22 ديسمبر، 2024 7:26 م

دانيال باديسلاف.. رئيس وزراء العراق القادم

دانيال باديسلاف.. رئيس وزراء العراق القادم

“دينامو سبختفيتا” الفريق الوحيد الذي يحضر مبارياته في الدوري الروماني.. متابعو كرة القدم وغير المتابعين، بإعتبار المباراة فاصلاً كوميدياً على مدى تسعين دقيقة؛ لأن دانيال باديسلاف.. حارس مرمى فريق كرة القدم في نادي “دينامو سبختفيتا” ذو كرش كبير، ويصل وزنه إلى مائة وثلاثين كيلوغرامًا.

جسامة جرم جثمانه المترهل، تسبب بنزول النادي من الدرجة الثانية الى الرابعة، عاجزاً عن طرده؛ لأن أمه أحد مالكي “دينامو سبختفيتا” وممولي فريق كرة القدم فيه!

وإذا عرف السبب بطل العجب من أستقالة اربعة مدربين إحتجاجا على دانيال ووفاة آخر جراء نوبة قلبية، وإعتزال أحدهم لعب كرة القدم نهائياً.

بدأ دانيال اللعب في خط الهجوم.. رأسَ حربةٍ، لكنه إنتقل الى حراسة المرمى؛ لعدم قدرته على مجاراة اللاعبين في الركض.

عجزه عن إستيفاء مهارة الإمساك بالكرات يضطر المدرب الى اللعب بِسبعة مدافعين وثلاثة في خط الوسط، من دون مهاجمين، مكتفياً بالذود عن عرين دانيال مدلل أمه، على حساب مكانة النادي ومستوى كرة القدم في الرياضة الرومانية!!

نشنت الوالدة الحنون فأصابت، فارضة إبنها “النغه” على الفريق والنادي والدوري الوطني، بفلوسها، التي تستعد لإقتحام الفيفا بها؛ فتعطيه الحذاء الذهبي لأفضل لاعب في العالم، والتي لم ولن يحرزها حارس مرمى قبل دانيال او بعده.

درجت العادة على أن الأمثال تضرب ولا تقاس، لكن دانيال مثال يطبق قياسيا على العراق؛ فالواقع الوظيفي في العراق يكتظ برؤساء مؤسسات أميو مهنة، تفرضهم إرادات متنفذة؛ فتنهار المؤسسة ويبقى الرئيس متربعا على الخراب…

فكم كرش غبي، في العراق، يرأس مفصلاً وظيفياً بحاجة لرشاقة ذكية، فرضته قوة خال “الجهال” أو إبن إخت “المرة” حارسا لمرمى مصالح حزبه او كتلته او… لكنه لا يمتلك الذكاء والمهنية الكافيين لإلتقاط الكرات التي تداهم مصالح الحزب الذي يمثله؛ فيعينون جدارا واقيا يتألف من جوق مدافعين، يصدون الكرات قبل أن تبلغه، يصل عددهم الى سبعين او سبعمائة او سبعة آلاف مهنيين أذكياء بإمرة غبي من خارج المهنة، تتجلى عبقريته في تمرير صفقات فاسدة ومشاريع وهمية و…

أتمنى ألا ترتقي طموحات دانيال الى أكثر من حراسة المرمى، فيزوِّر شهادة جنسية عراقية، مترشحا الى رئاسة الوزراء، وينشر شجرة عائلة مختومة من نسابة معتمد، تصل كرشه بمعن بن زائدة او إمرئ القيس او عمرو معد كرب، فيتهافت الأصلاء على إنتخابه إكراما لكرم محتده او خوفا من كيانات ترهن مصالحها بضخامة جسده وأموال الست الوالدة.