23 ديسمبر، 2024 1:11 ص

داعش يضرب مصفى الصينية

داعش يضرب مصفى الصينية

استهدف تنظيم داعش الارهابي يوم (الأحد 2020/11/29) بصواريخ الكاتيوشا هجوما على مصفى الصينية (طاقة المصفاة التكريرية تبلغ 30 ألف برميل يوميا) واشعل النيران بصهريج الخزن واحدث اضرار مادية كبيرة بالمصفى،مع أن “داعش” أعلن مسؤوليته عن مهاجمة مصفاة الصينية النفطية، ولكن لم نر الخبر في كثير من القنوات العراقية والعربية والعالمية إلا القليل، وكان منها قناة #الشرقية_نيوز التي ضيفتني حول الموضوع ولكن لم يكن الوقت او اعداد نشرة الحصاد يسمح لتوضيح طبيعة الهجوم الارهابي، وقراءتي، أولاً لم يكن هذا الحادث الاول ضد المنشأت النفطية بل سبقه هجوم على حقوق عجيل وعلاس في شهر ايار 2019، وبعد اسبوع واحد أعاد عدداً من مسلحي داعش شن هجوماً على تلك الحقول النفطية، وكالعادة فإن حرس الحقول وبدعم من قوات الحشد الشعبي تصدت للهجوم الذي استهدف حقول علاس، ولم تتمكن القوة الحامية إلا من صد الهجوم دون القضاء على المهاجمين.

وفي تموز عام 2019، وباول تعرض نوعي منذ إعلان هزيمة تنظيم داعش الارهابي عام 2017، شن عناصر داعش هجوماً على الحقول النفطية عجيل وعلاس في محافظة صلاح الدين شمالي العراق. وكانت النتيجة ضعيفة حيث تصدت قوات شرطة الطاقة لهم، ومنعت وصولهم إلى المواقع النفطية. وقام عناصر من تنظيم “داعش” الإرهابي بهجوم على نقطتين أمنيتين في منطقة حقول علاس بمحافظة صلاح الدين في شهر تشرين الاول 2019، وسقط بعض الضحايا من العسكريين، وفي شهر نيسان عام 2020، شن عناصر من تنظيم داعش هجوما باسلحة خفيفة على نقطة تابعة لشرطة نفط الشمال في حقل خبازة التابع لناحية الملتقى جنوب غربي كركوك. وكانت وتيرة هجمات المسلحين الذين يشتبه بانتمائهم إلى “داعش” قد زادت، خاصة بالمنطقة الوعرة بين محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى، والمعروفة باسم “مثلث الموت”.

وهذا ما قلته في نص اللقاء وما أكده سابقا وزير البيشمركة شورش إسماعيل، ان تنظيم “داعش” الإرهابي شكّل محاكم جديدة، وأعاد فرض الأتاوات على المدنيين بمناطق لاتتواجد فيها القوات الأمنية.

ولهذا فإن عودة تنظيم داعش الى تكيكات قديمة وليس استراتيجية جديدة مثل ما يرى البعض، محاولا إثارة الرعب واظهار القدرة وإعلان إمكاناته على ضرب الاهداف الحيوية التي يمكن أن تؤثر على عصب العراق وشريان اقتصاده وهو النفط ومنشأته، لكي يحقق نصراً إعلامياً كبير يضرب به معنويات السكان المحليين والاجهزة الامنية، كما انه يحقق نصراً خارجياً يرسل بها اشارات للعالم بانه مازال قويا ويمكن ان ينفذ ضربات نوعية ولا سيما بعد العملية التي نفذها عناصر إرهابه في فيينا والتي نفذتها الضباع المنفردة له وقد تبنى العملية فيما بعد.

فالكثير من ملامح تعرضات ارهاب داعش كانت في طياتها استغلال المناطق البعيدة عن منال الاجهزة الامنية وفي مناطق صعبة الجغرافية ولا يتواجد بها سكان محليين بكثافة، حتى يقلل خطر كشفه او متابعته وملاحقته من القوات الامنية بتلك المناطق، فلهذا عمد لانشاء أوكار ومضافات في الكهوف والمناطق الجبلية اقلها في مخمور ومكحول وحمرين وفي الصحارى والبوادي بمحافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين وكوكوك وديالى وغيرها.

عمدت الاجهزة الامنية الى تكثيف الجهد الاستخباري وملاحقة تحركات عناصره وبمد معلومات من الاهالي المتعاونين مع قواتنا الامنية عبر تجديد التكتيكات والاستراتيجية بمعاركه ضد الارهاب الداعشي، فقامت بضربات نوعية بعد جمع المعلومات بالقيام بأنزالات في جبال حمرين ومكحول ومخمور، وكذا بفتح أغوار الجزر في نهر دجلة في جزيرة كنعوص وبعدها في جزيرة أم جريش وغيرها الكثير من العمليات وبأسناد سلاح طيران الجيش والقوة الجوية العراقية وضربات جوية للتحالف الدولي، فاعداده في تناقص ولكن جذوة ضرباته مازالت حاضرة فهل هذا دليل فشل او إخفاق التحالف الدولي في تمكين الاجهزة الامنية وزيادة قدراتها التدريبية على مواجهة الارهاب الداعش، ام أن قدرة الاستخبارات والامن العراقي لم ترتق الى حجم التحدي الى الان حتى مع كل النجاحات التي تتحقق يوميا باصطياد عناصر داعش في الكثير من المحافظات العراقية، هل مازلنا بحاجة لتدريب واستشارة قوات التحالف الدولي وتمكينه لقواتنا المسلحة، حتى مع الخروقات التي يقوم بها داعش الارهابي، وقيام التحالف بضربات جوية لقتل عناصر فلوه واخرها ضربته في جبال مكحول، ردا على العملية الارهابية في المسحك بمحافظة صلاح الدين وسقوط 10 شهداء، حيث قتلت 7 إرهابيين.

ما نحتاجه تجديد الخطط الاستراتيجية في معارك الامن والمعلومات مع عناصر فلول داعش، البدء بتكثيف العمل على تجفيف منابع الدعم المالي، ورصد العمليات المافيوية التي يقوم به عناصر الارهاب الداعشي، زيادة حجم التقانة والرصد المعلوماتي للوقوف على تحركات وحركات ونشاط داعش، التشديد على كسب عقول وقولب السكان المحليين وعدم التضييق عليهم/ متابعة حقيقية من قبل القائد العام ورئيس الوزراء والوزارات الساندة بمتابعة اسباب جذور نشوء ارهاب فكر داعش الاسود ومحاولة تذليل الكثير من المعوقات ومصاعب الحياة الاقتصادية والمعيشية وإعادة الحياة الى البنى التحتية الضرورية بالمناطق المحررة، تعجيل معارك الفكر المتطرف على كافة الصعد وبجهود كل المؤسسات التربوية والتعليمية والمنابر التوعوية دينية وفكرية وإعلامية ومجتمعية حتى نقلل من خطر صعود فكر متطرف اخر وكذا مع القنابل الموقوتة لاطفال وفتيان عوائل الدواعش المجلية بمناطق خارج المدن.

وبعد هذا وذاك نحتاج الى مظلة سياسية حامية وراعية بإرادة وطنية خالصة لتنفيذ بعض الحلول التي طرحناها وتسعى لتدعيم بناء دولة القانون والمؤسسات حتى تنهض ببناء مصلحة الوطن اولا وأخيرا.

· ويقع حقل علاس النفطي وسط مرتفعات حمرين، وهي آبار نفطية غير مستغلة في الوقت الحاضر.ويقدر الاحتياطي النفطي لحقلي علاس وعجيل بنحو ثلاثة مليارات برميل فضلا عن الغاز والكبريت.