23 ديسمبر، 2024 7:14 م

داعـــش منـــا أهـــل العراق!

داعـــش منـــا أهـــل العراق!

تصوروا معي الموقف، جندي عراقي استشهد قبل ايام في صلاح الدين ،مواطنون عزل يضربون الجثة ويمثلون فيها ابشع تمثيل، والاخطر من ذلك يشجعون اطفالهم على ضرب جثة الجندي الشهيد، ليس لذنب ارتكبه سوى أنه يختلف مذهبياً، يعني ذلك أن الطائفية بلغت الحلقوم، يرسخ هذا القول الاحاديث الطائفية المنتشرة هذه الايام بين الاطفال عن بعض القضايا الدينية التأريخية التي لها اثار طائفية، مشكلتنا الاساسية أن الوطن. 

لم تمطر السماء على العراق دواعشاً، ولم تنبتهم الارض ولم يتطايروا مع الهواء ولم ياتوا جميعهم من خلف الحدود، داعش منا نحـن العراقيون هذه الحقيقة المرة التي يُصعب فهمها أو تفهمها أو تقبلها،فنحن الذين صناعنها بعد أن تفشى الفكر الطائفي فيما بيننا بعد أن بدأنا نحدد علاقتنا على الاسس المذهبية،داعش ليست سنية ولاشيعية ولاكردية لكنها عراقية صُنعت في مصنع التطرف والتشدد الديني وبرعاية أقليمية، ستبقى مادام الفكر الشعبي يسبح في الفضاء الطائفي، مادام سياسيونا ينجرون وراء انفعالية الشارع ولايسعون إلى التهدئة بل تعمل على العكس من ذلك تماما وهو تصـدير أزماتها إلى الشارع .

 من الضروري التذكير أن داعش وجماعتها وأخواتها لاصديق لها ولا حليف وستقطع رؤوس الجميع أن بلغت الحكم والسلطة، يخطأ من يعتقد أن داعش تستهدف الشيعة فحسب، وأن السنة في آمان من شرها بل كما تشاهدونها اليوم تستهدف كل من يخالفها أو يتقاطع معها .

البعض ينمو في عقولهم داعش الفكر و الاقصاء والتهميش و تكميم الافواه وهي تشكيلة اساسية لداعش قتل الانسان او داعش الاصلية التي تفوح جرائمها هذه الايام ، النمو الداعشي في العقل العراقي يشهد ربعية وشهره العسل بسبب الافكار الضالة والسيئة التي تدخل علينا بقوة نتيجة للفهم الخاطئ للفكر الديني فضلا عن انتعاش حركة رجال طائفيين تولوا المسؤولية والامامة في المساجد والحسينيات على حساب رجال الدين الاصلاء الذين ترك بعضهم الساحة خوفاً وتخوفاً من بطش داعش.

المصالحة الدينية خير وافضل من المصالحة السياسية، وطي صفحة الماضي الديني والتفكير بالحاضر والمستقبل واقع لابد أن نسلكه جميعا في العراق، لامجال امام السنة والشيعة والاكراد سوى الحوار والتفكير معا ًبمستقبل العراق الذي سيضيع ويتحول إلى سراب لو بقى الحال على ماهو عليه الان..الخلافات المذهبية المطرزة بالسياسية ستحول العراق إلى مقبرة بلا مقابر أو إلى سجن بلا قضبان..لاتنسوا أن العراق أكبر منا جميعا،اتمنى أن لايكتب التأريخ يوما ان داعش ولدت في العراق ويصبح لسان حالنا داعش منا اهل العراق! .