عندما صرح المتحدث بإسم وزارة الخارجية الايرانية بأن نظامه ليس لديه شروط مسبقة للعودة إلى مائدة المفاوضات. فإن النظام الايراني ومن خلال هذا التصريح قد أعلن رسميا التملص من کافة التصريحات العنترية السابقة وبلعها عن طيب خاطر وبشکل خاص التصريح العنتري لوزير الخارجية عبداللهيان والذي قوبل برفض دولي واسع عندما صرح: “إذا كانت أمريكا تسعى إلى عودة إيران إلى المفاوضات، فعليها أن تفرج عما لايقل عن 10 مليار دولار من الأصول الإيرانية المجمدة في الخارج”.
عبداللهيان الذي يبدو إنه في سياق تسابق محموم مع رئيسه من حيث إطلاق التصريحات العنترية الى الحد الذي وصل في غمرة هذا التسابق الى حد أن جعل من العنتريـة نهجا في الدبلوماسية التي سيتبعها في عهده خصوصا إذا ماتذکرنا تصريحه المثير للتقزز من إنه سيسير على نهج الارهابي المقبور قاسم سليماني في السياسة الخارجية، بل وحتى إنه سعى لکي يوصل الرسالة بکل وضوح عندما قام في مٶتمر بغداد بتصرفه الاخرق حينما تجاوز حدود البروتوکولات وآداب الضيافة عندما وقف الى ترك مکانه مع وزراء الخارجية وذهب الى جانب القادة والرٶساء.
وزير الخارجية العنتري هذا يبدو إن البلدان الغربية قد ألقمته هو ودبلوماسيته ونظامه حجرا عندما واجهوه برفض شامل متکرر أشبه بسلسلة صفعات الواحدة تلو الاخرى، وهذه الصفعات أعادته ونظامه ونهجه المقزز الى الوعي بذلك التصريح”الانبطاحي”للمتحدث بإسم وزارة الخارجية والذي بلع من خلاله النظام وعبداللهيان خصوصا کل تلك التصريحات الرعناء الفارغة، إذ أن عبداللهيان ونظامه کما يبدو يتناسون أو يتجاهلون دائما الحقيقة والواقع وينسون حجمهم وقدرتهم ويتصرفون بصورة تتجاوز ذلك بکثير کالديك الرومي الذي ينفث ريشه فيتصور بأنه ليس هناك من يمکن أن يضاهيه، لکنهم کما يبدوا إصطدموا بالجدار الذ أعادهم الى حجمهم الحقيقي وفي نفس الوقت الى وعيهم.
منذ أعوام دأبت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، الى إطلاق تصريح دأبت على تکراره وهو:”نظام الملالي لايمکن أن ينفع معه أية لغة سوى لغة الحزم والصرامة”، ولو راجعنا الاحداث والتطورات التي مرت طوال العقود الاربعة المنصرمة، لوجدنا بأن هذا النظام کان يقوم بإستغلال کل التصريحات والمواقف اللينة والمتساهلة معه ويعتبرها بمثابة ضعف أمامه أو خوف منه ولذلك فإنه کان يتمادى أکثر فأکثر، ولکن وعندما کان يجري مواجهته بمواقف حازمة وصارمة لامجال فيها للمناورة والمراوغة واللعب على الحبال، فإنه سرعان ماکان ينقاد ويرضخ للأمر الواقع ويقوم برمي کافة مواقفه المتشددة جانبا!