19 ديسمبر، 2024 4:15 ص

بعد شارلي ايبدو في فرنسا داعش يستعد لغزو المريخ …..
المجزرة المروعة التي حدثت في صحيفة شارلي ايبدو في باريس والتي كانت حصيلتها مقتل بعض الصحفيين ورسامي الكاريكاتيرادت الى نشوء حالة من الفوضى الفكرية والانسانية والسياسية في فرنسا فلقد ادى هذا الحادث الى تصدع الفكر الحر في عقل المواطن الفرنسي وبالتالي اثربشكل مباشر على زعزعة الاستقرار في المجتمع الفرنسي وجعلت موازين السياسة تتدحرج بين قيم ومبادىء الثورة والجمهورية الفرنسية …..
وبما ان الحضارة الاوروبية نموذج حي للترابط الروحي بين مواطنيها وحكوماتها وانظمتها فهذا ادى الى نشوء حالة من الذعر والخوف والهلع في كل اصقاع اوروبا والسبب يكمن في الارهاب …..
فما حدث في باريس مؤشر خطير جدا على تصاعد موجة الارهاب في كل اصقاع العالم لأن الارهاب وسيلة من وسائل القمع والترهيب والتخريب فأذا ما كانت الديكتاتورية كمصطلح تعبر عن نفسها على انها اداة لتنفيذ معادلة الحديد والنار تخطط وتنظم وتدير الانظمة الفاسدة والشعوب المضطهدة فأن الارهاب كمصطلح يعتبر الاب الروحي والمؤسس الشرعي لكل الديكتاتوريات التي حكمت الارض في ازمنة معينة …..
فأحيانا تملك الديكتاتورية في معادلتها نكهة للديمقراطية المزيفة وتستطيع من خلالها الوصول الى اهدافها لكي تضفي نوعا من الاستقرار الانساني في عقول المجتمعات البطيئة النمو فكريا لكن الارهاب لا يمكن وضع معادلة له سوى انه محصلة نهائية لكل الاحداث المأساوية التي حدثت في التأريخ القديم والحديث …..
فالحرب العالمية الاولى والثانية ادت الى خسارة البشرية ملايين البشر اضافة الى ضياع وتلف وانهيار البنية التحتية لأمم وشعوب بأكملها لكنها تبقى حروبا كانت تحمل في جعبتها عوامل واسباب ادت الى نشوبها وبالتالي تفرقت ما بين الامم والشعوب قيم ومبادىء ومعتقدات خاصة بها بل انفردت بعضها بنهجها وبشريعتها للوصول الى غاياتها لكن مشكلة الارهاب تكمن في عدم امتلاكها مبادىء وقيم ومعتقدات ولا يمكن التنبؤ بنهجها بشريعتها لأنها وجدت من العدم واللاشيء …..
فقضية الارهاب جدا شائكة ومعقدة لأنها تهدد البشرية لذا لا جدوى من الحلول الفكرية والفلسفية لمواجهة هذا الفك المفترس الذي يملك انيابا تخترق جدران كل الديكتاتوريات التي حكمت الارض يبقى هنالك الحل الامثل الا وهو مواجهة الارهاب بالحديد والنار اي بمعنى استعمال كل الوسائل المتاحة وبأي شكل من الاشكال للقضاء على الارهاب من العصب الى الجذر …..
فحضارة الغرب تملك مفاتيح كل شيء فهي حضارة متميزة ومثالية بكافة اشكالها لكن تبقى الانظمة السياسية التي تحكم الغرب بطيئة في اتخاذ القرارات المصيرية والحجة هي انها نظم حرة وديمقراطية هذا من الناحية النظرية وتستحق ان تكتب بالخط العريض على واجهات ناطحات السحاب وقمة برج ايفل وفي اعالي جبال سويسرا الساحرة لكن من الناحية العملية النظم الحرة والديمقراطية غير قادرة على مواجهة الارهاب بحلته الحالية التي تهدد السلم العالمي والامن البشري فالحرية والديمقراطية كحقول الغاز الطبيعي ما ان اقتربت منها النار والقصد هنا الارهاب حينها ستنفجر هذه الحقول وبالتالي نشوب كارثة بيئية تهدد الحياة الخضراء على وجه الارض …..
على الحضارة الغربية ان تستفيق من غيبوبتها السياسية لكي تستطيع ان تواجه الارهاب وتقف له بالمرصاد فتنظيم داعش الارهابي يهدد امن وسلم مناطق شاسعة من الشرق الاوسط وما زالت فرنسان تشارك بطائرتين حربيتين او ربما ثلاثة في حربها ضد داعش ومثلها بريطانيا وايطاليا والمانيا وغيرها من دول اوروبا التي تشارك في الحرب ضد داعش منها ما يشارك بمائة جندي لحماية سفارة احدى الدول منها ما يبعث عدة مستشاريين عسكريين لا يتعدى عددهم اصابع اليد لوضع الخطط العسكرية ومنها ما يشارك فقط ليثبت وجوده ضمن قائمة الدول المتحالفة لمواجهة داعش وتبقى الولايات المتحدة الامريكية منفردة بالتصريحات المفبركة اعلاميا فيخرج تارة المتحدث الرسمي للبنتاغون الامريكي ويقول لقد قامت طائرات اف 16 واف 18 بعشرة طلعات جوية وقصفت اهدافا حيوية لتنظيم داعش فقط لكي تثبت للعالم انها تقف بالمرصاد للارهاب لكن في نهاية الامر تتضح الامور على حقيقتها فالاهداف الحيوية التي قصفتها طائرات اف 16 واف 18 كانت عبارة عن رتل سيارات مكون من ( بيكب دبل قمارة ) و ( كيا حمل ) وفيها 4 دواعش اثنان منهم في غيبوبة كاملة بسبب تعاطيهم حبوب الهلوسة واثنان يحاولان تعلم قيادة البيكب كير اوتوماتيك والكيا كير عادي  …..
اي جنون هذا يا حضارة الغرب السياسية اي عقل بشري مثقف سيتقبل هكذا تصريحات اعلامية مفبركة اهكذا تواجهون الارهاب بمرونة وسلاسة وببرود اعصاب وانعدام تام للمسؤولية تجاه انقاذ حياة امم بأكملها من طغيان وظلم الارهاب …..
في حرب الخليج الثانية عندما رفض العراق الخروج من الاراضي الكويتية اعلنت اكثر من 30 دولة الحرب ضد العراق وقامت مئات الطائرات وحلقت في الجو وامطرت بغداد بمئات القذائف والصواريخ وكانت المحصلة هزيمة العراق وانهيار بنيته التحتية وتدميره واعادته الى العصور الحجرية …..
لما لا تقوم الولايات المتحدة وحلفاءها بأعلان حرب حقيقية ضد الارهاب ولما لا تقوم الاف الطائرات في وقت واحد لتدك كل بوصة وشبر تسيطر عليها داعش اليس هذا حلا مثاليا لظاهرة الارهاب وتدميره كليا ومحوه من سجل البشرية ام ان القضية تحتاج الى مداولات ومرافعات في البرلمان الاوروبي والكونغرس الامريكي وتحتاج الى ضمانات بين الديمقراطيين والجمهوريين المسيطرين على اركان السياسة الامريكية …..
بعد ما حدث في باريس في صحيفة شارلي ايبدو صرح الرئيس الفرنسي ان فرنسا ستراجع اجراءتها الامنية وشكل خلية ازمة في قصر الاليزيه لبحث تداعيات هذا التهديد الذي ادى الى ذعر وهلع الفرنسيين لم يبقى شيء يقوم به الرئيس الفرنسي سوى ان يدلي بمحاضرة حول المبادىء التي تأسست عليها الجمهورية الفرنسية لكي تغيض حليفتها وصديقتها وعدوتها السابقة بريطانيا التي تتخذ من الملكية اجراءا وقائيا لحماية الشعب البريطاني …..
السؤال هو ما علاقة مبادىء الجمهورية الفرنسية بالارهاب كان الاجدر بالرئيس الفرنسي ان يأمر قطعات سلاح الجو الفرنسي بأكملها بالتحليق فوق الشرق الاوسط وقصف كل سنتيمتر يحتله داعش وبهذا يرسل لداعش التي تترأس قائمة الارهاب العالمي رسالة شديدة اللهجة مفادها ان مبادىء الجمهورية الفرنسية بقدر ما هي ديمقراطية وحرة لكنها في الوقت ذاته تملك انيابا تقتلع من يهدد الشعب الفرنسي وامم اوروبا وامم الشرق والبشرية جمعاء لكن اتضح لي ان فرنسا مثلها مثل كل حضارة الغرب فاشلة سياسيا وتنتظر ان تجتمع بنظرائها ومن ثم يعقدوا مؤتمرا ومن ثم يصدروا قرارات وفي النهاية يتفقوا على وسائل اكثر دبلوماسية لمواجهة الارهاب …..
حينها ستحل الكارثة على البشرية …..
السؤال هو الم تحل الكارثة بعد البارحة سوريا والعراق واليوم شارلي ايبدو ومن يعرف ربما يغزو داعش والارهاب المريخ حينها ايضا لن تتحرك الحضارة الغربية بل ستدلي وكالة ناسا تصريحا انه تم الكشف عن كائنات غريبة على سطح المريخ ونحن الان بصدد دراستها لكي نجمع بعض المعلومات عن هذه الكائنات الغريبة وربما سنرسل مكوك فضائي في سنة 2095 لرصد تحركات هذه الكائنات الغريبة ومن ثم نقرر هل هي مصدر تهديد للبشرية ام لا …..
هذا هو واقع الحضارة الغربية وحربها ضد الارهاب وهذه هي الحقيقة المؤلمة شئنا ام ابينا …..
لذا فالحل الامثل هو ابادة داعش والارهاب من كوكب الارض  …..

أحدث المقالات

أحدث المقالات