعل النووي العراقي في   7 6 1981 مؤكداً ومشدداً على ضرورة قيام وزارة الخارجية بتفعيل هذا الطلب وايجاد آليّة لتنفيذه عبرَ ” الأمم المتحدّة ” وكأنَّ التعويضات ستأتينا هذا الأسبوع ولربما الذي بعده .!
  المسألةُ هنا لا تتعلّق بالجانب العاطفي ” المتّفق عليه اصلاً ”  ولا حتى التعمّد في افتعال وإثارة عواطف وطنية وقوميّة مفترضة لغايةٍ في نفس يعقوب او سواه ! وفي هذا الظرف السياسي المضطرب ,  فالأمر اكثر خطورة من ذلك بأضعافٍ مضاعفة .!!
  منَ الصعبِ للغاية تجاهل أنَّ العراق اطلقَ 39 صاروخ ” ارض –  ارض ” على تل ابيب ومدنٍ اخرى داخل اسرائيل في حرب 1991 < والتي جرى عرض سقوطها هناك تلفزيونيّاً وبالبثّ المباشر >  , وبالرغمِ من أنّ الأسرائيليين قد ردّوا على هذا القصف العراقي ” وربما بما هو أشدّ واعنف وسطَ تشابك وتداخل القنابل والصواريخ التي انهمرت كالأمطار على العراق من ثلاثةٍ وثلاثين دولة ” والتي يستحيل تحديد جنسية الصاروخ فيها .! ” , لكنّ القيادة الأسرائيليّة خضعت آنذاك لإيعازٍ امريكيٍّ محددّ بعدم اعلان ضرباتها المضادة على الصواريخ العراقية خشيةٍ من إثارة المشاعر القوميّه للرأي العام العربي , وملفتٌ للنظر ” وفقَ حساباتٍ اسرائيليةٍ غير منظورة ” أنّ حكومة تل ابيب آنذاك لم تطالب العراق بتعويضاتٍ عن خسائرها جرّاء الصواريخ العراقية , وهنا لو جرى فعلاً تفعيل مبادرة النائب الأول للبرلمان الشيخ حمودي عن طريق الخارجية والأمم المتحدة بطلب دفع التعويضات عن الضرر الذي اصاب المفاعل النووي , فماذا سيغدو ردّ الفعل الأسرائيلي .! اليس بوسعهم مطالبة العراق بدفع تعويضات هائلة غير معروفٍ حجمها الى الى اسرائيل .! مع الأخذ بنظر الأعتبار الدقيق أنّ بوسع الصهاينة ذِكر ايّة مبالغ خيالية يحددوها عن خسائرهم تلك , ومَنْ ذا الذي سيدقق في تلك الأرقام والأهداف التي تمّ تدميرها قبل خمسة عشر عاماً .! ومعروفٌ مدى تأثير ونفوذ اليهود على وسائل الإعلام العاالمية .!
وبقدرِ ما أنّ طلب همام حمودي محكومٌ بالفشل الذريع , وهو يدرك ذلك مسبقاً قبل غيره , ولو كانَ جادّاً فعلاً بذلك , فلماذا لمْ يستشر وزارة الخارجية ” سرّاً ” او بدونِ الإعلان عن ذلك عبر وسائل الإعلام .! , التفسير الوحيد الذي يكمن خلف وأمام ذلك هو الدعاية السياسية البائسة وغير المدروسة , ولا نقول انها من بوابة المزايدات الفاقدة لأيّ ثمن .!