23 ديسمبر، 2024 6:08 ص

﴿مِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ﴾، من خصائص الله في خلقه إختلافهم وليس خلافهم! الخَلْق والخُلِق, الإدراك والنزعة وطريقة التفكير، وكلما تمكن الإنسان من الإبحار في عالم الحداثة، إزدادت رؤيته وإتسعت أفاقه، وأستجمع صوراً ومفاهيم، تؤثر على ما يصدره من أحكام وأفكار.
ينشأ الخلاف من الإختلاف، إذا ما عولج الأخير بإيضاح الرؤى، وحتماً سينتج الأراء المتعددة والمنحرفة منها، بهذا الأساس تتشكل المذاهب والإنتماءات، التي تتصف فيما بينها بنسق فكري، دوافع الإختلاف متعددة، منها ما يتعلق بالضغائن وما يتعلق بالمصلحة، ومنها ما هو صحي ومقبول! وبجميع الإفتراضات لابد من المعالجة، لكي لا تنشأ مواطن الخلاف، التي تنتهي بالتطرف, والغلو, وإنكار المحيط.
السياسة على إختلاف مسمياتها، بيئة ملائمة لنمو الإختلاف، وحصد محصول الخلاف، تقاطعات وإتهامات، تنشر غسليها على حبال المجتمع، فتولد مجتمع مفكك، يشوبه الإنطواء السياسي، الذي يحدد حقوق كل مكون على حده، وبالتالي تسلب حقوق الجميع!.إذا ما تكلمنا عن الوسط السياسي العراقي، نأخذ “التحالف الوطني” مثالاً، يمكن التحدث عنه في هذا المجال، نشأ التحالف الوطني إستدراكاً للإئتلاف الوطني الموحد، فيعتبر ضرورة مرحلية لمستجدات الظروف ومقتضياتها، أعلن عنه رسميا عام (2010) وبدى قوياً فاعل، إذ يحضى بمقبولية وحضوة مرجعية، جنبته الخلاف تلك الفترة.
تأثر مواطنيه بالسياسية، مع إتساع رقعة وتعدد الأراء والأفكار داخل مكوناته، وإبتعاد بعض شخصياته المؤثرة عن المرجعية، بالإضافة للقيادة الضعيفة! جعل منه عرضة للإنقسام، وبات مجرد مسمى يستذكر ماضيه، مع ما تبقى من رجاله الملتزمين به، إرجاع الرئاسة لحلقة رابطة بين السياسية والمرجعية، قد تكون فسحة أمل، بأن مشكلة التحالف قد حُلت.
“عمار الحكيم” وما يتمتع به من كاريزما ومقبولية، مؤهل لقيادة ناجحة، تنقذ التحالف، أزمة العملية السياسة أبتدأت من أزمة التحالف الوطني، ولابد من لملمة أوراقه من جديد للنهوض بواقع الحكومة، وما يشاع من أروقة بعضهم، ليس إلا “دبابيس على سطح الماء” كون العملية السياسية مرهونة بوجود التحالف الوطني، ولازال التحالف حيً، وإن ضَعُف لن يموت.